العدد 2695 - الخميس 21 يناير 2010م الموافق 06 صفر 1431هـ

50 طالبا بحرينيا يجتازون العثرات ليكونوا «صوت الوطن» في نيوزلندا

مع ولادة اتحادهم... «أوكلاند» ترفع أعلام البحرين وتتغنى بتراثها وحضارتها

ولد اتحادهم الفتي في الثامن من أغسطس/ آب الماضي ليكونوا ممثلين لزهاء الـ 50 طالبا وطالبة بحرينيين في نيوزلندا، يقطنون جميعا بين خليج هاوراكي في المحيط الهادي من الشرق وسلسلة جبال هونوا من الجنوب الشرقي وسلسلة جبال ويتاكيري من الغرب والشمال الغربي وتحديدا في مدينة أوكلاند في نيوزلندا، 50 طالبا وطالبة بحرينيين لم يغادروا الوطن لطلب الدراسة فحسب بل ليكونوا صوت وصورة ذلك الوطن في أعين شعب يختلف معهم في الدين، العادات والتقاليد وأسلوب الحياة.

وعلى رغم عدم وجود سفارة بحرينية فيها وملحق ثقافي يعني بشئونهم، إلا أنهم استطاعوا أن يعيشوا في هذا البلد الآمن ويطلقوا اتحادهم ليكون صوتهم الناطق.

7 أعضاء، بينهم ثلاث بنات شكلوا مجلس إدارة اتحاد طلبة البحرين في نيوزلندا، التقتهم «الوسط» خلال لقاء موسع أخيرا، بدوا فيه متفائلين على رغم الصعوبات، واقعين على رغم التحديات فعلى رغم أن مخصصات المبتعثين منهم لا تزيد على 2000 دولار نيوزلندي في الشهر وتصرف لهم لـ 10 شهور فقط وتحجب في فترة الصيف واضطرارهم للسكن مع عوائل نيوزلندية أو التنقل من شقة لأخرى كل فصل دراسي في حين تتجاوز مخصصات زملائهم من الخليجين الـ 5000 دولار نيوزلندي وتصرف لهم طوال العام، فضلا عن عدم وجود مقر لاتحادهم ودعم دائم، إلا أن ذلك لم يكن العثرة التي تعوقهم بل استطاعوا أن يجدوا لأنفسهم مكانا في مباراة البحرين / نيوزلندا وأن يرفعوا أعلام البحرين في عيده الوطني وعيد الجلوس في أحد شوارع أوكلاند وأن يحتفوا بمناسباتهم الاجتماعية والدينية ويكونوا سفراء لبلدهم وناقلين لحضارته.

حضر اللقاء كل من رئيس الاتحاد سلمان الزايد، نائب الرئيس فاطمة الصائغ وأمين السر مريم القصاب، مسئول الفعاليات والأنشطة أحمد حسن درويش ورئيسة اللجنة المالية ريم عبدالرحمن، والعضو الإداري علي أحمد في حين تخلف عن حضور اللقاء رئيس الإعلام والعلاقات العامة حسن آل ضيف لوجوده خارج البلاد.

نبدأ من حيث بدأتم، متى ولد اتحاد طلبة البحرين في نيوزلندا؟

- الزايد: عملنا لم يبدأ مع الاتحاد بل تلاه بسنين منذ اغترابنا وخطت أقدامنا على أرض غريبة وتزايد أعدادنا فيها، لنصل إلى قناعة مدى أهمية العمل المنظم وحاجتنا إلى منظومة رسمية أو أهلية تعنى بشئوننا، لنضع رؤيتنا لاتحاد طلابي محدد الأهداف واضح الرؤية وتمت الموافقة عليه في الجامعة لتعقد الجمعية العمومية اجتماعها الأول لانتخاب مجلس إدارة الاتحاد وتحديد المناصب ليولد اتحادنا الفتي في الثامن من أغسطس/ آب الماضي.

