كرّر النصر فوزه على داركليب للمرة الثانية هذا الموسم وبالسيناريو نفسه ولكن هذه المرة في الدوري الممتاز للكرة الطائرة، إذ انتهت المباراة الجماهيرية بنتيجة (3/1) للنصراوية الذين تمكنوا من تحويل تخلفهم بشوط إلى فوز مثير ومميز على أبناء الدار الذين أضاعوا فرصة تحقيق الفوز الأول على النصراوية هذا الموسم.

وبرزت المباراة فنيا بشكل كبير، وقدم الفريقان في فترات مستوى يعد الأفضل تنافسيا هذا الموسم، إذ قدم البرازيلي إيغور أورقاء اعتماده بشكل لافت، إذ ساعد فريقه كثيرا وقدم له (25) نقطة كاملة، فيما كان يونس عبدالكريم الهداف الخاص بفريقه النصر وشكلت استفاقة حسن ضاحي في نهاية الأشواط دورا كبيرا في حسم اللقاء للنصراوية، إذ حقق (10) نقاط غالبيتها من حائط الصد.

وجاءت نتائج أشواط اللقاء بواقع: (21/25، 25/23، 25/23، 25/19).

شوط أول بنفسجي

شهدت انطلاقة الشوط الأول من المباراة بداية مثالية للنصر الذي استفاد من أخطاء منافسه بالإضافة بروز حسين طاهر في الدفاع الخلفي ومن ثم نجاح صادق إبراهيم ويونس عبدالكريم في تحقيق النقاط (7/3)، إلا أن داركليب سرعان ما تمكن من تعديل النتيجة بفضل الأمر ذاته وهو بروز علي خيرالله في الدفاع ومن ثم بروز البرازيلي إيغور في الهجوم وميرزا عبدالله في الإرسال القوي (8/8).

دخل الشوط في سلسلة من التعادلات نظرا إلى النجاح الهجومي الذي كان عليه الفريقان وفي بعض الأحيان استغلوا تماسك حوائط الصد (10/10 ثم 15/15)، وبرز في هذه الفترة من النصر صادق إبراهيم كالعادة ويونس عبدالكريم بالإضافة إلى محمود علي من وسط الشبكة، فيما كان داركليب يعتمد على الثنائي ميرزا عبدالله والبرازيلي إيغور من أطراف الملعب مع استغلال أقل لعلي محمد.

غير أن داركليب تمكن بفضل تماسك حوائط الصد أمام صادق إبراهيم ومن ثم أخطاء يونس عبدالكريم من أخذ الأفضلية وتمكن من الحفاظ عليها حتى أنهى الشوط لمصلحته بنتيجة (25/21)، إذ واصل الثنائي إيغور وميرزا عبدالله تميزهما بالإضافة للأداء الدفاعي المميز الذي ظهر عليه علي خيرالله.

النصر يعود

في الشوط الثاني، بدأ النصر بقوة بغية العودة لمجريات اللقاء واستفاد كثيرا من الارتباك والأخطاء الحاصلين في صفوف منافسه بالإضافة إلى بروز صبيح إبراهيم في الهجوم وحائط الصد أمام ميرزا عبدالله (8/3)، وعانى داركليب كثيرا من أخطاء لمس الشبكة والتعدي وسط استماتة دفاعية كبيرة للنصراوية في الخط الخلفي.

حافظ النصر على أفضليه الواضحة في هذا الشوط والفضل لتوجيه الإرسال الذي شكل عدة صعوبات للاعبي داركليب بالإضافة إلى تميز حسين طاهر في الدفاع الخلفي ومن ثم الهجوم الناجح عن طريق يونس عبدالكريم من مركز (2) وصادق إبراهيم من مركز (4) (14/7)، وارتكب لاعبو داركليب سلسلة من الأخطاء المتتالية في هذه الفترة وخصوصا في الدفاع الخلفي وحائط الصد.

غير أن النصر دخل في سلسلة من الأخطاء سواء في صناعة الألعاب نظرا إلى غياب الانسجام الذي حصل بين حسن ضاحي وحسين متروك أو حتى في الكرة الأولى نظرا إلى الإرسال الموجه على مركز (1) والذي اعتمد عليه ميرزا عبدالله ومحمد إبراهيم والأول أيضا تميز في الهجوم من أطراف الملعب (17/14 حتى حقق التعادل 17/17).

واصل داركليب صحوته فيما واصل النصر ارتكابه للأخطاء ليتقدم داركليب مستفيدا من ذلك مع بروز كبير لمحمد حبيب في الهجوم والصد (20/18 ثم 23/20)، مع بروز كبير لإيغور غولين في تحقيق النقاط من مركز (4).

