التقى برنامج «الناصية» الذي يبث على موقع الصحيفة «الوسط أون لاين»، اليوم (السبت) في حلقته الجديدة لهذا الأسبوع كلا من الشابين يوسف ومحمد المتعايشين مع مرض الايدز منذ مدة. وحاورهما البرنامج عن كيفية الإصابة بالمرض وكيف هي نظرة المجتمع للمصابين به، فكان هذا اللقاء:

نرحب فيك أول شيء يوسف، نرحب فيك في الوسط أون لاين.

- أهلا وسهلا، والله أنا مستانس بمقابلتكم وياي وإن شاء الله باجاوب على كل الأسئلة اللي بتطرحونها بكل صراحة.

انزين تعطينا نبذة عن إصابتك بالمرض في البداية؟

- بداية «عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»، أنا كان سلوكي خاطئ، كإدمان واستمريت في الإدمان، والمرض جاني من الإدمان بشكل طبيعي وما يمنع عن طريق الجنس جاني بعد، مع أن الجنس كان مرات قليلة، بس هو على ما أعتقد الإدمان، فهو من سنوات أنا كنت يمكن سنين ومنين من 25 سنة مدمن، فعقب ما قررت أن أتوقف عن استخدام المخدر وعرفت أن كل تجاربي فشلت مع جميع أنواع المخدر، ولما قررت أن أتوقف دخلت المصحة وقالوا لي أنت حامل فايروس الأيدز، فكانت صدمة شديدة – الله يطول في أعماركم – طبعا لو أقول لك الصدمة مثلا ما بتحس اللي ما في جوفي ولا الغير، إلا بعيد عنك المصاب غير واحد يقولون له هالصدمة.

فقعدت بروحي أفكر وصار لي كلش فبعدين هنيه كان عندي سلاح ذو حدين، أنا ياي أمتنع عن مادة مخدرة وأكتشف لي مرض جديد فكانت صعبة، فحنا كنا أربعة أتذكر، فقالوا لنا أنتوا متعايشين مع الفايروس، ثلاثة راحوا بره وقعوا وطلعوا من المصحة، فانتحروا. فأنا قررت مثل ما قلت لك بداية اللقاء قعدت بين نفسي وأقول «عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»، فزاد إيماني أنه مع هذا الشيء لازم أوقف لأنه مرض قوي ومتفاقم وقاتل. فأنا قررت أن أكون يوسف ثاني، غيّرت سلوكي إلى 180 درجة.

شلون تقبلوا الأهل والأصدقاء؟

- فأنا بعطيك فكرة وهي إذا المريض ما تقبل مرضه الآخرين ما يتقبلونه. أنا هالكلام أوجه للمجتمع وللمريض نفسه. إذا هذا جاني شنو أقدر أسوي؟ المفروض أتقبله وإذا تقبلته تهون عليّ أشياء واجد، ويكون عندي رد حق الآخرين، ورب العالمين يساعد. يوم أنا عرفت أني مريض صارت علاقتي برب العالمين قوية. رب العالمين سابقا كنت أسمع عنه، اليوم لا عندي صدى فيها مع صلواتي وأدعية، الأشياء البسيطة اللي أعرفها، فالحمد لله رب العالمين الأهل تقبلوني واستقبلوني والأصدقاء بعد استانسوا أن يوسف يهد المخدرات، فيه بعضهم ما كانوا يدرون أني أنا متعايش مع الفايروس، فهذه شوي شوي كنت أعطيهم عن الفايروسات وعن أمراض أنه مرض مزمن، أقدم لهم مقدمات, فالحمد لله الأمور عادية وعندي ناس وايد مرتاحين مني ومن تغيير سلوكي، والحمد لله بالنسبة للمجتمع اللي حواليني من الأهل والجيران أشوف كل شيء ممتاز.

محمد؛ عرّفنا أول شيء شلون أصبت بالمرض؟

- المرض تقريبا من حوالي 4 أو 5 سنوات، عرفت أنه فيني مرض بس ما أدري قبل 4 أو 5 سنوات كان فيني المرض أو لا، بس اللي أعرفه بالضبط أنه خلال 5 سنوات تقريبا أصبت بالمرض بداية، لما طلبوا مني مركز النعيم الصحي، ذهبت للدكتورة سمية جاتني وقالت لي بأسلوب مباشر من غير مقدمات إنه أنت فيك هالمرض، فأنا يعني صارت صدمة عندي يعني مو مصدق ليش صادني ذي المرض، فرجعت حق الماضي فلقيت نفسي غلطان، ما كنت أستخدم مخدرات، بس كانت عندي علاقات سيئة، سلوكيات سيئة إلا هي السهر في الفنادق وسفرات جنس والشغلات ذي.

