شاركت إدارة التربية الرياضية والكشفية والمرشدات بوزارة التربية والتعليم في المؤتمر العربي الثالث للسمنة والنشاط البدني والذي حمل شعار «نحو استراتيجية عربية لمكافحة السمنة»، والذي أقيم بقاعة الخليج للمؤتمرات بفندق الخليج في الفترة من 19 إلى 21 يناير/ كانون الثاني الجاري، والذي شهد مشاركة كبيرة وواسعة من أكبر المختصين على صعيد الوطن العربي وخارجه أيضا.
واشتملت مشاركة الإدارة على ورقة عمل لرئيس التربية الرياضية بالإدارة غازي المرزوق حملت عنوان «مشروع محو الأمية البدنية من مدارس مملكة البحرين»، ولاقت هذه المشاركة صدا واسعا من الحضور الذين أشادوا بها كما تُشير تصاريح بعض منهم. وتحدث المرزوق في عرضه المشروع قائلا إن السمنة تنشأ عن عدة مسببات يأتي في مقدمتها عدم التوازن الطبيعي بين المدخول من السعرات الحرارية (الكالوري) الناتج عن الإفراط في الطعام من حيث الكم، والنوع، والمصروف منها (السعرات الحرارية) الناتج عن قلة، أو محدودية النشاط الحركي. وأشار إلى أنه تنفيذا لتوجهات وزارة التربية والتعليم بشأن المحافظة على الصحة العامة لمنسوبيها من الطلبة للقضاء على السمنة بمدارس البحرين وضعت إدارة التربية الرياضية والكشفية والمرشدات (قسم التربية الرياضية) التصور العلمي لمواجهة السمنة كجزء تنفيذي لمحو الأمية البدنية لدى طلبة المدارس بدءا من الحلقة الأولى بالمرحلة الابتدائية، وذلك لما لظاهرة السمنة من آثار سلبية على الصحة العامة، وما ينتج عنها من مشكلات خطيرة مثل، ضعف الثقة بالنفس، وارتفاع ضغط الدم، والكولسترول، والكآبة، ومشاكل العظام، وتأثر الكبد، ومرض السكري، وصعوبة التنفس، وأمراض القلب، هذا بالإضافة إن للقضاء على السمنة فوائد جمة منها فوائد صحية، وبدنية، ونفسية، واجتماعية وتؤدي إلى ارتفاع مستوى الأداء الدراسي للطلبة، وتؤدي إلى قدرة أكبر للقيام بالمهارات اليومية، كما أنها مرتبطة ارتباطا مباشرا بالوقاية من الامراض، لذلك تم إعطاؤها الأهمية بما تتواكب مع تطلعات وزارة التربية والتعليم وإستراتجيتها التعليمية المنبثقة عن مشروع الإصلاح الاقتصادي 2030.
وأضاف المرزوق «إن أهداف المشروع تتمثل في التعرف على حجم السمنة لدى طلبة مدارس مملكة البحرين، تحديد الأسباب المؤدية للسمنة لدى طلبة مدارس البحرين ووضع البرامج العلمية لمعالجة مشكلة السمنة لدى طلبة المدارس، وتصل مدة المشروع إلى 12 عاما دراسيا وينقسم إلى 3 مراحل، والأولى مدتها 6 أعوام دراسية وتبدأ من الصف الأول الابتدائي ولغاية السادس الابتدائي، والمرحلة الثانية تمتد لثلاثة أعوام دراسية وتبدأ من الأول إعدادي لغاية الثالث الإعدادي، والمرحلة الثالثة لثلاثة أعوام دراسية كذلك وتبدأ من الأول الثانوي لغاية الثالث الثانوي، أما مراحل تنفيذ المشروع فهي: مرحلة تحديد حجم ومسببات السمنة لدى الطلبة، مرحلة بناء البرامج العلاجية وتقنينها، مرحلة تطبيق البرامج العلاجية وأخيرا مرحلة المتابعة والتقويم».
وقال المرزوق: «إن متطلبات التنفيذ تتطلب: تشكيل لجنة وطنية لمحو الامية البدنية و السمنة بمدارس مملكة البحرين من أعلى المستويات في المملكة، تشكيل فريق فني من الاختصاصين في المجالات المطلوبة لوضع البرامج وتشكيل فريق التقويم والقياس، تدريب المعلمين على تطبيق البرامج و كيفية تقويمها، إيجاد شركات ومؤسسات وبنوك داعمة وراعية للمشروع، وضع موازنة ثابتة للمشروع وتوفير الدعم له لمدة 12 سنة، واقترح إنشاء صندوق دعم مشروع محو السمنة بالمدارس، وقد حدد موعد البدء في التنفيذ العام الدراسي الجاري 2009-2010».