هذه الأفضلية لم يستفد منها داركليب لأنه حسن ضاحي ظهر أخيرا في الوقت المناسب بحائط الصد أمام ميرزا عبدالله أولا ومن ثم إيغور من خلال تخفيف الكرات ومن ثم بروزه في الهجوم لينتهي الشوط نصراويا وسط فرحة النصراوية واستغراب لاعبي داركليب (25/23).

ضاحي يقلب المجريات

في الشوط الثالث، بدأ داركليب هذا الشوط بكل قوة رغبا في استعادة الأفضلية من جديد فتميز محمد إبراهيم في حائط الصد بالإضافة للهجوم السريع من وسط الشبكة مستغلا تفكك حوائط الصد بالإضافة إلى إيغور الذي حقق نقاط متتالية بفضل قوة الإرسال، إذ عانى النصر كثيرا في هذه البداية من غياب وصول الكرة الأولى بالشكل المطلوب إلى صانع الألعاب (7/3).

حافظ داركليب على أفضليته مع دخول الشوط في نصفه الثاني مستفيدا من نجاح علي محمد في الإرسال وكذلك الهجوم بالإضافة إلى بروز محمد حبيب في حائط الصد رفقة محمود حسن أمام صادق إبراهيم في أكثر من مرة (12/6)، وفي هذه الفترة أيضا عانى النصر من الكرة الأولى.

غير أن النصر قدم صحوة قوية استطاع أن يقلص من خلاله الفارق بشكل تدريجي إذ برز كثيرا في القسم الثاني من الشوط حسن ضاحي في تشكيل حائط الصد أمام ميرزا عبدالله وكذلك المحترف إيغور فيما كان دور يونس عبدالكريم متواصلا في تحقيق النقاط من خلال الهجوم من أطراف الملعب (17/15).

بيد أن أبناء الدار استطاعوا استيعاب هذه الصحوة حتى دخول الشوط في النقاط الأخيرة من خلال نجاح ضربات علي محمد تارة وكذلك البرازيلي إيغور ومع بعض الأخطاء النصراوية (22/19)، إلا أن بروز حوائط الصد والدفاع الخلفي النصراوي من ثم صبيح ويونس عبدالكريم مكنه من تعديل النتيجة وسط دهشة لاعبي داركليب إذ ارتكب علي محمد أخطاء متتالية في استقبال الكرة الأولى وكذلك الهجوم (23/23)، انتفاضة النصر استمرت بفضل بروز حسن ضاحي في حائط الصد لينتهي الشوط بنتيجة (25/23) على غرار ما حدث في الشوط الثاني.

الفوز نصراوي

في الشوط الرابع، بدأ الفريقان بأداء متكافئ والسبب النجاح الهجومي تارة والإرسال المباشر في أخرى (4/4)، غير أن النصر بفضل تماسك حوائط صده والإرسال التكتيكي الذي اعتمد عليه محمود علي تمكن من تحقيق فارق سريع على رغم خروج صادق إبراهيم مصابا إذ بان الاستسلام على وجوه لاعبي داركليب والعكس في النصر إذ بروز صبيح إبراهيم كثيرا مع حسن ضاحي والاثنان في الهجوم وحائط الصد (12/6).

وعلى رغم أن داركليب قدم محاولات جادة من أجل العودة مستفيدا من توجيه الإرسال ومن ثم تنظيم الدفاع الخلفي وكذلك حائط الصد إلا أن النصر مرة أخرى تمكن من توسيع الفارق مستفيدا من تميز صادق إبراهيم في الهجوم رفقة يونس عبدالكريم من أطراف الملعب (18/11).

مرة أخرى قدم داركليب صحوة جديدة مستفيدا من هبوط مستوى لاعبي النصر بالذات بالهجوم واستقبال الكرة الأولى وتميز داركيلب في هذه الفترة بحسن التنظيم الذي قدمه في الدفاع وكذلك الهجوم من أطراف الملعب (21/19)، إلا أن اللقاء دخل منحى آخر وهو عندما احتسب الحكم الأول جعفر المعلم كرة ذكية نفذها صادق إبراهيم عندما عاد للقاء بأنها سقطت على أرض الملعب ليحتج بشدة ميرزا عبدالله على قرار الحكم ليخرج المعلم الإنذار الأصفر ليدخل بالتالي أبناء الدار في مرحلة من الانهيار لينتهي الشوط نصراويا وسط تألق صادق إبراهيم في النقاط الأخيرة، إذ جاء الشوط بنتيجة (25/19)، لتنتهي المباراة بنتيجة (3/1).

أدار اللقاء طاقم دولي مكون من الحكم الأول جعفر المعلم والحكم الثاني حسين الكعبي، وقدم الطاقم مستوى طيبا في إدارة المباراة رغم وقوعه في بعض الأخطاء، ولكن على رغم هذا الأداء إلا أنهم تعرضوا لاحتجاجات من قبل الفريقين في فترات اللقاء وكانت بعض هذه الاحتجاجات بشدة أيضا.