في أمسيةٍ إنسانيةٍ رائعةٍ، احتفل البحرينيون بتكريم ضيفهم الكبير هيثم منّاع، الذين عرفهم وعرفوه أيام المنافي والسجون... وسنوات الكفاح الصعب من أجل الإصلاح.
الجمعية البحرينية لحقوق الانسان، التي كرّمت في العام 2007 اللورد ايفبري، وفي 2008 المحامي الوطني حسن رضي، اختارت أن تقدّم درع المناضل أحمد الشملان للحقوقي العربي هيثم مناع للعام 2009، في خطوةٍ أكثر من موفقة، وتستحق الكثير من الشكر والتقدير.
كلمة الشملان ألقاها ابنه الشاب خالد، ونوّه فيها بشخصية «صديق شعب البحرين والمدافع الصلب عن حقوق الانسان»، الناطق الرسمي باسم اللجنة العربية لحقوق الانسان والمنسق العام للتحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب. وهو اسمٌ بارزٌ من بين أشهر دعاة حقوق الانسان، ويمثل رمزا عربيا كبيرا ومصدر فخر للحقوقيين العرب، حيث كان مجال حقوق الانسان قصرا على الشخصيات الأجنبية.
هذه الشهرة والمكانة التي احتلها لم تأتِ نتيجة توزيع مناصب أو صفقات بين الدول، وإنما بناها بجهده الدؤوب عبر السنوات، مناضلا يساريا تعرض للملاحقات والمضايقات والنفي اضطرته للخروج من بلده سورية، وتحوّل في أواخر السبعينيات إلى العمل الحقوقي النضالي. وهو ممن عملوا على تبني فكرة وجود معارضة عربية سلمية ومستقلة، لمواجهة أنظمة ديكتاتورية مدججة بمختلف آلات القمع الفكري والجسدي. وكان يدعو إلى ديمقراطية تعددية، تحترم خيارات المواطن العقائدية وانتماءه السياسي، وتعترف بمشاركته في صنع مصيره ومستقبل بلده، لتنتهي حكاية «الراعي والرعية»، ولتعيش الشعوب العربية كريمة في أوطانها مثل غيرها من الشعوب المحترمة.
مناع الذي ألف أكثر من 35 كتابا، ونشر أكثر من ألف دراسة ومقالة عن حقوق الانسان، يعتبر المرأة من أكبر ضحايا الدولة القمعية، وهي نظرة واقعية تماما، فهي التي تعاني أكثر في المنفى، وتتعذّب أكثر حين يُسجن الزوج أو الابن أو الأب أو الخطيب. وهي التي تتحمّل في هذه الحالات أعباء العائلة ومسئوليات الرجل المغيّب في أوضاع قد لا تكون مهيأة لها من أصل التكوين والإعداد.
في كلمته الأدبية المنتقاة العبارات، تحدث مناع عن أول مهمةٍ شاقةٍ ابتدأ بها مسيرته الحقوقية، حين وجد نفسه مسئولا عن عوائل 93 معتقلا، لم يكن يتوقع أن يُقدِم النظام على اعتقالهم في وجبةٍ واحدة. وشاء القدر أن يلجأ إلى رفيقه البحريني عبدالرحمن النعيمي (شافاه الله)، ليطرح عليه همّه، فما كان منه إلا أن تقاسم معه ما كان لديه من مال، في أجمل صور المناقبية والمواساة. وهو ما جعله يحمل عن البحرينيين وبلدهم صورة موناليزية فائقة الجمال.
الشراكة في الهمّ الإنساني كانت مفتاح علاقته بمناضلي الخليج والجزيرة العربية، من خلال البحرينيين المغتربين، فهؤلاء كانوا «القدوة والأمثولة، فقد تعلّمت منهم طالبا ومازلت أتعلم منهم الكثير. يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة» كما قال. ويذكّرنا منّاع بما قد يغيب عنا أحيانا: «كنا في سورية حادين على بعضنا، وهي حِدّةٌ ورثناها من التاريخ، وكان البحرينيون يعطوننا درسا غير مباشر في التعاطف مع بعضهم بعضا، ما خفّف بعض اندفاعات أبناء الريف السوري الحادين».