من جانب آخر، فقد شهدت مشاركة إدارة التربية الرياضية حضورا لبعض مدرسي التربية الرياضية من البنين والبنات لجميع فعاليات وورش المؤتمر كمستمعين من أجل تحقيق الاستفادة مما طُرح، وخصوصا أن المدرسين المشاركين ممن في أوائل حياتهم العملية وبالتالي فان أفكارهم متفتحة لقبول مثل هذه المعلومات التي من الممكن تطبيقها في مدارس البحرين.
وقدم المدرسون المشاركون تقارير كاملة عن مدى استفادتهم من المشاركة في هذا المؤتمر لقسم التربية الرياضية.
قالت رئيسة عيادة التغذية العلاجية في مستشفى طيبة بدولة الكويت نورة العسكر إن المشروعات التي تتبناها مملكة البحرين لمكافحة السمنة وخصوصا تلك التي يضطلع بها قسم التربية الرياضية بوزارة التربية والتعليم ممتازة جدا وتعتبر مشروعات ريادية ذات دور كبير في خفض نسبة السمنة في المجتمع وخصوصا مع ارتفاع هذه النسبة في المجتمعات الخليجية، مضيفة أن المجتمع مطالب بزيادة التوعية الإعلامية بأخطار السمنة ومؤشراتها المخيفة وزيادة الاهتمام بتثقيف الأطفال وأولياء أمورهم بما يمكن أن ينتج عن السمنة من أمراض تهدد حياتهم.
وأشادت العسكر بالمؤتمر العربي الثالث للسمنة والنشاط البدني لما يشكله من فرصة حقيقية لتلاقي هذا الكم الكبير من خليط الخبرات المتخصصة التي أصابت هدفها بدقة في تناول هذه القضية الحساسة وتم فيها تبادل الخبرات عبر استعراض البرامج الناجحة في مكافحة السمنة وتشجيع النشاط البدني في الوطن العربي وتناول أهم الدراسات والمعلومات المتعلقة بهذا الموضوع المهم، وأكدت إنها تشعر بالارتياح لما تم تناوله لاطمئنانها من تطبيقه الفعلي بعد اطلاعها على المشروعات الكبيرة التي جهزها المشاركون لانتاج برنامج فعال لمكافحة السمنة في المجتمع.
أما مدير برنامج اللياقة والرشاقة في معهد دسمان بدولة الكويت جاسم رمضان فقد أشار إلى وجود مبادرات ممتازة جدا تم عرضها من خلال ورقة رئيس التربية الرياضية بإدارة التربية الرياضية والكشفية والمرشدات غازي المرزوق والمتعلقة بالنشاط البدني في مدارس مملكة البحرين وهي مبادرات لو استمرت فستحل الكثير من القضايا الحية في المجتمع وخصوصا فيما يتعلق بالأمراض المزمنة كالسمنة والسكر وأمراض القلب والكولسترول وغيرها.
وقال رمضان: «إن جيل المدرسة هو الجيل القادم ويجب أن يأخذ رسائل الوقاية بشكل مبكر ومستمر ومكثف حتى يجنبنا الكلفة الباهضة لانتشار الأمراض المزمنة في المستقبل، ويرى ان هذا المؤتمر عظيم الفائدة بدليل استمراريته وهو في نسخته الثالثة وفي كل مرة يأتي المؤتمر يأتي معه بكل جديد ومفيد، وتتكرس فائدته العمليه بنقل ما تم تداوله إلى حيز التنفيذ بما فيه خير وصلاح الجميع».
من جانبه، أشاد عمر عبيد (الجامعة الأميركية في بيروت - لبنان) بما تزدان به مملكة البحرين من مشروعات ممتازة تتبناها وزارة التربية والتعليم ممثلة في قسم التربية الرياضية، معتبرا إياها بالاطروحات الجميلة، وقال عبيد: «إن ما من شيء يمكن أن يعيق عملنا في مكافحة السمنة لو تم تنظيم علاقة الجامعات بمراكز البحوث والوزارات المعنية بشكل يجعل تأثير هذه البرامج واضحا ومتاحا للجميع».
أما نبال عبدالرحمن أبوالعلا (أستاذ أطفال وتغذية بالمعهد القومي للتغذية - مصر) فإنها ترى في قسم التربية الرياضية بالبحرين مبادرات جميلة ومشجعة تجاه أطفال المدارس باعتبارهم عمادة المستقبل وتتمنى أن تعمم هذه التجربة، فهي بداية صحيحة لمشروع مكافحة السمنة وتشجيع النشاط البدني ويجب أن يلاقي التشجيع ويشرك فيه جميع أفراد العائلة وجميع منتسبي المدرسة من عمال وموظفين وإداريين وهيئة تعليمية وطلبة.
العدد 2699 - الإثنين 25 يناير 2010م الموافق 10 صفر 1431هـ