العدد 2697 - السبت 23 يناير 2010م الموافق 08 صفر 1431هـ

مهزلة صنعاء وأخطاء ماتشالا... والضحية!

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

تستحق مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم ونظيره اليمني التي أقيمت الأسبوع الماضي في تصفيات كأس آسيا 2011 وانتهت بالخسارة الأولى والتاريخية لمنتخبنا بثلاثة أهداف نظيفة أن تطلق عليها عدة ألقاب وتسميات من بينها «المهزلة» ليس بسبب الخسارة غير المؤثرة من الناحية التنافسية بعدما ضمن منتخبنا مسبقا تأهله الى النهائيات، ولكن بسبب الصورة الهزلية التي كان عليها المنتخب قبل وخلال مباراة اليمن ويجب التوقف عندها ومحاسبة المخطئ فيما حدث.

شخصيا، ومن واقع متابعتي المنتخب لم تكن الخسارة مستبعدة من خلال ما شاهدته من الطريقة التي تعامل بها المسئولون عن المنتخب والمدرب التشيكي ماتشالا، سواء من طريقة اختيار اللاعبين أو الاعداد أو تضارب التصريحات، فما كان يقال يتناقض مع ما بداخل أفكار المدرب حتى انكشف المستور بتصريح ماتشالا عقب اللقاء، عندما حمل اتحاد الكرة مسئولية الخسارة لعدم توفير اللاعبين المحترفين للمشاركة في لقاء اليمن!

لا أدري إلى متى سنتعلم من أخطائنا ودروسنا الكثيرة التي تفتقد لمن يعتبر، فأين أسطوانة إعطاء الفرصة للاعبين المحليين التي ظل ماتشالا يرددها منذ الفوز على هونغ كونغ وإعلان التأهل فعليا، وأنه سيستثمر لقاء اليمن للاعتماد على العناصر المحلية، اذ نشرت جميع تلك التصريحات في الصحف يوم السابع من يناير، فكيف يأتي ماتشالا ليناقض كلامه بعد لقاء اليمن؟!...

إن ذلك يفتح لنا أبوابا لأسئلة مهمة تنتظر إجابتها، فأين موقع اللاعبين المحليين والشباب في حسابات مدرب دخل عامه الثالث مع المنتخب الوطني من دون أن نرى جديدا، فمازال يعتمد على العناصر نفسها التي عمل بها المدربون الذين سبقوه، وهو حصل على فرصة قلما حصل عليها مدرب آخر مع منتخبنا في السنوات الأخيرة عدا الألماني سيدكا الذي عمل مع مجموعة محلية وخلق فريقا من الصفر مستمرا حتى اليوم من 2000 حتى 2003، ثم حل الكرواتي ستريشكو ووضع بصماته الفنية وصنع أكثر من لاعب أمثال عيال حبيل وبابا وسيدعدنان من 2003 لغاية 2005، لكن للأسف لم نلحظ بصمات واضحة لماتشالا على صعيد إبراز اللاعبين، وحتى عناصر المنتخب الأولمبي التي كانت موجودة وبارزة في عهد المدرب البوسني كريسو مازالت خارج الصورة عدا اسماعيل عبداللطيف، على رغم أن اتفاقه مع اتحاد الكرة قضى بإشرافه على المنتخبين الأول والأولمبي من خلال مساعده إيفان.

ويبدو أن نغمة التجديد أصبحت أشبه بـ «المسكنات» التي يطلقها المسئولون وماتشالا عند كل إخفاق لتهدئة غضب الشارع الرياضي، لكن سرعان ما تتغير الأمور بعدما تهدأ النفوس والمشاعر، وكأنهم يقولون للاعلام والجماهير البحرينية «انكم عاطفيون» ونتعامل معكم بالعاطفة وليس بالعمل والتغيير والتخطيط، وخصوصا أن الشواهد تؤكد أن ماتشالا خارج سلطة اتحاد الكرة مهما حاول المسئولون تغيير الحقيقة المرة!.

ان التجديد والتغيير الذي ننشده ومنح الفرصة للعناصر الشابة والمحلية ليس بالطريقة التي حدثت في لقاء اليمن بأن قام ماتشالا بجمع لاعبيه خلال 3 أيام لدرجة أنه ذهب إلى صنعاء بـ 15 لاعبا فقط لكون بقية اللاعبين حراس مرمى، فلماذا لم يستدع بقية العناصر لتكملة القائمة 22 لاعبا، بل أين بقية عناصر قائمة الـ 40 لاعبا المسجلين في القائمة العامة للمنتخب، والتي يقول المسئولون عن المنتخب أنها مفتوحة للاختيار في اية لحظة، لذا فان صورة منتخبنا لم تختلف عن وضعية منتخب هونغ كونغ المتواضع الذي جاء إلى البحرين قبل 3 أسابيع ليلاقي منتخبنا بـ15 لاعبا وحينها استهزأنا به، بل ان تلك الصورة أعادت إلينا «الصورة الهزلية» التي حدثت لمنتخبنا في مباراته الودية أمام الأردن على استاد المحرق في 2007 ولعبها منتخبنا بـ 14 لاعبا فقط بقرار من ماتشالا نفسه ومر الأمر مرور الكرام!

لذا، كان يفترض أنه إذا كانت هناك نية لخوض اللقاء بالمحليين والعناصر الشابة أن يتم توفير الظروف المناسبة لذلك، وخصوصا أنها المرة الأولى التي يلعب منتخبنا بتشكيلة محلية منذ 5 سنوات، إذ هناك نقطة مهمة بأن يكون شعار التجديد الأساسي هو (الثقة قبل الفرصة) بتعزيز العامل النفسي لدى اللاعب الشاب بأنه في الطريق إلى التشكيلة الأساسية وفق خطة فنية محددة لا تحكمه الظروف والأهواء والأمزجة، بالإضافة إلى وضع برنامج إعداد أكبر وأداء مباراة أو اثنتين وديتين من أجل تجهيز وخلق الانسجام بين عناصر التشكيلة والذهاب إلى اليمن قبل المباراة بيومين على الأقل للتأقلم مع طبيعة ارتفاع صنعاء عن سطح البحر وتأثير ذلك على عامل التنفس والإرهاق لدى اللاعبين والذي اعترفوا بذلك بعد المباراة.

والمشكلة أنه حتى اختيارات ماتشالا لبعض عناصر التشكيلة لم تكن سليمة، فمثلا كيف يلعب محمود جلال وداوود سعد أساسيين وهما اللذان لم يشاركا في لقاءات نادييهما منذ شهرين، في الوقت الذي يوجد أكثر من لاعب جاهز ويلعبون لقاءات أمثال حسن خميس البري وعبدالله الدخيل.

إن «مهزلة صنعاء» كشفت ان لاعبينا المحليين وقعوا «ضحية» لأخطاء فادحة ارتكبها المسئولون وماتشالا في كيفية تعاملهم مع المباراة، وأن ما حدث يجب ألاّ يقلل من ثقتنا في قدرات اللاعبين الذين يمتلكون الأفضل لتقديمه لو تم إعدادهم وتحضيرهم بصورة أفضل، وألاّ يكون ماحدث ضربة قاضية للعناصر المحلية في الابتعاد عن التجديد ومنح الفرصة ويدفع حينها لاعبونا الصغار ثمن أخطاء الكبار

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 2697 - السبت 23 يناير 2010م الموافق 08 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً