اعتمد المؤتمر الإسلامي الثاني للوزراء المكلفين بالطفولة قرارات عدة تخص الأطفال في العالم الإسلامي، إذ تم اعتماد مشروع إنشاء منتدى الإيسيسكو لأطفال العالم الإسلامي والوثيقة المرجعية للمؤتمر (أطفال العالم الإسلامي مستقبلنا).
كما اعتمد المؤتمر، الذي عقد في الفترة من 2 إلى 4 فبراير/ شباط الجاري، قرارا بشأن حماية أطفال غزة والقرار الخاص فيما يخص اختطاف أطفال دارفور واعتماد القرار الخاص بأوراق العمل والدراسات العلمية بشأن قضايا الطفل في مجالات الصحة والحماية والتعليم والعولمة واعتماد وثيقة عهد الخرطوم بشأن مستقبل الطفولة في العالم الإسلامي.
إلى ذلك تناول رئيس وفد مملكة البحرين في المؤتمر خالد اسحق إنجازات البحرين لأهداف التنموية للألفية ومؤشراتها، موضحا التزامات المملكة بإعلان الرباط الذي اعتمده الوزراء في اجتماعهم في المؤتمر الإسلامي الأول الذي عقد في المغرب في العام 2005.
كما أوضح ما تقوم به مملكة البحرين من دور إيجابي إلى جانب الدول الشقيقة والصديقة في العالم الإسلامي للالتزام بحقوق الطفل التي أرساها الدين الإسلامي الحنيف، والتي نصت عليها الاتفاقيات والعهود والمواثيق العربية والدولية، ومن أبرزها اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، التي صدقت عليها المملكة العام 1991، و أخذت حيز التنفيذ منذ 1992.
وتطرق إلى ما حققته البحرين من العديد من الأهداف التنموية للألفية انطلاقا من إيمانها بهذه الأهداف التي تتطابق مع منطلقات وأسس وأهداف المملكة والتي أظهرها التقرير الوطني بشأن الأهداف التنموية للألفية للعام 2007 تحقيق إنجازات تجاوز بعضها مستويات الإنجاز المحددة في الصياغة العالمية لأهداف الألفية ومؤشراتها.
وذكر اسحق أن البحرين استطاعت أن تحقق الأهداف المتعلقة بخفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة إلى النصف، ومعدل وفيات الأطفال الرضع إلى الثلثين، وتحصين الأطفال الصغار ضد الأمراض المعدية وخاصة الحصبة بنسبة 100 في المئة، وتحسين مؤشرات الصحة الإنجابية للأمهات، نتيجة تحسين الخدمات الصحية العلاجية والوقائية في مملكة البحرين.
كما تطرق إلى إنجازات المملكة في مجال الرعاية الصحية ومن اهتمام خاص بمكافحة مرض الإيدز والأمراض الوبائية الأخرى.
وأشار إلى التطور الكمي والنوعي في مجال التعليم، ومن أهمها ما يخص توفير فرص التعليم للجميع، حيث استطاعت أن تستوعب جميع الأطفال من هم في سن التعليم الابتدائي، وانتشار وتطور ملحوظ في المراحل التعليمية الأخرى.
وأشار إلى ما تبوأت به البحرين من المركز الأول عربيّا في مجال تطبيق أهداف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في توفير التعليم للجميع في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2006م، وما تحقق من الأهداف التنموية للألفية في تعميم التعليم الابتدائي قبل الفترة الزمنية المحددة وهي العام 2015، من خلال تحقيق مؤشر نسبة الالتحاق بالتعليم الابتدائي، ومؤشر معدل القيد الصافي في التعليم الابتدائي، ومؤشر نسبة التلاميذ الذين أنهوا الصف الخامس الابتدائي بنسب تقرب إلى 100 في المئة مع تكافؤ فرص القيد بين الذكور والإناث.
وبين فيما يخص إلزامية التعليم بما صدر من قانون للتعليم رقم (27) لسنة 2005، والذي حدد فيه إلزامية التعليم للأطفال من سن 6 إلى 15 سنة.
وفي مجال حماية الطفل أشار خالد اسحق إلى ما حققته مملكة البحرين من إنجاز مهم في مايو/ أيار 2007 بافتتاح مركز البحرين لحماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال التابع إلى وزارة التنمية الاجتماعية, من أجل تقديم وتنسيق خدمات التقييم والتحقيق والعلاج والمتابعة للأطفال ضحايا الإيذاء الجسدي والإهمال والاعتداءات الجنسية، وذلك في بيئة صديقة للطفل، مع وضع الاعتبار الأول لمصالح الطفل الفضلى.
