العدد 2699 - الإثنين 25 يناير 2010م الموافق 10 صفر 1431هـ

أجسادنا تتعرى على الطريقة الأميركية

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

ماذا بقي للأميركان كي يفعلوه مع معظم العرب والمسلمين لتهدأ خواطرهم؟! احتلوا بعض بلادنا... استولوا على خيراتنا... قتلوا عشرات الآلاف من أبنائنا... شرّدوا مثلهم... قذفوا حممهم المحرمة على أبنائنا... ومازالوا يحتلون بعض بلادنا ويساعدون الصهاينة علينا ومع هذا كله فمازال في جعبتهم المزيد والمزيد!

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي قيل عنها الكثير حول حقيقة من قام بها وأهدافه، ومع أن الغالبية العظمى من المسلمين استنكروا هذا الفعل لأنه يتعارض مع دينهم إلا أن الحكومة الأميركية كانت ومازالت تعامل المسلمين بصورة سيئة لا تتفق مع أبسط القواعد الإنسانية أو الحقوق الإنسانية!

ومع أن الأميركان يعرفون أن الإرهاب لا دين له، ولا وطن له، كما أنهم يعرفون أن بعض أبنائهم يقومون بأعمال إرهابية وداخل الحدود الأميركية، ومع أنهم يعرفون أن بعض الأوروبيين يمارسون الإرهاب إلا أنهم يغضون الطرف عن ذلك كله، ولا ينظرون إلا إلى المسلمين وحدهم!

أما الصهاينة أهل الإرهاب فهم يحصلون على الدعم الأميركي الكامل من المال والسلاح والدعم المعنوي والسياسي، وكأن الدولة الأميركية لا ترى كيف يقوم الصهاينة بقتل آلاف الفلسطينيين ومحاصرتهم وتشريدهم... كل ما يفعله الإرهابيون الصهاينة ينال الدعم الكامل من أميركا، ويعامل المواطن اليهودي أفضل معاملة في أميركا.

كل ما فعله الأميركان من مضايقات وإهانات للمسلمين عند حدودهم أو داخل بلادهم لم يكفِهم بل وجعلهم أخيرا يتخذون إجراءات تجعل العربي يقف عاريا كما ولدته أمه لكي يتأكدوا أنه ليس إرهابيا وأنه أصبح جديرا بدخول بلادهم!

بطبيعة الحال هذه التعرية ليست حكرا على الرجال بل تخضع لها النساء والأطفال، فالكل في الإهانة والمذلة سواء!

أربعة عشر دولة سيخضع مواطنوها لتفتيش خاص؛ سيتعرضون لماسح ضوئي يظهرهم عراة وبأدق تفاصيل أجسادهم! من هذه الدول تسع عربية وأربع إسلامية، وواحدة خارج إطار الإسلام هي كوبا!

الواضح أن الحكومة الأميركية لا تثق بمعظم العرب ولا المسلمين وإذا قال البعض: إن لها الحق أن تنظر إلى الآخرين كما تشاء فهل لها الحق أن تجبرهم على كشف عوراتهم إذا أرادوا زيارتها؟!

الماسح الضوئي وبحسب أكثر من خبير بالشئون النووية يسبب الإصابة بالسرطان، وأمراض خطيرة أخرى، وأن الأطفال أكثر الفئات تعرضا للإصابة، وأن العين والغدة الدرقية والأعضاء التناسلية أكثر أجزاء الجسم تضررا من الماسح الضوئي!

بطبيعة الحال لا أريد أن أتحدث عن موقف الإسلام من هذا العمل لأنه معروف، وبالتالي فإن على جميع المسلمين - رجالا ونساء - أن يتخذوا مواقف تتفق مع دينهم ومعتقداتهم!

لكن ما هو الموقف الذي ينبغي أن تتخذه كل الدول التي خصتها أميركا بهذه المعاملة السيئة!

بطبيعة الحال المعاملة بالمثل واجبة وهذا حق ومن باب العدالة... أي أن على كل مواطن أو مواطنة أميركية أن يخضع لنفس الماسح الضوئي إذا دخل أي دولة من الدول الأربع عشرة...

لكن هذا من وجهة نظري لا يكفي... والسبب - ببساطة - أن نظرة المسلم لعملية تعريته كاملا تختلف عن نظرة الأميركي للعملية نفسها! نعم نتفق مع عقلائهم وعقلاء العالم أن هذا العمل لا يتفق مع خصوصية الإنسان، وأنه قد يستغل بصورة سيئة مستقبلا، لكننا نختلف معهم في قضية تحريم الإسلام لكشف العورات فكثير منهم لا يرون كشفها حراما... ومن هنا لابد لكل هذه الدول أن تحرص على عدم السفر إلى أميركا، وأن تحذر رعاياها من ذلك، وأن توقف البعثات الدراسية إلى أميركا، لأن هذه الإجراءات تعطي رسالة واضحة للأميركان بأن هذه الدول تحترم رعاياها وتدافع عن كرامتهم وحقوقهم... وبغير ذلك فإن المؤكد أن الحكومة الإميركية لن تتوقف عند هذا الحدّ المُهين!

من حق الأميركان أن يحملوا بلادهم ومواطنيهم ولكن في الوقت نفسه من واجب كل دولة أن تحمي مواطنيها من الذل والإهانة التي قد يتعرضون لها في أي بلد كان...

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 2699 - الإثنين 25 يناير 2010م الموافق 10 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 2:20 م

      أما آن لهذا الذل أن يتوقف

      صدقت ياأخي لقد طفح الكيل
      كفيت ووفيت.... ولكن من يسمع

    • زائر 2 | 10:04 ص

      تسلم على المقال الرائع

      لكن استاذي محمد هونها وتهون طال عمرك ترى اليهود زادت بالديره حاسب ولد عمي لا يفهمونك غلط ياليتك متكلم عن البوذا لان ما عندنه منهم وايد في الديره

    • زائر 1 | 11:44 م

      حسبي الله على الظالم

      طالما بدأ العمل بهذا النظام في امريكا فانه سيعمل به في جميع الدول الاوربية في القريب العاجل شئنا أم أبينا .... نحن لا نستطيع معاملة امريكا والدول الغربية بالمثل والسبب هو اننا نعتمد عليهم في ابسط امورنا اليومية وهم من يقوم برسم سياساتنا الداخلية والخارجية ... دولنا ما زالت تصدق بأن امريكا هي الصديق الوفي والمخلص والذي سيقوم بمساعدتنا عند اي طاريء وحكوماتنا لا تهتم بما سيحصل على الناس البسطاء من تعرية اجسامهم لأن الكبار سيدخلون امريكا بجواز دبلوماسي ولن يطبق عليهم هذا القانون

اقرأ ايضاً