العدد 2692 - الإثنين 18 يناير 2010م الموافق 03 صفر 1431هـ

الكراهية وعلاقات القوة

نادر كاظم comments [at] alwasatnews.com

.

هل الكراهية امتياز الأقوياء فقط؟ بالطبع لا، فالضعفاء يكرهون كما الأقوياء، إلا أن هذا لا ينفي حقيقة أن الكراهية تتطلب جرأة لتمثّلها، وهي تتطلب جرأة أعظم للتعبير عنها علنا وأمام الآخرين؛ لأنها مؤذية لمشاعرهم. وعلى هذا، فعواقب هذا النوع من الجرأة مختلفة بالنسبة للاثنين. فالضعفاء قد يدفعون حياتهم ثمنا لهذه الجرأة، فيما لا يدفع الأقوياء سوى ثمنا بخسا. ومع هذا فإن كراهية الأقوياء العلنية قد تكون مجازفة غير محسومة؛ لأنه سيكون على الأقوياء، عندئذٍ، أن يقفوا وجها لوجه مع مكروهين قد يكونون أضعف منهم، إلا أنهم ضعفاء مستفزين ومستنفرين. وهنا علينا أن نتذكر أن للاستفزاز قوة سحرية قادرة على حمل الضعفاء على نسيان ضعفهم والاندفاع المجنون باتجاه أهدافهم وإصابتها. وباختصار، يتمكن الأقوياء من المجاهرة بكراهيتهم، إلا أنه لا ينبغي لهم أن يتوقعوا أن يقف الضعفاء مكتوفي الأيدي أمام كراهية مستفزة تستهدفهم مباشرة.

إلا أن من حسن حظنا، أقوياء وضعفاء، أننا لسنا مضطرين لمواجهة هذا الموقف في كل مرة نعبّر فيها عما يجيش في صدورنا من حقد وغلّ وكراهية. العزلة والسرية تسمحان لنا بذلك دون مواجهة مؤذية وغير محتملة العواقب. وهذا هو حال الكراهيات العريقة طوال القرون الماضية التي ما كان لها أن تنتعش لولا عزلة الطوائف والجماعات، وسياقات التواصل الخصوصية المغلقة. وحين انتهت العزلة وانفتحت حدود الطوائف على «مجال عام» مشترك، أصبحت هذه الكراهيات تواجه مصيرا صعبا. فالمجاهرة علنا بكراهية مستفزة أصبحت مهمة شاقة، ومن يقدم على ذلك، فعليه أن يتحمل عواقب ذلك وتبعاته. وقد يترتب على هذا أن تعود الكراهيات إلى سرّيتها القديمة، بحيث يضطرّ أصحابها إلى تداولها بصورة سرية وفي نطاق ضيّق من الأقارب والأصدقاء الموثوقين، وإذا ما بلغ الخبث (والخبث دائما حيلة الضعفاء الجبناء) عند أحد من هؤلاء مبلغه فسوف يعمد إلى بثّ هذه الكراهيات، بسرية تامة كذلك، في الإنترنت، أو سوف يعمد إلى توزيعها على طريقة اللصوص في مواقف السيارات العامة أو يرميها ليلا على أبواب المنازل وفي الطرقات.

هذه ظاهرة باتت مشهودة، وهي تكشف أن التداول العلني للكراهيات (وموادها) أصبح محظورا وغير مأمون العواقب، فلم يبقَ سوى السرية اللصوصية لتسريب هذه الكراهيات. ولكن، ماذا يعني كل هذا؟ ما الذي حصل وحوّل هذه الكراهيات إلى كراهيات سرّية يخشى أصحابها من تداولها علنا ودونما توجّس وتحوّط؟

