العدد 2699 - الإثنين 25 يناير 2010م الموافق 10 صفر 1431هـ

قطاع سيارات الأجرة... والإصلاح الذاتي

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قبل أن تنشر «الوسط» تفاصيل ما جرى من عراكٍ بين سواق الأجرة للفوز بحصص من السياح الأجانب، سمعت القصة من شاهد عيان.

في تفاصيل الخبر أن بعض السياح اضطروا لدفع 150 دولارا (60 دينارا) للانتقال من ميناء خليفة إلى باب البحرين، وهو مبلغٌ ليس فقط مبالغا فيه، بل يدخل في باب أخذ ما ليس لك به حق. وإذا كان البحريني يرفض أن يُستغل في أيٍّ بلد عربي أو إسلامي بهذه الطرق غير المشروعة، في سيارة الأجرة أو الفندق أو الأسواق، فمن الحري به أن يرفض هذه الممارسات الخاطئة عندما تجري في بلده وتشوه سمعته.

مثل هذه الحوادث تجري في كثير من دول العالم الثالث، ويعاني منها حتى من يذهبون لزيارة المدن الدينية دون استثناء. فهناك نظرةٌ راسخةٌ بأن الأجنبي مشروعٌ مباحٌ للنهب والنصب والاحتيال، فتتبخر كل المبادئ الدينية والأخلاق.

إنه خللٌ كبير في منظومة القيم، والأسوأ أن هناك حزمة جاهزة من التبريرات، مع أن العدل والإنصاف يقتضيان إدانة الأخطاء بدل تبريرها. فالفقر لا يبرّر أن تأخذ أضعاف أجرتك. والسياسات الحكومية الخاطئة لا تبرّر الاستيلاء على مالٍ ليس لك حتى لو كثر السرّاق. والتجنيس الذي يضغط على عصب كل مواطن وإغراق البلد بأعدادٍ من المجنسين لا تحتملها إمكانيات البلد الاقتصادية... لا يبرّر لك ممارسة النصب والاحتيال.

ليس مطلوبا اليوم أن تناصر سوّاق الأجرة لمجرد أنهم مواطنون أو حتى فقراء، وليس مطلوبا من الصحافة أن تدافع عن أية أخطاء شنيعة، فالخطأ مردودٌ على صاحبه وهو يتحمّل تبعاته... بما فيها الأضرار المباشرة عليه كصاحب مهنة يرتزق منها.

على المدى القصير، الحكومة بدأت تتوعد، فهناك تهديدٌ باتخاذ إجراءاتٍ بحق «السوّاق المخالفين»، أما على المدى المتوسط فهناك تحذيرٌ مبطنٌ بفتح هذا القطاع وعدم قصره على المواطنين. وما حدث قدّم أفضل خدمةٍ لرعاة الخصخصة، ولدعاة سياسة التضييق على المواطن.

الحادثة لم تكن طارئة، فقطاع سيارات الأجرة كان يعاني من ثغرات، وعدم طرحه على نطاق واسع لا يعني سلامة القطاع من الأمراض. فالمواطن نادرا ما يلجأ لسيارة الأجرة، كما في حال السفر. فحين تنزل المطار بعد الساعة الثانية عشرة ليلا، سيفرض عليك السائق أجرة مضاعفة أربع مرات، كما حصل لأحدهم، فبدل ستة دنانير طلب السائق 25 دينارا، فاتصل بأخيه الذي أعاده من المطار إلى السنابس خلال ربع ساعة.

أقارب إماراتيون عندما يزورون البحرين، يدفعون 12 دينارا لنقلهم من باب البحرين إلى مجمع السيف، وهي مسافةٌ لا تزيد عن كيلومترين، ولا تستغرق ثلاث دقائق في غير أوقات الزحام. والسائح عربيا أو أجنبيا، سيقارن بالضرورة بين الأسعار، ويتذمّر من الاستغلال، وسيخرج بأسوأ الانطباعات عن البلد المُزار.

المشكلة ليست في السوّاق وحدهم، بل حتى في الشركات التي تنافسهم، فالمبلغ نفسه دفعه أحد الزملاء للعودة من الجامعة بالصخير إلى مدينة عيسى، مع وجود العدّاد، فالخلل في النظام. وبعد هذه الحادثة ستعلو الأصوات لضرورة ضبطه وعدم تركه نهبا للتلاعب والتجاوزات.