لكل مؤسسة رسمية أو أهلية أهداف ورؤية فماذا لديكم؟

- الزايد: أهدافنا تنطلق من حسنا الوطني وحبنا لأرضنا ليكون أول أهدافنا هو تمثيل مملكة البحرين في نيوزلندا بصورة مشرفة ترقى لسقف تطلعات قيادتنا وأهلنا، فضلا عن حسنا الطلابي بضرورة وجود حلقة وصل بين وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين والطلبة البحرينيين في نيوزلندا، فضلا عن الأهداف المنبثقة عن الدستور.

يسهل الحديث عن الأهداف والتطلعات والطموح بيد أن الواقع غالبا يعكس صورة مغايرة، فماذا فعلتكم في سبيل تحقيق أهدافهم الوطنية والطلابية؟

- درويش: تعود بيّ الذاكرة للوراء لسنين ليست ببعيدة كثيرة لوقت كنا نسأل فيه عن موطن فنجيب من «البحرين» ونقابل بسؤال: أين تقع البحرين لنجيب بجانب المملكة العربية السعودية أو على مقربة من دبي، الأمر الذي دفعنا إلى التفكير في خطوة للتعريف ببلادنا التي تضم حضارة وتراث يهتم به الأجانب ولاسيما مع قرب موعد لقاء منتخبنا بالمنتخب لنيوزلندا، لتكون لنا فعالية عمدنا فيها لجمع صور البحرين التي تعكس تراثها وحضارتها وأعددنا ملصقات ونشرات تعريفية بالبحرين وحراكها الاقتصادي السريع وتطورها السياسي والنقلة الديمقراطية فيها وخصصنا يومين لهذه الفعالية، اليوم الأول كانت لنا زاوية في حي المال والأعمال في مدينة أوكلاند عرضنا فيه كل تلك الملصقات والصور والثاني في الجامعة وشهد اليومان إقبالا من الشعب النيوزلندي والطلبة المغتربين من العرب والأجانب وكان لنا الفخر في التعريف بهوية وطننا.

- ريم: على رغم مرورنا بفترة امتحانات في ذلك الوقت إلا أن الجميع تحمس للفكرة وشهدت الزاوية التي ضمت فعاليتنا في الجامعة إقبالا لم نتوقعه وأكثر ما جذبهم صور الآثار الدلمونية وطبيعة الشعب البحريني الطموح.

وفي موضوع آخر، نظمنا دورة لكرة القدم باسم «دورة المنامة» تضم فرقا لكل دول الخليج وفاز بها الفريق السعودي، الجديد فيها أننا اتفقنا مع محكمين مختصين ومعلق رياضي وحضرها عضو إداري لكرة اتحاد الكرة النيوزلندي، فضلا عن وجود «كورال» من المشجعين لكل الفرق وجوائز للمراتب الثلاث الفائزة.

- مريم: نظمنا خلال شهر رمضان أمسية خليجية وملتقى للطالبات وعرضنا عادات وتقاليد مملكة البحرين في الاحتفال بمناسباتها الخاصة كالجلوة والحنة ولبسنا أزياءنا الخليجية، الأمر الذي شجع الطالبات الخليجيات إلى التحدث عن فلكلورهم الشعبي وتبادل العادات والتقاليد وألقت طالبة عمانية شعرا في الأمسية لتكون تلك الأمسية الأولى على مستوى الطالبات الخليجيات.

- الزايد: إن كنا بعيدين إلا أن الوطن بقلوبنا لذلك كان هذا الشعور دافعنا إلى التجمع في مكان عام ورفع أعلام مملكة البحرين وصور جلالة الملك وسمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء.

هلا حدثتمونا قليلا عن أيامكم خلال فترة مباراة منتخبنا الوطني أمام المنتخب النيوزلندي؟

- ريم: ناشدنا رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة توفير تذاكر لحضور المباراة والإقامة، ويبدو أن ذلك التوجه كان موجودا في المؤسسة قبل مناشدتنا وتم توفير تذاكر لجميع الطلبة وتعويض من عمدوا لشرائها مسبقا، فضلا عن توفير تذاكر لطلاب أستراليا من البحرينيين أيضا والإقامة في أحسن الفنادق، وأستغل هذه الفرصة لأوجه شكري بالنيابة عن نفسي وزملائي للشيخ فواز ولكل من خالد الدوسري وطارق المريخي لتعاونهما الداعم معنا.