حصل تحوّل لا يمكن إنكاره في هذا السياق، صحيح أن هذه الكراهيات التاريخية جرى إنتاجها وتداولها في سياقات تواصلية مغلقة وسرية، إلا أن سرّيتها القديمة إنما فرضتها ظروف خارجية تتصل بالعزلة وبسياقات التواصل القديمة التي ما كان يمكن أن تكون عمومية ومفتوحة في تلك اللحظة التاريخية. وتتصل، كذلك، بعلاقات القوة التي تجعل الجماعات الضعيفة والمهددة لا تكفّ عن إنتاج وتداول كراهياتها، ولكنها تضطر إلى عمل ذلك بصورة سرية؛ وذلك خشية من إثارة غضب الجماعات القوية والمهيمنة التي لن تتأخر في ردها القاسم للظهر. وهذا هو أصل «التقيّة» التي انتعش الحديث عنها في الجدل الفقهي والكلامي القديم بين المذاهب الإسلامية، والتي قد تنتعش لدى أية جماعة ضعيفة ومهددة، خذ مثلا على ذلك يهود المارانو في البرتغال وأسبانيا بعد العام 1492م، وبعد صدور مرسوم الطرد الذي يخيّرهم بين الترحيل أو التعميد (التنصّر). وخذ مثالا آخر على ذلك مسلمي أسبانيا (الموريسكيين) الذين صدر بحقهم مرسوم طرد آخر يستهدفهم بعد اليهود. لقد جرى ترحيل الآلاف من اليهود والمسلمين، ومن اختار البقاء منهم اضطر إلى التكتم على دينه في السرّ واكتفى بالتظاهر علنا باعتناق الدين الجديد. وبهذا أصبح اليهود والمسلمون مسيحيين بالاسم وفي العلن فقط، فيما هم يحافظون على دينهم القديم في السر والخفاء داخل بيوتهم، حتى كان الطفل منهم بعد أن يجري تعميده علنا «يؤخذ إلى البيت ويتم تغسيله بالماء الحار لإبطال قدسية التعميد». لقد فرضت هذه الظروف على اليهود والمسلمين أن يعيشوا حياة مزدوجة مشطورة إلى نصفين: حياة حقيقية وصادقة في البيت وفي السرّ، وحياة مزيفة ومن باب التظاهر في العلن وأمام الناس. ويطلق الضعفاء المغلوبون على أمرهم اسم «التقية» على هذا النوع من الحياة المزدوجة، إلا أن الأقوياء يعدّونها رياء ونفاقا يستحق الشجب والإنكار وحتى العقاب كما حدث مع يهود المارانو والمسلمين الموريسكيين إبان محاكم التفتيش الإسبانية.

لا يمكن مقارنة أحوال يهود المارانو بأحوال يهود إسرائيل اليوم، كما لا يمكن مقارنة أحوال الموريسكين بأحوال عموم المسلمين في العالم الإسلامي، وعلى الشاكلة ذاتها، لا يمكن مقارنة أحوال الشيعة المغلوب على أمرهم إبان تسلط الأمويين والعباسيين والسلجوقيين والعثمانيين لاحقا، بأحوال نظرائهم، اليوم، في إيران والعراق ولبنان والكويت والبحرين وحتى في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية. كانت التقية آلية من آليات الدفاع والمصارعة من أجل البقاء وسط ظروف مهدِّدة ولا ترحم. ولهذا لا ينبغي أن نتصور أن هذه الآلية يمكن أن تكون طبعا جوهريا في نفوس أبناء جماعة من الجماعات، بل هي حيلة دفاعية وسلوك تطبّعي قابل للزوال بزوال مسبباته وظروف التهديد القاسية. ومن هنا يمكننا أن نتصور سياقا يُضطر فيه كل أبناء الجماعات القوية (ويمكننا أن نستثني من هذا الحكم من يمتلك منهم الجرأة وقوة التحمّل) إلى الاحتماء بالتقية والتطبع بأسلوب العيش المزدوج، وذلك إذا ما وجدوا أنفسهم، فجأة، في ظل علاقات قوة أخذ ميزانها في الميل لصالح الجماعات الضعيفة على حسابهم (والأمثلة على ذلك كثيرة). هذا يعني أن التظاهر أو الحياة المزدوجة القائمة على ثنائية الظاهر والباطن إنما كانت حيلة دفاعية لاتقاء أذى الآخرين ممن هم في موقع قوة وهيمنة، وهي حيلة يلجأ إليها الجميع إذا ما أرادوا النجاة والسلامة، وكما قال الشاعر الجاهلي:

ومَن لم يُصانع في أمور كثيرة يُضرَّس بأنيابٍ ويُوطأ بمَنسمِ

كانت السرية والتكتم نتاج ظروف خارجية مرتبطة بالعزلة وبعلاقات القوة، ولم تكن بدافع داخلي فرضته أخلاق غيرية جعلت منتجي هذه الخطابات يشفقون على الآخرين مما سينتابهم من أذى نفسي وشعور ثقيل بالإهانة والتحقير؛ وإلا ماذا يهمّ هؤلاء لو اطلع أحد المستهدفين بالكراهية على خطابات الكراهية والتحقير والإهانة بحقه وحق جماعته؟ صحيح أن هذا الأخير سيُستفزّ وسينتابه شعور بالمرارة والحنق، لكنّ هذا لن يغيّر في الأمر كثيرا. إلا أن التغيّر الذي حصل، اليوم، قلب كل المعادلات القديمة. بالطبع، لم يصبح البشر أكثر إنسانية وشفقة على الآخرين وحرصا على مشاعرهم من أن تصاب بالأذى، ولكن ثمة اعتبارات ومتغيرات خارجية أخرى استجدت وفرضت علينا ضرورة مراعاة مشاعر الآخرين وتجنّب جرحها بصورة علنية. ولا يهم، بعد هذا، أن نسمي هذا السلوك نفاقا أو تقية أو مجاملة أو مراعاة.