الأهل خبرتهم، استقبلوا الحمد لله ما تضايقوا، أصدقائي عندي بعد أصدقاء معينين قلت ليهم فيني هاللون وهاللون بالعكس ما تضايقوا مني، بس فيه مجموعة من الأصدقاء ما قدرت أقول لهم، للحين أصدقائي وأحبهم ويحبوني بس ما أقدر أقول لهم. أنا أفكر أقول لو قلت لهم تتغير نظرتهم يمكن ما بيتكلمون معاي بعد خلاص, لأن المخوخ مو نفس الشيء.

بس مو النتيجة هذه، أنت المفروض تتحمل نتيجة اللي سويته...

- إيه، رب العالمين شيقول؟ يقول: «بسم الله الرحمن الرحيم. وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير». أنا غلطت صدق، سويت مصيبة عودة، تميت أزني، تميت أسوي أشياء موب زينة، أشرب أزني...

بس مو كان بإمكانك أن تصير مثل يوسف تؤدي رسالة للمجتمع، الناس كلها الناس تعرفك، تروح القنوات، تروح التلفزيونات؟

- أنا أول واحد في البحرين طالع على القنوات، يوسف والجماعة يوا بعدي. أنا أول واحد طلع عالقنوات، يعني سويت أشياء وايد زينة, بس في النهاية شفت أن المجتمع مخه كلش واطي، لدرجة أن حتى الدخاترة ما عندهم أي فكرة أو أي معلومة عن المرض.

هذا يوصلنا لشيء محمد؛ الصعوبات التي تواجهونها؟

- الصعوبات اللي نواجهها مع الأطباء بس اتصدق؟ المجتمع حنا مع عندنا صعوبات معه قد ما عندنا صعوبات مع الأطباء، تخيل أنك تجي الدختر مريض فيك سخونة أو فيك أي شيء، ومن يعرفون فيك الـ HIP الطبيب نفسه ما يعطيك أي اهتمام.

متعمد...؟

- متعمد، الطبيب متعمد أقدر أييب أسامي، أقدر أحضرهم، أقدر أسوي كل شيء فيهم. الطبيب نفسه لو يعرف إنك عندك الـ HIP يحتقرك احتقار لدرجة يعني (كتبه ذي الكلام)، يعني الكلب – كرّم الله وجه السامع – يمكن يحترمه أكثر من ما يحترمني أنا.

شنو تعتقد السبب يعني، هل أنه قاعد يعاقبك؟

- هم ماخذين الفكرة مع أنهم أطباء أن المرض جانه عن طريق سلوكيات خاطئة، مع أنه فيه ناس وايد صادهم بالولادة وما لهم ذنب، عندي صديق عمره 22 سنة جامعي بالولادة وفيه الـ HIP، ماله ذنب. وعندي صديق ثاني راح سوّا عملية في الهند في الثمانينات في بداية التسعينات وصاده الإيدز، تعرف الدول الفقيرة انزين ما عندهم فحوصات الدم مو نفس البحرين، ويحتقرونه نفس الشيء موجود هو وماجستير عنده في العلوم السياسية، وأنا اللي تشوفني دبلوم في الزراعة، دارس زراعة في مصر دارس كنت بواصل دراستي بعد بس ما قدرت أواصل، يعني شقول لك؟

نحصل صعوبات واجد في البحرين.

نرجع ليوسف؛ الصعوبات اللي تشوفها؟

- الله الصعوبات وايد.

من ناحية المجتمع أو الأهل؟

- المجتمع فيه أمور وايد تعدلت عقب آخر مرة أنا طلعت في الجرايد في ناس وقفت وياي أنا ما كنت متوقع، بس قبل ما أطلع في الجرايد أنا كنت حاط احتمالات السلبيات والإيجابيات، احنا طبعا قروب نحب الحياة، فيه ناس حتى في الإذاعة ما يطلعون يعني بالصوت، فأنا ومحمد قررنا أن نكسر الحاجز، نعمل شيء لأجيال ما بعدنا، قررنا أنا عن نفسي ألحين كصورة أطلع، أطلع في الصورة، فيه ناس حتى يمكن سلام ما يسلمون علي، بس ما كان يحز في نفسي، أقول هذه مشكلته للحين ما وصلت له الرسالة. أنا ناوي أقول هالشخص صديق عزيز، اللي سلّم عليّ. أنت يوم سلمت علي ما صادك الإيدز، والإيدز ما ينتقل عبر السلام، وإن شاء الله أنا بوصل له وبعطيه المعلومات الصحيحة.