ويشير مناع إلى جانب تلاقح التجارب والأفكار، فيقول في تواضع جم اخجل الكثير من تواضعنا كبحرينيين: «تعلّمنا منهم أمورا كثيرة أثرت على مسارنا، وفي علاقاتنا في السجون والمنافي». ويأتي على الأسماء... أحمد وعبدالرحمن وسبيكة وعبدالنبي ومنصور وعبدالهادي... ويقول: «هؤلاء أحق برسالة شكرٍ أبديةٍ لما قدموه لنا. أتمنى أن أكون طالبا مخلصا لمدرستهم، وأن أكون قد تعلمت منهم القدرة على الصمود والتحمل».
منّاع من دعاة الإصلاح السياسي الحقيقي، الذي يعتبره صديقه المنصف المرزوقي «الاستقلال الثاني» للدول العربية التي مايزال بعضها يعيش على تقاليد الرعاة والقطعان، فيما يخطو بعضها خطوة إلى الأمام، ثم سرعان ما يتأسف فيرجع خطوتين إلى الوراء.
في تضاعيف كلمته، تساءل مناع عدة مرات: «من يكرّم من»... ونحن نتساءل معك أيضا: «فعلا... من كرّم من؟ فقد كنا نحن الضيوف المكرمين وأنت رب المنزل. فأهلا بك في أحضان هذه البقعة الصغيرة الوادعة من وطنك العربي الكبير.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2701 - الأربعاء 27 يناير 2010م الموافق 12 صفر 1431هـ
نال الدكتور هيثم مناع تكريم هيومن رايتس .... 3 - ام محمود
وشغل مناصب عربية ودولية قيادية في المنظمات غير الحكومية وقد انتخب في سبتمبر 2007 رئيسا للمكتب الدولي للمنظمات الإنسانية والخيرية في العالم للمرة الثانية
له قرابة ثلاثين كتابا بالعربية وكتب بالإنجليزية والفرنسية والإيطالية في قضايا المرأة والتنوير وحقوق الإنسان، .عاد إلى سوريا لأول مرة في أغسطس 2003 لكنه ما يزال مقيماً في
أطلق عليه لقب صديق المرأة والأقليات لكتابته بشكل مبكر عنهما.
برأيي انه يستحق أكثر من تكريم على مستوى الوطن العربي لمواقفه البطولية.
نال الدكتور هيثم مناع تكريم هيومان رايتس ووتش .. 2
درس الطب والعلوم الاجتماعية في جامعة دمشق وهو دكتور في الأنثربولوجيا مختص في المعالجة النفسية الجسدية ، وبدأ يكتب حينها للمجلات الأسبوعية وكتب لمجلة دراسات عربية وهو في الواحدة والعشرين من عمره، وأصدر النشرة الطبية الدورية في 1978 أوقف نشاطه السياسي ولم يتمكن من العودة لبلده الا بعد 25 سنه أسس اللجنة العربية لحقوق الإنسان مع منصف المرزوقي و فيوليت داغر و محمد حافظ يعقوب و محمد السيد سعيد و ناصر الغزالي و محمود الخليلي في 1998، وهو عضو في مجلس إدارة ومجلس أمناء قرابة 130 منظمة غير حكومية
نال الدكتور هيثم مناع تكريم هيومان رايتس ووتش عام 1992
من سيرته الذاتيه كما جاءت في موسوعة ويكيبديا .اسمه الأصلي هيثم العودات من مواليد درعا (16 مايو 1951). مفكر عربي سوري، وناشط حقوقي سليل أسرة سياسية عريقة حرر مع صديق طفولته عبد العزيز الخير مجلة للتلاميذ اسمها "التعاون" وهو في الثامنة من عمره أسس وحرر مع ثلاث من زملائه مجلة سموها بالمهذب، كما حرر مجلة "الطلبة" أسس وفي المرحلة الثانوية حرر مجلة الفجر باللغة الإنجليزية مع أستاذه بعدها أسس مع أصدقائه تنظيماً للتلاميذ سموه بالفتية و بعدها قرروا تشكيل منظمة سموها بالإنسانيين العرب.
لفتة كريمة
طبعا هذه لفتة كريمة تستحق الجمعية البحرينية لحقوق الانسان كل تقدير.
رد الاحسان
هذا جزء من رد الاحسان لشخص نزيه ومحترم، وقف مع الشعب البحريني ودافع عن قضيته وحقوقه يوم كانت الصحف الحكومية تسب وتلعن الحركة المطلبية الاصلاحية وتشوه سمعة طلاب الاصلاح.