- مريم: للأمانة أعجب الشيخ فواز بفعالياتنا ولطالما ذكر أننا خير سفراء لوطننا ووعدنا بلقاء قريب.

من حديثكم، أستشعر الحياة الوردية الخالية من العراقيل، فهل الدراسة في نيوزلندا أفلاطونية على رغم الغربة وعلى رغم حديثكم عن غياب وجود سفارة أو ملحقيه تعنى بشئونكم وضعف المخصصات المالية للمبتعثين وعدم وجود مقر لاتحادكم ... إلخ؟

- الزايد: نحن واقعيون ونقدر صعوبة فتح سفارة أو ملحقية لذلك جاءت فكرة اتحاد الطلبة، ومن هنا نناشد وزارة التربية والتعليم في مملكتنا مملكة البحرين دعمنا بمقر للاتحاد ومخصص مالي.

وكمبتعثين نتمنى تحسين ظروفنا المعيشية، فمنذ انخراط الدفعة الأولى من الطلبة البحرينيين في نيوزلندا في العام 2006 حتى اليوم لم تتغير مخصصاتهم الدراسية على رغم تغير الحياة في ظل الغلاء والأزمة الاقتصادية وتداعياتها، لذا نحتاج لإعادة جدولة لمخصصاتنا من قبل الوزارة، ففي الوقت الذي نحصل على 2000 دولار نيوزلندي في الشهر لمدة 10 شهور يتقاضى زملاؤنا في دول خليجية ما يتراوح بين 3000 و5000 دولار نيوزلندي لمدة 12 شهرا، ويحجب المخصص في فترة الصيف ما يؤثر على حياتنا ونكون مجبرين على ترك شققنا في فترة الصيف والبحث مجددا في كل فصل دراسي على شقة جديدة والإنفاق على المخازن لتخزين أثاثنا وكتبنا، وهو أمر مكلف ناهيك عن صعوبة البحث عن شقق في مناطق قريبة لجامعتنا.

- مريم: لا ننكر أن الدراسة والحياة في نيوزلندا أفضل بكثير من مناطق أخرى، بيد أننا نواجه صعوبة في التواصل مع وزارتنا في تخليص معاملاتنا وأقرب سفارة لنا في تايلند.

- مريم: مشكلة أخرى نواجهها بأن عقدنا المبرم مع وزارة التربية والتعليم يقضي بتدريسنا لمرحلة الماجستير بيد أننا لا نملك وثيقة معتمدة من التربية لنقدمها لجامعتنا لتقبلنا، توجد حلقة مفقودة بيننا وبين وزارة التربية والتعليم.

لنخفف جو حديثنا بالحديث عن الطقس، الأكل، اللغة والحياة في نيوزلندا كيف هي؟

- فاطمة: نعيش أربعة فصول في اليوم والأمطار تهطل علينا طوال فترة وجودنا في أوكلاند، هناك فرق توقيت كبير يصل إلى 10 ساعات في الشتاء و9 ساعات في الصيف، الشعب النيوزلندي ينقسم إلى كيوي ويتحدثون الإنجليزية وماوري ويتحدثون باللغة الماورية ونحن نتحدث الإنجليزية.

وللأمانة نيوزلندا بلد آمان شعبه يحترم الأديان وينبذ التميز ويعشق الحيوانات، وفي بادئ الأمر كنا متخوفات كمسلمات من مسألة الحجاب بيد أن الواقع جاء مفاجئا لنا إذ عمدت جامعتنا لتخصيص غرفة للصلاة في كليتنا ومسجد في الجامعة وكانت مرنة في مسألة تنظيم أوقات امتحاناتنا في شهر رمضان كما أن الشعب يحترمون المسلمين ويراعون طقوسهم.

