طالب خطيب مركز الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ فريد المفتاح في خطبته أمس (الجمعة) بضرورة نبذ الفرقة والخلافات الطائفية لحفظ كيان الأمة الإسلامية.
وقال المفتاح: «إن الأمة الإسلامية اليوم تمر بمنعطف تاريخي خطير، وتسير عبر مفاصل متعسرة، تقلب أطرافها ووسطها خلافات مذهبية، وفتن محن فكرية ودينية، حروب وتحديات دولية، وأفكار دخيلة منحرفة، قتل وإرهاب، تطرف وفوضى، خطف للدين وتسخيره لتحقيق مصالح ومآرب شخصية، ونيل منافع حزبية وفئوية وطائفية».
وتابع «كما أن المسلمين اليوم وللأسف تتقاذف بهم أسباب الفتن، يسعى الأعداء لتفريق صفوفهم، ويبذلون كل جهد لبث العداء بين صفوهم، وتفريق كلمتهم، كما يحدث في أصقاع مختلفة من العالم الإسلامي، ولدينا في فلسطين مثالا. وهناك من يعمل في العلن والخفاء لإذكاء الخلافات بين الناس، وحين إذن، فما أحوج المسلمين اليوم للالتزام بالمنهج الذي تنشر من خلاله مبادئ الوحدة والوئام والسماحة والسلام، وندعوهم في هذا اليوم المبارك العظيم إلى أن يتصافوا بينهم».
وبين «من هنا فإن المسلمين بحاجة ماسة إلى مراجعة الفلسفة العظمى للإسلام، والتعاليم الإسلامية الراقية، والذي هو غير مفعل بين المسلمين اليوم إلا ما نذر. تلك الفلسفة والمدرسة التي تضمنت المبادئ الكبرى للمحبة والوئام والخصال الكرام والأخلاق العظام، إنه منهج مدرسة الإسلام التي حرصت على إرساء قواعد المحبة بين المسلمين.
إن تلك المبادئ الكريمة والقيم وهذه الفضائل العظيمة تقوم الأمة إلى كل خير، وتحقق لهم كل منفعة، مبادئ هي أساس مجتمعاتهم وتحقيق مصالحهم».
وقال: «لهذا، ففي أفضل عصر وأعظم دولة صلاحا وازدهارا. ومن هذا المنطق وجه نبينا محمد (ص) رسالته الخالدة النموذجية لهذه الأمة، فيقول لا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوان... كل المسلم على المسلم حرام ماله ودمه وعرضه. وفي ظل منهج سيد البشرية وخير البرية يجب أن يعيش الفرد المسلم متصفا بصفات فضلى، ومعانٍ كبرى، مقصدها الجامع أن يعيش في مجتمع يحب لغيره ما يحبه لنفسه».
وأوضح المفتاح «قاعدة منهجية محمدية تتضمن كل المعاني الخيرية والأخلاق الطيبة، قاعدة يوجهها أكمل الناس خلقا وفضلا، تقتضي هذه القاعدة على مر الأزمان، وتتضمن لزوم الاتصاف والالتزام بمعاني الألفة والإخاء والرأفة والتكاتف وقضاء الحاجات، وفي هذه المعاني الفاضلة يقول حبيبنا (ص) واصفا ما ينبغي أن يكون عليه المجتمع «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» ويقول (ص) «من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»... هذه قواعد وقيم وأخلاق نموذجية نبوية تقضي بالبعد عن التحاسد وتحريم الإضرار والإيذاء بالمؤمنين».
وأكد «هذه ثوابتنا ومبادئنا الإسلامية وأصول الدين المحمدي التي تقوم على المحبة والسلام وتحارب البغض والعداء، وتمنع عن المجتمعات الفساد... وإلى متى سنظل نحمل الأجيال الحالية جريرة أجيال مضت منذ سنين، ونترك الجيل الجديد وما أنتج. إلى متى ستظل معارك واجتهادات الماضين حكما في رسم علاقات، وخلافاتهم معكرة لصفو وحدتنا، ويظل البعض منا وبإصرار في خلق حال من التفكك والابتعاد عن الترابط مع المسلمين».
العدد 2346 - الجمعة 06 فبراير 2009م الموافق 10 صفر 1430هـ