وقد أشار خالد أسحاق في هذا الصدد إلى ما قامت به المملكة في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2008 م بتدشين الخطة الوطنية لحماية الطفولة من سوء المعاملة والإهمال، بهدف الوقاية للطفل والتصدي والعلاج عن طريق عمل فريق متعدد التخصصات، وتذليل الصعوبات التشريعية والمجتمعية في سبيل توفير بيئة آمنة خالية من العنف ضد الطفل.
كما أوضح اسحق ما تقوم به اللجنة الوطنية للطفولة من إعداد استراتيجية وطنية للطفولة للنهوض بالأطفال، وأشار كذلك إلى ما تقوم به وزارة التنمية الاجتماعية م تنمية المواهب العلمية والإبداعية للأطفال، واستغلال أوقات فراغهم عن طريق نوادي الأطفال والناشئة، والنشاطات الصيفية المكثفة، وإنشاء مراكز العلوم للأطفال، والمكتبات المتنقلة لتوعية الأطفال وتثقيفهم في القرى.
وأشار كذلك إلى الدور الرئيسي الذي تقدمه المملكة كحق للأطفال المعوقين من أبنائها في التمتع برعاية خاصة وتوفير احتياجاتهم، وما تحظى به هذه الفئة من رعاية من قبل الجهات الرسمية والأهلية والمراكز التأهيلية التابعة إلى وزارة التنمية الاجتماعية، وعن طريق بعض الوزارات، مثل وزارة التربية والتعليم التي تعمل على الدمج التربوي والاجتماعي لبعض الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال أسحق تم إنشاء لجنة وطنية لرعاية المعوقين، لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وماتم تخصيصه من راتب شهري لكل فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى ما صدر من قانون بشأن رعاية وتأهيل وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة في العام 2006 م. وما تعمل به وزارة التنمية الاجتماعية حاليّا على إنشاء مجمع شامل للإعاقة يعنى بتوفير مختلف أنواع الخدمات للمعوقين ضمن محيط جغرافي واحد ويحتوي المجمع على مراكز للتشخيص والتقييم والقياس ومركز العلاج الطبيعي والنفسي ومركز مصادر التعليم والتدريب ومركز متلازمة داون. وأشار إلى حرص المملكة على حماية صون الأطفال اليتامى والمحرومين من أسرهم وفقا لتعاليم الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى رعاية اليتيم، حيث تم إنشاء دار رعاية الطفولة التي تحتضن الأطفال الأيتام ومجهولي الأبوين وتوفر لهم البيئة العائلية البديلة حتى 14 سنة،.
وبين كذلك إنشاء دار رعاية الفتيان لرعاية الأبناء مجهولي الوالدين من الذكور من العام 15 حتى 21 سنة، والذين تتم مساعدتهم على إيجاد مسكن وعمل مستقر، وإتمام الدراسة والتكيف مع المجتمع.
وأشار اسحق الى أهم ما أنجزته المملكة بشأن الأطفال الأيتام بشمولهم بالرعاية من قبل المؤسسة الخيرية الملكية التي تم إنشاؤها بأمر سامي من جلالة الملك، حيث تقوم المؤسسة برعايتهم وتوظيفهم، وتقديم مكافأة لهم منذ ولادتهم وحتى سن 21 سنة أو حتى التحاقهم بالعمل. وشدد على عدم نسيان الأطفال المسلمين في العالم الذين يعانون من ويلات الفقر والجوع والمرض، والذين هم بحاجة إلى مد يد العون والمساندة للخروج من دائرة العوز إلى دائرة التمكين، وكذلك الأطفال المسلمين، الذين يعانون من شر ويلات الحروب الدامية، والعنف الشديد، وقد خص بالذكر أطفال غزة، الذي عانوا من همجية العدوان الإسرائيلي الغشيم، بشكل غير مسبوق في التاريخ المعاصر.
ودعا إلى إيقاظ الضمير العالمي، ومناشدة جميع بلدان العالم المسارعة إلى تقديم كل العون المادي والمعنوي لهؤلاء الأطفال، والى احترام حقهم في البقاء والعيش الكريم في بيئة آمنة خالية من العنف.
هذا وقد عاد إلى البلاد قادما من الخرطوم وفد مملكة البحرين المشارك في المؤتمر الإسلامي الثاني للوزراء المكلفين بالطفولة والذي عقد في الفترة من 2 إلى 4 فبراير/ شباط الجاري برعاية من رئيس جمهورية السودان عمر حسن أحمد البشير بعنوان: «نحو مستقبل أكثر إشراقا لأطفالنا».
ويعقد هذا المؤتمر بتنظيم من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو) وباستضافة وزارة الرعاية الاجتماعية وشئون المرأة والطفل بجمهورية السودان وبمشاركة 84 دولة عربية وإسلامية.
العدد 2346 - الجمعة 06 فبراير 2009م الموافق 10 صفر 1430هـ