الأخطاء المتراكمة وما جرى مؤخرا، ستمهد الطريق لتغيير المعادلة بقوة القانون. وعلى السوّاق كقطاع مهني أن يصححوا أخطاءه ذاتيا، بعد أن خلق صورة نمطية سلبية لمنتسبيه، وشوّه سمعة الوطن والمواطنين.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2699 - الإثنين 25 يناير 2010م الموافق 10 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 5:25 ص

      لعب بالذيل

      المقال منصف وموضوعي، والتعليقات كلها موضوعية، بس بعض الناس الطائفيين اللي في قلبهم حرة، لازم يفسرون الامور حسب نظرتهم المريضة. السواق ترى من من فريق واحد بسن ترى فيهم حتى بعض المجنسين. فلا تلعب بذيلك يا رقم 11، لأنك من اوائل من يحتاج إلى تضبيط القيم الطائفية عندك.

    • زائر 12 | 5:19 ص

      خالد الشموخي

      شوف يا خلود... خلك رجال ولا تتفلسف وتطافن الكلام. خطأ ويجب تصحيحه، وهذا الخطأ تجده في كل مكان. والكاتب كان صريح وموضوعي فالاخطاء هذه نجدها حتى في مكة والمدينة ومشهد وكربلاء. البشر بشر والاخطاء اخطاء، فلا تجي تقول ليي بيئة لانه على هذه القاعدة كل البيئات ملوثة يا ذكي.

    • محمد الأشتر | 4:59 ص

      جشع

      جشع سواق التاكسي تجده
      في كل مكان فنحن كطلاب في إحدى الدول
      العربية أكبر المتضررين ....
      وقد كما نظن أن المشكلة فقط في الخارج

    • زائر 11 | 3:38 ص

      خالد الشامخ: أنه خلل في القيم

      بيئة أصحاب التكاسي ملوثه بالحقد و الكراهية و الكذب فكيف تطلب من فاقد الشيئ أن يعطيه؟

    • زائر 10 | 3:34 ص

      المسألة تحتاج إلى تثقيف

      يجب الجلوس مع أصحاب التاكسي فهم أبناء ومواطنون لهذا الوطن الجلوس معهم ومعرفة همومهم ومشاكلهم ومن ثم تثقيفهم وتوعيتهم بأن هذه سمعة بلد ويجب أن تحل مشاكلهم العالقة حتى لا تكن لديهم الحجة بسوء الإستغلال وحتى لا يقولوا أن ظروفنا كذا
      ومشاكلنا كذا وهذا ما يجرنا إلى هذا التصرف الغير محمود
      باختصار هناك حقوق وواجبات فيجب أن تعطى لهم حقوقهم ومن ثم مطالبتهم بواجباتهم واجبارهم على
      العمل بها

    • زائر 9 | 3:14 ص

      !!!!!

      الناس على دين أسيادهم.
      كما قلت منظومة قيم مشوهة، بعيدة كل البعد عن عاداتنا و تقاليدنا. أتمنى على الحكومة مساندة السواق و الارتقاء بوضعهم المعيشي حتى يتعففوا عن هذه الممارسات!!

    • زائر 8 | 2:39 ص

      كل شيء يفشل في البحرين

      التجنيس الظلم القهر الفقر التمييز السرقات اباده الشعب وغيره و مافعله السواق الا انهم يزيدون الطين بله

    • زائر 7 | 2:27 ص

      فشلتونا الله يفشلكم

      احسنت يا سيد على هذا المقال الجرئ, للأسف الشديد هناك من يبرر وبشكل قبيح عن هذه الأعمال التي تسئ لنا كبحرينيين وهذه الأعمال الغريبة عن مجتمعنا الطيب والخدووم, نحن اذا ذهبنا الى دول عربية اشد فقراً منا وحالتهم المعيشية اتعس منا وقاموا بستغلالنا نأخذ عنهم فكره سيئه بأنهم لصوص نهابين, واذا فعلنا هذا في بلدنا فغفوراً رحيم ,فالغلط غلط وعليكم ان تستحوا من تبريراتكم

    • كشاجم | 2:12 ص

      والإصلاح كيف ؟

      الإصلاح يأتي من جانبين:
      1) تقليل التكلفة على المستأجر
      2) توفير الخدمة داخل كل المناطق
      وبذلك سيكون هناك استخدام من أكثر الناس وعليه لن يتهاوش السواق مع بعضهم ولن يبتزوا الركاب. وإلا فالأفضل أن أشتري لي سيارة وأستر على نفسي وهو حل أرخص وقليل المذلة أيضا.
      تحياتي