تراود إلى سمعي موضوع عن سكن البعض منكم مع عوائل نيوزلندية فما قصة هذا الأمر؟

- الزايد وعلي : هناك قانون يقضي بأن يقطن الطالب ما دون الـ 18 عاما في كنف عائلة نيوزلندية نظير مبلغ مالي وعقد مبرم يوضح فيه عدد من الشروط بين الطرفين، كطبيعة الأكل ووجود الحيوانات وغيرها، وللعلم سكنت في بادئ الأمر مع إحدى العوائل وكانت تجربة مفيدة وخصوصا أن العائلة التي قطنت معها تعاملني كابن لنا وتعمد ربة المنزل لطبخ طعامي وتوصيلي للجامعة والاهتمام بكل ما يلزمني ومن ثم انتقلت للعيش في إحدى الشقق القريبة من جامعتي لكون منازل العوائل النيوزلندية غالبا ما تكون بعيدة عن جامعتنا.

ما هو جديدكم وتحركاتكم الوطنية والطلابية؟

- الزايد: أود أن أشير إلى أنه من المزمع أن نلتقي بالسفير النيوزلندي لدول الخليج والمقيم في الرياض اليوم (الاثنين).

- أحمد: سنسعى الفصل الدراسي المقبل إلى الالتقاء بعدد من شركات الاتصال للحصول على عروض للاتصال والنت للطلبة، كما وسنعمد لمحاولة الحصول على اعتراف رسمي لاتحادنا من المجلس البلدي في نيوزلندا بعد حصولنا عليه من الجامعة الأمر الذي سيعيننا في كثير من الفعاليات فيما بعد.

ختم حديثنا بخلاصة ما اكتسبتموه من شعب وحياة نيوزلندا؟

- الزايد: الشعب النيوزلندي يحترم القانون ويرعى حقوق الإنسان ويهتم بالكفاءة في العمل ويتجلى فيه بوضوح التعايش السلمي السياسي والديني والعرقي وتجربة الغربة لابد أنها تصقل الشخصية، فضلا عن أن تجربة الاتحاد علمتنا آلية العمل الجماعي والممارسة الديمقراطية.

- علي: أنا من الأشخاص الذين تنقلوا كثيرا وعشت تجارب مختلفة، كالإقامة مع عائلة، الحياة وحيدا وأخيرا العيش مع عدد من الطلبة في إحدى الشقق وتعلمت بذلك الاعتماد على النفس، تعلمت الطبخ وغسل ملابسي وقضاء جميع مستلزماتي بنفسي والأهم تعرفت على صداقات جديدة ومتنوعة.

- ريم: تعلمنا الاعتماد على النفس في أبسط وأعقد الأمور ولاسيما مع غياب جسور التواصل بيننا وبين وزارة التربية والتعليم.

- فاطمة: شخصيا تعلمت اتخاذ القرار وتجاوز الاتكالية، ففي الوطن تجد من تستند إليه في تحمل نتيجة قراراتك في الوقت الذي تكون فيه بعيدا عن أهلك ووطنك لا تجد بدا من اتخاذ قرارك بنفسك وتحمل تبعاته.

- مريم: وجودنا في واحدة من أكثر دول العالم تعددية في الديانات يزودنا بتجربة في فهم طبيعية التعايش السلمي والتعرف على طريقة تفكير وعادات وتقاليد وأديان الشعوب الأخرى.

- أحمد: الغربة تزيد من قوة علاقاتنا ببعضنا بعضا كبحرينيين وكخليجين كوننا في المواقف نفسه دائما، كما أن الغربة تزيد حب الوطن في قلبك.

العدد 2695 - الخميس 21 يناير 2010م الموافق 06 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:36 م

      نيوزلندا

      كرهت شي اسمه نيوزلندا بسبب المنتخب... على الاقل هالطلبة يمكن يرفعون الراس

    • زائر 1 | 2:19 ص

      بالتوفيق

      الله ويفقهم ان شاء الله.. بس ان شاء الله يكون يكونون صوت يمثل البحرين وما يكونون بوق لمتنفذي البحرين

اقرأ ايضاً