العدد 2703 - الجمعة 29 يناير 2010م الموافق 14 صفر 1431هـ

الولايات المتحدة تودع الرحلات المكوكية

بدأت صناعة الفضاء الأميركية تترنح. ويعزو المراقبون الهزات التي واجهت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، موضع فخر الأميركيين، إلى نقص التمويل المالي وعدم الاهتمام الكافي من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما بهذا القطاع صاحب التاريخ العريق.

وأهم ما تواجهه «ناسا» الآن هو اضطرارها للتوقف عن رحلاتها المكوكية بعد أن أصبحت الولايات المتحدة غير قادرة على نقل بشر للفضاء الخارجي وذلك بعد نصف قرن من التاريخ الأميركي المزدهر في هذا المجال. ويرى بعض المراقبين أن ذلك يعد بمثابة مأساة لـ «ناسا». وسيضطر رجال الفضاء الأميركيون عندئذ لمرافقة زملائهم الروس إذا أرادوا الوصول لمحطة الفضاء الدولية (أي إس إس).

ربما كان من الصعب تصديق ذلك ولكن هذه هي الحقيقة بعد أن كانت الولايات المتحدة حتى زمن قريب «رقم 1» في الفضاء. ستتخلى أميركا على مدى 7 أعوام على الأقل عن تنظيم رحلات مأهولة للفضاء. بل إن الجيل المرتقب من الرحلات المكوكية الذي ينتظر أن يحل محل الرحلات الحالية مهدد هو الآخر بعدم الخروج للنور بسبب نقص الاعتمادات المالية وأصبح مصير تطوير المركبات الفضائية ذات السرعة الفائقة التي كانت أميركا ستمخر بها الفضاء إلى كوكب المريخ مجهولا.

فإلى أين تسير «ناسا» إذا؟. في الماضي كانت المركبات الفضائية بمثابة الثورة في عالم الفضاء. كان ينتظر من المركبات الفضائية ذات خزانات الوقود العملاقة والتي يمكن استخدامها في أكثر من رحلة أن تخفض تكاليف الرحلات الفضائية بشكل هائل. كما كانت هذه المركبات التي تستطيع أن تحمل الواحدة منها 25 طنا وتسع سبعة رواد فضاء بمثابة بداية عهد جديد في عالم الفضاء. كانت أول رحلة لمركبة الفضاء الأميركية كولومبيا في الثاني عشر من أبريل/ نيسان 1981. وأصبحت الرحلات المكوكية بمثابة «خيول العمل» التي بدونها لا يمكن تخيل إنشاء وكالة الفضاء الدولية «أي إس إس».

ومازالت «ناسا» منتشية بمكوك الفضاء حتى الآن معتبرة إياه «أكثر الآلات تعقيدا حتى الآن». ولكن هذه المكاكيك أصبحت فعلا فشلا ذريعا ومقبرة لنحو 14 رائد فضاء بعد انفجار مكوك الفضاء تشالنجر في العام 1986 عقب إقلاعه بقليل واحتراق المركبة كولومبيا في العام 2003 لدى دخولها الغلاف الجوي للأرض مما مثل صدمة كبيرة لعالم الفضاء.

وفقد مكوكان من نحو خمسة مما جعل المسئولين الأميركيين يطورون الخطط الخاصة بتسيير رحلة مكوكية للفضاء اسبوعيا والاقتصار على أربع رحلات سنوية. وبعد أن كانت التكلفة المقدرة لكل رحلة تبلغ عشرة ملايين دولار وصلت هذه التكلفة نحو 500 مليون مما جعل هذه المركبات الفضائية فاشلة من الناحية المالية أيضا. أضف إلى ذلك أن المركبات الفضائية أصبحت تعتبر متقادمة ومحفوفة بالمخاطر. وكانت النتيجة هي التأخير الدائم في مواعيد رحلات المركبات الثلاث المتبقية أتلانتيس وديسكافري واينديفر. وكان هذا التأخير يعزا دائما إلى مشاكل في خزانات الوقود لهذه المركبات. وهناك جزء من تقنية المركبات الفضائية يعود للستينيات من القرن الماضي مما جعل معارضي الرحلات المكوكية يرون أن هذه المركبات ولدت معيبة أصلا وأنها عرضة للخطر لأنها ببساطة بالغة التعقيد.

وأشاد المعارضون في هذا الصدد بمركبة الفضاء الروسية سويوز كونها الأكثر بساطة والأكثر صلابة وأقل عرضة للأعطال. ومن المقرر أن تقوم مركبة الفضاء الأميركية اينديفر برحلتها التالية في السابع من فبراير/ شباط المقبل لتعقبها أربع رحلات أخرى قبل أن يسدل الستار في سبتمبر/ أيلول المقبل على هذه الرحلات نهائيا وتخزن المركبات ليقال عندئذ: الوداع للرحلات المكوكية.

العدد 2703 - الجمعة 29 يناير 2010م الموافق 14 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:36 ص

      ربما

      ربما تحولت مشاريهم الجهنميه العدوه للانسانيه من الفضاء و توجهة لباطن الارض كما يشاع عن جهازهم الدي احدث هزه ارضيه راح ضحيتها المئات من الشعب الهاييتي هده امريكا عدوه الشعوب التي قتلت الملايين مند ظهورها

اقرأ ايضاً