    • كشاجم | 2:08 ص

      وهل شركات التاكسي رخيصة ؟ كلا

      قبل مدة في رجوعي من المطار استقليت تاكسي لندن وبالعداد إلى السهلى وفي وقت ليس بزحام. أنا مهندس إليكترونيات وأعرف كيف تعمل الأجهزة فالعداد يتحرك على صعيدين: الوقت والمسافة وقد كلفتني الرحلة 8 دينارا وفي الحقيقة نزلت قبل وصولي إلى المنزل بمسافة ليست قصيرة وذلك لوقف العداد بسبب عدم وجود عملة بحرينية كافية لدي!!
      أنا أفضل من حيث المبدأ العداد ولكن هذا لا يناسب دخول البحرينيين عامة، 8 دينار لرحلة لا تتعدى 15 دقيقة أعتقد أنها مبالغة ومغالاة في الأسعار

    • زائر 6 | 1:32 ص

      أه من التاكسي

      لا أبالغ إن قلت إن سواق التكاسي خصوصاً سواق المطار عصابات منظمة توفر لك كل شيئ ... ترشدك على فنادق الدعارة ... ترشدك للإستراحات الخاصة ... ترشدك على بنات الليل ..وفي الأخير تنهبك وتسرق كل ماتستطيع أن تسرقه ... معقول جانا ضيف للشركة ايام الفورمولا فأوصله التاكسي من المطار إلى الصخير موقع الحلبة وأخذ عليه 80 دينار ... هل هذا السائق مسلم ويخاف الله ويعرف الحلال والحرام

    • زائر 5 | 1:08 ص

      ايش جاب بسم الله فى عشانه

      كل ماحدثت مشكلة قالوا هذا من اسباب التجنيس يعنى لاتتكلم ولاتلوم خلنى افعل ما اريد احرق اذبح تخريب ترهيب الكذب ونهب السواح يا اخى فئة تم تجنيسها وانتهت عليك بألاستقامة واحترام القانون عبر عما شئت بالاساليب السلمية وستجد اذان صاغية اما ان تريد ان تصبح بطلا ليحتفلوا بك فأحرق التايرات0

    • زائر 4 | 12:35 ص

      صح اللسانك مولانا

      ضيق الحياة و عسر العيش .. أحياناً تكون من اعمالنا نحن ،، فما فعله السواق امس الاول و ما كانوا يفعلونه في السابق يثير الاشمئزاز وهو خطأ بغض النظر عن التجاوزات الحكومية .
      حلية الكلام .. رتب مأواك قبل ان تطالب غيرك بمأوى مرتب

    • زائر 3 | 11:53 م

      مشاكل وارده

      مشاكل وارده ولكن بنظري يا سيد لا ينبغي ان تعطى الموضوع اكبر من حجمه فقد اصبح ما حدث بالامس فاكهه المجالس وكفى. ونتمني ان لا تتكرر مثل هذه الامور.. هل ما حصل كان فضيحه فعلا! اذن ماذا عن التجنيس جنسيات تعطى لمن هب ودب من باكستان وبوش وهنود وسوريين واردنيين وكما حصل بعض على جنسيات مزدوجه ..اليس هذه فضيحه الكبرى فى التاريخ!! اليس محو تراثنا والاثار ودفان البحار لهو الفضيحه !!

    • زائر 2 | 11:52 م

      منو قال بس ياخذون على الأجانب ...

      العداد يبين 6 دنانير تقريبا يقوم ياخذ 11 دينار هذا الظلم بعينه ويش قال لانه بلليل ... واحنا موصلين البيت توه اذان المغرب يأذن .. ويش تقول من توله مارحم ....توهم دارين هشكل او انا الحمران افضل من الموطن لي مأكول من كل صوب وناحيه .. ماتحركوا الا يوم الحمران تكلموا وسخطوا ..... سليمه على المسأولين لي نايمين ....

    • زائر 1 | 11:12 م

      مشاكل اهل البحرين في مواقع العمل

      هذه نقطه من بحر المشاكل في مواقع العمل ما بين اهل البحرين كم مره يحدث ضرب وسب بين اصحاب التكاسي وفي كل موقع عمل يتواجد فيه اهل البحرين من التقاليد ان توجد سحابة الكراهيه والحقد والخوف وعدم الرغبه في وجود الاخرى والمشكله انا هذا الاسلوب يساعد الجهات الرسميه والتجاريه على التخلص من عوار الراس واستغلال المشاكل من اجل القول البحريني عيار وصاحب مشاكل ولهذا الا نستغني عن الاجنبي اقول الى اهل البحرين والله حارم اليي تسوونه في روحكم فقر وبعد حرب في مواقع العمل من المستفيد غير ( تلك الجماعه الفاسده )

اقرأ ايضاً