تنتشر هذه الأيام وعبر (بعض) الصحف الموسومة بالحكومية أو الرسمية تحديدا، أنواع كثيرة من رسوم/رسامي الكاريكاتير، حقيقة يمكن لنا أن نسميها مسخا أكثر منها كاريكاتيرا محترما يُعبر عن وجهة نظر رسّام هو لسان حال القارئ الذي ينتظر من يتحدث باسمه وعلى لسانه ويكون ناطقه الرسمي/الشعبي في صباح كل يوم، فيرى أو هو يتفاجئ بالأحرى بكاريكاتير لا يخرج عن كونه بوقا آخر بل طريقة جديدة من الابواق تُثير اشمئزاز القارئ من جهة وزملاء المهنة من جهة اخرى.

الطريف في الامر أن هذه النوعية من رسوم الكاريكاتير لم تستطع تكوين شعبية لا من القارئ الذي لم تطرح همومه ومشاكله ووجهة نظره امام الحدث، ولا من السُلطة التي يمتدحها، لأنها وباختصار لم تُساهم في تلميع تلك الجهة كونها تعتبر الكاريكاتير مصدرا للسخرية سواء كان الموضوع لها أم عليها.

إن هذه النوعية من الرسوم قد انقرضت من زمان، بل انها كانت موجودة أيام السلاطين والديكتاتوريين آخرهم كان صدام حسين، ولكن المُخزي في الامر هو ان يبحث رسام الكاريكاتير عن الحرية ويحارب ويضحي من أجلها وعندما يحصل على الفتات منها فإنه لا يعرف كيف يتصرف معها وتراه يرجع لسابق عهده.

دعوة لهؤلاء الذين يمكن ان نسميهم رسامي الكاريكاتير «المسخ» بأن يُعيدوا حساباتهم، لأنهم الخاسر الاكبر في جميع الحالات.