الفرد الرياضي الذي يمتلك الثقة بالنفس دائما ما تراه يحقق النتائج التي ينتظرها أو التي يعمل بجد من أجل تحقيقها، فهناك لاعبون ممتازون ربما يلعبون بعض الألعاب الفردية ولكن ما ينقصهم من أجل تحقيق ما يريدون من أهداف الثقة بالنفس، وهناك أيضا أندية تملك مواهب رائعة ولاعبين متميزين لكنهم لم يستطيعوا حتى الآن تحقيق أي لقب كبير، وهذا يعود أيضا لغياب الثقة في نفوس اللاعبين وكذلك الإداريين وتسمى أيضا «روح البطولة»، والعكس صحيح، فهناك أندية تملك مواهب ولاعبين متميزين وفي نفس الوقت الثقة بالنفس وروح البطولة، وبالتالي تمكنوا من تحقيق الألقاب تلو الألقاب، وحتى لو مروا بأزمة لفترة لكنهم يعودون ويؤكدون أنهم يمرضون لكن لا يموتون... هذا ما حدث لنادي النصر وفريقه الأول للكرة الطائرة هذا الموسم، إذ تمكنوا من تحقيق لقب كأس رئيس المؤسسة بجدارة واستحقاق بعدما مروا بموسم مرير جدا لم يتمكنوا فيه من تحقيق النتائج التي ينتظرها الجمهور الأزرق.
نعم، النصر مر بموسم قاس جدا من جميع النواحي ولم يستطع تحقيق النتائج المرجوة منه، ولكن مع عودة الإدارة لتصحيح الأخطاء التي وقعت فيها في الموسم الماضي عاد النصر سريعا لمنصات التتويج، والسبب الرئيسي في ذلك هو الثقة بالنفس والتي استعادها اللاعبون مع عودة الأخوين رضا وحسن علي لتدريب الفريق وكذلك صادق إبراهيم ليكون القائد الفعلي دائما الملعب مما ولد ثقة وروح معنوية وقتالية داخل الملعب، وتأتي استعادة الثقة من جديد لأنها أصلا كانت موجودة ومخزنة لدى اللاعبين ولكن ما كان ينقصهم هو من يظهرها من جديد، وأنا لا أنسى ما قاله لاعبو النصر، إذ أكدوا أن لعودة هذا الثلاثي دورا كبيرا في استعادة الثقة، وأنا أؤيد هذا الكلام بكل تأكيد وكان ذلك واضحا وجليا في أرض الملعب وحتى في المدرجات الزرقاء.
واستطاع النصر في هذا الوقت الزمني القصير لملمة كل الأوراق المنتشرة هنا وهناك ليعود الفريق عاشقا لمنصات التتويج، وهذا ما يؤكد أن النصر فعلا يمرض لكن لا يموت، وهناك أندية كثيرة تنطبق عليها هذه الجملة وفي مختلف الألعاب سواء في البحرين أو في العالم أيضا، وهناك رياضيون وأندية تتمنى أن تملك هذه الثقة التي تجعل منهم أبطالا يحققون الألقاب تلو الألقاب.
إقرأ أيضا لـ "محمد عون"العدد 2703 - الجمعة 29 يناير 2010م الموافق 14 صفر 1431هـ