في فلسطين المحتلة، تتنوّع الكوارث التي يُسبّبها الاحتلال الصهيوني؛ من الحصار المستمرّ، إلى الاغتصاب للمزيد من الأرض، إلى الاعتقالات المتنقّلة، وصولا إلى فتح قنوات المياه على أهالي غزّة بما قد يُنذر بكارثة إنسانيّة...
ومع استمرار حملات الاستيطان، تحاول الإدارة الأميركية أن تلعب لعبتها الجديدة، لتقول للفلسطينيين بأن الأمور مرهونة بقراراتكم؛ فإذا عدتم للمفاوضات أمكننا مساعدتكم، بدلا من أن تضغط على العدوّ لوقف الاستيطان، فأصبحت تردد الكلام الإسرائيلي نفسه حول التفاوض من دون شروط مسبقة.
ونحن في الوقت الذي لا نرى شرعية للعدوّ في احتلاله لفلسطين كلّها، نحذّر السلطة الفلسطينية من الانخراط في لعبة التفاوض مجددا تحت عنوان التبادل بالأراضي، لأن هذا المشروع يمثل خطيئة كبرى على المستوى القانوني والسياسي والجغرافي، فضلا عن كونه يمثل خيانة للأجيال الفلسطينية وللأمة كلّها.
والى جانب ذلك، التقينا هذا الأسبوع بلقاء على مستوى الحكومتين الألمانية والصهيونية، وصفه رئيس وزراء العدوّ بأنه «لحظة تاريخية». ولعل من اللافت أن رئيس وزراء العدوّ طلب من المستشارة الألمانية الإبقاء على قوات البحرية الألمانية قبالة السواحل اللبنانية، في الوقت الذي يرسل العدوّ تهديداته للبنان في كل الاتجاهات، ومع ذلك تحرص ألمانيا على تزويد العدوّ بغوّاصات متطوّرة، ما يمكّنه من توسيع دائرة عدوانه وتجسّسه؛ والسؤال هنا: هل تريد الدول الأوروبّية أن تضع نفسها في موقع الشراكة مع هذا العدوّ في أي مغامرة مستقبليّة يعتدي فيها على لبنان أو المنطقة؟!
وإنّنا، أمام ذلك، ندعو الأوروبّيين إلى أخذ العبرة من مجريات الأحداث في السنين الأخيرة، والكفّ عن سياسة الكيل بمكيالين في مسألة العدالة، وأن لا يقعوا فيما وقعت فيه الولايات المتّحدة الأمريكية من منزلقات في احتلالها وسياساتها تجاه شعوب المنطقة... في الوقت الذي نتوجّه فيه إلى الواقع العربي والإسلامي إلى التوقّف عن الظهور بمظهر الضعيف الذي يُغري الآخرين بقهره وإذلاله أكثر.
ونصل إلى لبنان، لنجده غارقا في لعبة التعيينات التي لا بد أن تأخذ مزيدا من الوقت حتى يتدبَّر كل مسؤول وضعه، ويطمئن إلى حصّته، أو في الانتخابات البلدية التي قد تتحوّل إلى ملهاة سياسية جديدة، تأخذ عنوان التمديد القسري لأسباب من هنا وهناك، لندخل في الغيبوبة السياسية المحلية التي تنتظر جلاء الموقف في مسرح المنطقة الواسع المفتوح على أكثر من احتمال.
إقرأ أيضا لـ "السيد محمد حسين فضل الله"العدد 2696 - الجمعة 22 يناير 2010م الموافق 07 صفر 1431هـ
تقى البتول
لماذا لم ينشر تعليقى عسى المانع خير
حفظك الله يا فضل الله
نسأل الله أن يحفظ لنا هذا الفكر الإسلامي الأصيل.
أطال الله في عمرك المبارك يا سيدنا ومرجعنا الجليل
اللهم انصر حماس وكتائب القسام وغيرهم من الغيورين
نعم هؤلاء ليسوا اصحاب الكراسي بل اصحاب الكرامه والعز والفخر وهم ابناء فلسطين الحقيقين.
رغم الضغوطات والممارسات والاغتيالات التي تمارس ضدهم ثابتون وصامدون.