نظّمت جمعية العاصمة للثقافة الاسلامية مساء الجمعة الماضي، في مقرها بأحد أحياء المنامة القديمة، «الملتقى الأول لتقييم عاشوراء»، الذي يعتبر أكبر موسمٍ من حيث حشود المشاركين والأنشطة والفعاليات.
القاعة الصغيرة غصّت بأكثر من أربعين مشاركا، من علماء دين وشخصيات عامة ومسئولي مآتم ورواديد، شيبا وشبانا، من المهتمين بالشأن الديني.
هذا الموسم الضخم، تتولى فيه الهيئة العامة للمواكب الحسينية عمليات الإشراف والتنسيق مع الجهات الرسمية ذات الصلة (الداخلية والصحة والبلديات...)، وقد احتفلتْ قبل سنواتٍ بمرور خمسين عاما على تأسيسها. وفي بداية اللقاء تولى بعض أعضائها (حسين العلوي وأحمد بن سلوم) تقديم تقييمٍ عامٍ للموسم وما يعتريه من نواحي خلل وقصور.
إحدى المشاكل التي فرضت نفسها على النقاشات، قضية «الازدحام» الأزلية، حيث تباينت الآراء بين المطالبة بتوسيع دائرة سير المواكب لاستيعاب الأعداد المتزايدة، والبحث عن أسباب الزحام والدعوة للحد منها ومعالجتها. ودون مناقشةٍ في التفاصيل، فإن هذه المشكلة ستزداد مع الأيام، وسيصبح ضروريا البحث عن حلولٍ فعالة ومجدية، وخصوصاَ إذا علمنا أن الاجتماعات الحاشدة عالميا تسمح بوجود 3 أشخاص في المتر المربع، بينما يصل الرقم عندنا إلى خمسة أشخاص، كما يقول العلوي.
جغرافيا... أنت تتعامل مع بقعةٍ صغيرةٍ لا مجال لتوسعة رقعتها، بينما الحشود تزداد. ففي مطلع الثمانينيات، كانت تستقبل ستين ألفا وقت الذروة، أما اليوم فتستقبل مئة وخمسين ألفا في الليلة الأخيرة... بينما لم تزد المساحة خمسة أمتار مربعة.
في السبعينيات، كانت بعض مآتم العاصمة تستقبل أعدادا من الضيوف الوافدين من الضواحي والقرى، وازداد تدفق هذه الأفواج في التسعينيات مع صعود الحركة المطلبية والدعوة للإصلاح السياسي، فضلا عن الزيادة الطبيعية للسكان. وعليه فالمشكلة سيزداد ضغطها مع الأيام، وتحتاج بالتالي إلى البحث عن حلولٍ مبتكرة.
الموضوع الثاني الذي أخذ حيّزا كبيرا من النقاش، قضية المضايف التي زاد انتشارها في الأعوام الأخيرة. وهي ظاهرةٌ اجتماعيةٌ لفتت نظري كمراقبٍ، فكتبتُ عنها مقالا نهاية موسم عاشوراء (13 محرم) ضمنته وجهة نظري الشخصية، ولكن عدتُ يوم 15 محرم لاستعرض وجهات نظر القراء، إذ بدت لي أكثر تعقيدا، وبحاجةٍ إلى مزيد من تداول الآراء للوصول إلى أنفعها. من هنا لم استغرب تلك التباينات الحادة في طرح وجهات النظر.
ربما اعتادت المآتم تقديم وجبات الغذاء أو العشاء منذ قرون، لكن في السنوات الأخيرة استجدت المضايف. وكأي ظاهرة اجتماعية أو تجربة بشرية جديدة، أثيرت حولها الكثير من النقاشات والآراء، وخصوصا بعدما قفز عددها بسرعة من أربعين إلى ما يقارب المئة.
بعض الآراء يتعلق بزحفها على الطرقات الضيقة ومزاحمتها المواكب، وبعضها بضرورة الحفاظ على النظافة، وبعضها بتوجيهات ومبادئ دينية واضحة، كتجنب الإسراف وصرف الكثير من المال الزائد على الطعام، فيما تعاني مشاريع خيرية أخرى شديدة الأهمية من شحٍّ في الإنفاق.
النوايا الحسنة والرغبة القوية بعمل الخير كانت واضحة لدى الحضور، استلهاما من روح النهضة الحسينية. لكن تظل هناك حاجة لتوسيع دائرة النقاش، وتغليب المصلحة العامة، وتقبّل مختلف الآراء، دون تعصبٍ أو انغلاق، على أن يسترشد الجميع بروح الآية الكريمة: «الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه». فالملتقى الأول مبادرةٌ طيبةٌ جاءت في وقتها المناسب، فالمشاكل الملحة باتت تبحث عن حلول.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2702 - الخميس 28 يناير 2010م الموافق 13 صفر 1431هـ
خطوة خطوة للاصلاح
انها بادرة جيدة ونتمنى ان تتلوها خطوات. طريق الاصلاح طويل وخصوصا ان المنامة هي المركز الذي تصب فيه كل الفعاليات في عاشوراء، فنرجو ان تبدأوا بخطوات ولو صغيرة وخطوة خطوة سيتم الاصلاح والوصول لأفضل.
مسؤولية الجميع
مؤسسات المنامة عليها ان تتحمل مسؤوليتها في توفير افضل الظروف وإصلاح الخلل في الموسم. ليس الموضوع فقط توفير الطعام والماء بل الاهم تحقيق تعاون افضل بين المىتم في العاصمة نفسها والاتفاق على الامور العامة التي تخدم المذهب ولا تسيء إليه. انها مسؤولية كبيرة ععليكم جميعاً. موفقين.
كثير من الممارسات تحتاج الى مراجعة وتقويم
نحن في حاجة لنرى ممارساتنا بعيون الاخرين الصادقين مريدي الخير للجميع ,واقصد بالاخرين من خارج ممارسي الشعائر الحسينية ومن خارج الطائفة , وما يحتاج الى مراجعة وتقييم كثير والمراجعة لازمة لتقديم الافضل والاحسن وما يتناسب ونهضة الحسين(ع) ,وما يحتاج الى مراجعة , المبر , القصائد الشيلات , لباس المعزين ,العبارات والشعارات , لغة مخاطبة الاخر بما فيهم غير المسلمين , الضيافات , النظافة , اداب الطريق , اللافتات وماتحمله من عبارات وشعارات , مواصفات الخطيب وتأهيله , التجديدات الاخيرة كالرسم .الخ