قال خطيب جامع الخير بمنطقة قلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة لهذا الأسبوع: «سنوات الميثاق لا تعني الكمال في العمل، فهناك الكثير من الملفات التي تحتاج منا إلى معالجات، السكن ورفع مستوى المعيشة وتعزيز الاستقرار والأمن، وهذه ليست بسبب قصور في ميثاق العمل الوطني ولكنه خلل في التعاطي معه من خلال المؤسسات والأفراد، من هنا يجب أن نعزز هذا المشروع بإعادة مراجعته وتقييم الإنجازات التي تحققت، وتصحيح المسار للأخطاء التي وقعت». وأضاف الجودر «إن من نعم الله علينا في هذا الوطن الأمن والاستقرار، والوحدة والتسامح والتعايش، وهذه الأيام تعيشون ذكرى عزيزة على قلوبكم جميعا، ومحطة مهمة من محطات هذا الوطن، ذكرى ومحطة شاركتم فيها جميعا حينما توافقتم عليها بنسبة 98.4 في المئة، إنها ذكرى ميثاق العمل الوطن».
وتابع «فخلال السنوات العشر الماضية عززتم فيما بينكم صور الوحدة والتسامح والتعايش، ورسختم مفاهيم الحوار والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأقمتم بأيديكم مؤسساتكم المدنية، المجلس الوطني بشقيه، الشورى والنواب، والمجالس البلدية، وعززتم السلطة التشريعية، وأشهرتم نقاباتكم العمالية والمهنية، وأشعتم أجواء الحرية من خلال صحافتكم ومنتدياتكم الحضارية، جميعها في سنوات قليلة».
وأشار الجودر إلى أنه «يكفينا فخرا أن يكون الميثاق سببا لإعادة الثقة بين أبناء الوطن الواحد، سنة وشيعة، من هنا فإننا ندعو لتجديد هذه المرحلة الهامة من تاريخ أمتنا بالدعوى لعلاج القضايا من خلال الحوار والمصارحة والمكاشفة، وإيقاف فتاوى التكفير والاصطفاف والتطاول والسخرية، فإنها ليست من الدين ولا من الأخلاق. فبادروا بمشاريع الوحدة والتسامح، واستغلوا هذه الذكرى (ميثاق العمل الوطني) لتعزيز وحدتكم وإتلافكم، وتصدوا لمن يسعى لتعكير صفو أمنكم واستقراركم.
وبيّن أن «الدول التي فقدت الأمن والاستقرار هي اليوم تستنجدي دول العالم والمنظمات الدولية لإعادة الأمن لديارها، وتأملوا معي إن شئتم إلى ما يحدث هذه الأيام في الصومال من اقتتال واحتراب بين الإخوة».
العدد 2346 - الجمعة 06 فبراير 2009م الموافق 10 صفر 1430هـ