يعني تبغي توصل للمجتمع أنه فيه أفكار خاطئة للإيدز؟

- نعم، انتقال الإيدز ما هو يعني؟ هو عبر نقل الدم والاتصال الجنسي بدون واقي، والمرأة الحامل تعطي حليب حق ولدها أو بنتها فهاي الانتقال، أما حتى اللعاب، يعني أنا أبوس واحد من حلقه وتفال ماله ينزل وهذه، هذه إحصائيات في منظمة الصحة العالمية 1 في المئة ما تأثر يعني، ما ينتقل بونت واحد.

وعندي أمور ثانية لو تعطيني انس، يمكن خذنا الوقت، احنا فيه أشياء عندنا نتمنى أشياء وايد. يعني هاملينا بدرجة غير ما تتصور، يعني أنا مرة في السلمانية مثل ما تفضل محمد، في السلمانية أنا أول البارحة مترقد، فالبنات بره والستارة مبندة علي، اوه هذا رايح وياي. هذه فيه إيدز خلاص خله يقعد في البيت ويموت، يعني خلاص حكم علي. أو فيه مجتمع يقولون بال هذا فيه إيدز وجذيه وجذيه، يا رب العالمين! أنت أول ما تفتح القرآن، اشمكتوب فيه، في أي سورة أو آية؟ (بسم الله الرحمن الرحيم) يعني رب العالمين رب العالمين رحيم، ليش إنت شديد علينا ليش؟ وبالعكس إحنا القروب إللي موجودين الأشياء اللي قاعدين نسويها مجتمع عادي ما يسوّيها، وإحنا ما عندنا أي دعم، يعني الله لا يقول نعتاز، إحنا ساعات نصرف من جيبنا بعد، مع أنه راتب مالنا بسيط، ساعات يصير 100 فلس ما عندنا، أنا ومحمد صار لنا فترة في هالشمس في أغسطس/ آب، نوقف على الإشارة ونوزع كتيبات توعية، من يسوي هالشيء؟

أنا 6 أشهر دوامت على السلمانية هنيه، آيي أسلّم على المرضى كامل وأهوّن عليهم: السكلر، والسكري وذيه. يعني كنت أحب أرفع معنوياتي. تتذكر ناخذ الشعير ونعطي الحمام، نحصل معنويات. فالمجتمع حكم علينا والوصمة طريقة انتقال الإيدز، هذا ياله إيدز عن طريق حرام جنس أو عن طريق الحرام الجنس أو المخدرات، يعني طريقته هي صعبة.

انزين يوسف، معاملة الناس إليكم، هل تعتقد أن هي كعقاب أو كخوف من انتقال المرض؟

- هو الاثنين، كعقاب أنا مرة كان عندي فعالية في جامعة البحرين...

يعني محمد الحين ناس تقول إنه هذا يستاهل، خله ليش أعامله بصورة أوكي...

- هي عقلية الناس مو نفس الشي، فيه ناس يتفهمون مثل ما قلنا قبل، وكانوا يتقبلون وعنده وعي عن ذي المرض ويقعد معاك عادي من أحسن ما يمكن، وبالعكس يمكن يحبك أكثر ويعتني فيك أكثر. هاي واحد، الشيء الثاني فيه ناس لو اعرفوا فيك المرض بيقعدون يذمون فيك وبيقولون هذه يستاهل...

ما تعتقد أنه من حقهم، أنت غلطت وهذا لك كعقاب؟

- هاي الشخص إللي يتكلم يقول هاي عقاب له أوكي، أنا برجع لك من شقين، الشق الأولّي أن رب العالمين احنا كلنا مو معصومين ولا ملاك...

اسمح لي يوسف بوضّح لك الصورة، الحين أنا لو ما عاقبتك، لو ابني مثلا غلط وما عاقبته مرة مرتين يمكن غيره بيكرر وغيره بيقول أوه انه ما فيه عقاب ليش عاد خلني أكرر هالسالفة، يمكن المجتمع أقول لك إنه حامل هالصورة هذه...

- أوكي، إذا أنا طلعت في التلفزيون أو جريدة، قاعد أتكلم شيء إيجاب