صدر كتاب جديد في القاهرة تحت عنوان «قراءات مسمومة»، يرصد التحرش الأميركي بالعرب والعجز العربي عن التصدي لأهدافها وخطورة ذلك على الأمن القومي وسط سعي أميركي حثيث للاستحواذ على نفط العراق والسودان والتجبر الإسرائيلي في فلسطين.
ويطالب الكتاب الصادر عن دار «أكتب» للمؤلف علاء لطفي بفريق عمل دائم للأزمات العربية أو صندوق لدعم الكوارث العربية أو غرفة عمليات دائمة تكون مهمتها الأساسية سرعة الفصل والحسم وليس انتظار انعقاد القمة وممارسة البكاء والنحيب والاتهامات على أعتابها، مؤكدا أن ذلك لن يتحقق إلا بمبادرة سلام عربية. ويقع الكتاب في 326 صفحة مقسمة إلى 5 فصول ويتحدث عن السياسة ودورها في الداخل والخارج والبراعة الأميركية في تسويق سياساتها عبر خطابها السياسي والإعلامي الذي نتلقفه دوما بالتصفيق والتهليل قائلا «دعونا نتصالح مع أنفسنا أولا قبل أن نتصالح مع (إسرائيل) ولنغلق ملفات الخلافات العربية قبل تمام الغرق في تفاصيلها المشئومة». ويرى الكتاب أن إيران حاضرة بقوة، ويشير في تحليل يقترب من النبوءة إلى أن القوى الكبرى لن تهدأ حتى تشعل حربا خليجية رابعة، مؤكدا أن المشهد الإيراني يزداد تعقيدا إلا أنه يحذر أميركا من فخ إيران، مشيرا إلى أن الحرب لن تكون نزهة وربما لن تخرج أميركا من الخليج كما دخلته أول مرة.
ويلقي الكتاب الضوء على تاريخ من أطلق عليهم «أقباط المهجر» عبر رحلة «بيكو» الذي يتقلب بين آية الكرسي ومفتاح الحياة محذرا من سيناريوهات «تفكيك مصر» التي يقف وراءها من وجهة نظر الكاتب العنصر الداخلي فهو حجر الزاوية في نجاح أو فشل أي مخطط تآمري. ويحرص الكتاب على محاكمة الإعلامي العربي ويرى أنه سقط ضحية استغراقه في الدفاع عن القضايا العربية أو انتهاجه سياسة التهدئة في مواجهة الغرب وأميركا. لكنه ينتقل إلى قضايا الداخل ليفضح المزايدات المستمرة ليل نهار ويكشف عن أسماء لامعة في عالم الفكر السياسي استهواها بريق الفوضى الخلاقة فأصبحت تمارس التضليل على نمط تحليل «الحجرة السوداء» وأصبحت الفوضى تجارتهم يتربحون منها. لكن أخطر ما توقف عنده الكتاب هو أحداث الفتنة الطائفية التي تتجدد كل يوم وكل ساعة ويصفها بأنها استراتيجية منتظمة تحمل اسم «بيكو» تلك الشخصية المحورية التي تستنسخ ذاتها من حين لآخر، محذرا من جماعات المراهقة السياسية التي تتخذ من شعارات الديمقراطية ستارا وذريعة لإشعال الفتن والمؤامرات.
ويتناول الفصل الأول ما أسماه بفكر التغلغل والاختراق وهو يظهر وفق تصوره عندما يأتي الخطاب الإصلاحي من الخارج في صورة توصيات ونصائح وإملاءات ثم تفاجأ بمن يتلقفه في الداخل ويبدأ العزف عليه إعلاميا دون تدقيق على اعتبار أن الكتابة الصحافية هي إحدى أدوات المشروع السياسي للمجتمع وأي تضليل يتسلل إليها سيتسلل بدوره إلى المجتمع.
أما الفصل الثاني فيتناول أدوات التغلغل أو الفسدة والمفسدون ويهدف إلى تعرية مواقف سياسيين كذبوا على شعوبهم وضللوهم وأدى كذبهم إلي مقتل العشرات أو المئات منهم مثل كولين باول الذي أعترف بكذبه في مسألة السلاح الكيماوي في العراق ثم مبادرة لورا بوش لمحاربة سرطان الثدي بالتزامن مع الكشف عن الانتهاكات الجنسية لمعتقلي سجن أبوغريب والمؤسسات السياسية العربية التي تقف أحيانا كثيرة موقف المشاهد الحائر بين الشجب والإدانة.
وفي الفصل الثالث يتناول الشأن العربي بكل أطيافه السياسية وملفاته وقضاياه، وفي الرابع يرصد صناعة الفوضى وهي تبدو كنتاج لتدخلات خارجية في مراحلها الأولى لكنها لا تنجح دون وكلاء لها في الداخل.
وفي الفصل الخامس والأخير الذي يحمل عنوان منظومة تفكيك مصر فالأدوات هي الفتنة الطائفية الدائرة في مواقع متفرقة والدور الذي تلعبه جماعات المراهقة السياسية ثم تيارات الإسلام السياسي واستدراجها للحوار خلف أبواب الغرف المغلقة مع قوى دولية انتهازية ثم فتنة التوريث الدائرة والمعالجة المتشنجة لمسألة التغير في مصر والإلحاح على تغيير الدستور.
العدد 2703 - الجمعة 29 يناير 2010م الموافق 14 صفر 1431هـ