من بين هذه المتغيرات أن علاقات القوة القديمة طرأ عليها تغيير جذري واضح، لا بمعنى أنه جرى تبديل المواقع وأصبح الأقوياء ضعفاء، والضعفاء أقوياء، لا، ولكن المعنى أنه حصل نوع من «انتشار» القوة أو بعثرتها على مواقع كثيرة بعد أن كانت، طوال التاريخ، تتمركز في موقع واحد أو مواقع محدودة. هذا يعني أن الجميع، الأقوياء والضعفاء، صاروا قادرين، اليوم، على المجاهرة بكراهيتهم وبصورة مستفزة ايضا. لم يعد للأقوياء امتياز على هذا المستوى، فلم يعد هؤلاء يحتكرون حق المجاهرة بكراهيتهم ضد الضعفاء، بل صار بإمكان هؤلاء الأخيرين أن يردوا الضربات وأن يردوا الصاع صاعين. صار للجميع قدرة على الجرح والإيذاء والتحقير، وصار كل كراهية سيردّ عليها بكراهية مثلها أو بأعظم منها، ولسان حال الجميع يقول: «حين تهين كرامتي وديني وقوميتي ومرجعياتي، سأهين كرامتك ودينك وقوميتك ومرجعياتك». يمكن لهذه المعادلة أن تؤسس لإستراتيجية ردع فاعلة، ويمكن لهذه الإستراتيجية أن تخفّف من حدة الكراهيات وحجم انتشارها، إلا أنه من المؤكد أنها لن تخلق أجواء عامة هادئة ومعقّمة من الكراهيات المنفلتة هنا أو هناك؛ وذلك لأن ثمة من يستفيد من هذه الكراهيات ويستغّلها ويستثمر فيها. والجديد، على هذا الصعيد، أن إنتاج الكراهيات لم يعد حكرا على الكارهين الحقيقيين والصادقين مع أنفسهم، بل صار لدينا، اليوم، كراهيات مصطنعة يجري إنتاجها لمآرب متعددة.

لم تكن إستراتيجية الردع بجديدة في تاريخ الكراهيات، فطوال التاريخ كانت الكراهية يُردّ عليها بكراهية أخرى مضادة، ولكن الجديد أن هذه المواجهة تجري، اليوم، في العلن، مما يعني أن قوتها الردعية ستكون أعظم. والأمر الآخر أن البشر، اليوم، أصبحوا أكثر قابلية للجرح والإيذاء المعنوي. كان البشر، في الماضي، يتلقون الكراهية التي تستهدفهم بغضب، إلا أنه غضب مكتوم، ثم إنهم كانوا أشد تحمّلا للكراهيات التي تستهدفهم، فمهما كانت قساوة الكراهية إلا أنهم لا يهتزون ولا يتزعزع بنيانهم النفسي واتزانهم العقلي والوجداني. أما اليوم فإن أهون كراهية قد تدخل الإنسان الحديث مستشفى الأمراض العقلية والنفسية!

تأمّل، على سبيل المثال، في قساوة الكراهيات العرقية في التاريخ، ألا تجد أن البشر كانوا، فيما مضى، أصلب من الناحية المعنوية؟ ثم تأمّل، مرة أخرى، في بشاعة الكراهيات الدينية والمذهبية القديمة، ألا تجد أن نفوس البشر كانت أقوى وأشد تحمّلا مما هي الآن. لقد بدأت هذه الكراهيات الأخيرة بهدف أساسي هو إفحام الخصم ونقض حججه، ثم كبُر الهدف وأصبح المطلوب هو التحريض على قتله من خلال إثبات كفره أو ردّته، ثم أن ضاف إلى هذين الهدفين هدفا ثالثا، وهو التحريض على تحقير الخصم وإهانته وازدرائه وجرح مشاعره. وهذا مطلب خطير؛ لأنه بمثابة قتل معنوي للخصم، إلا أن «البنية النفسية» للإنسان القديم كانت قادرة على امتصاص هذا النوع من «القتل» وهضمه. أما اليوم فلا يمكن تقدير خطورته إلا في ضوء تلك التحولات المهمة التي طرأت على «البنية النفسية» للإنسان الحديث الذي أصبح هشّا وسهل الكسر والجرح والإيذاء وحتى التدمير والانهيار النفسي بسبب ما يتعّرض له من تحقير الآخرين وإهاناتهم وازدرائهم.

هذا تحوّل مهم، إلا أن ثمة تحولا آخر لا يقلّ عنه أهمية، ويتمثّل في صعود طارئ جديد في أيامنا وهو المجال العام، وهو مجال للتواصل العمومي، ومساحة تسمح بحرية المناقشة وتداول الآراء وأخذها وردّها، ولكنها حرية ضمن حدود وضوابط محميّة، حينا، بقوة القانون الذي يجرّم التحريض على الكراهية وتحقير البشر وإهانتهم وتشويه سمعتهم، وهذه مهمة موكولة للدولة، وحينا آخر، بقوة أخلاق المجال العام وأعرافه العامة التي تحافظ على سلامته وتسهر على تجنيبه الاهتزازات الخطرة التي تهدده بسبب قول منفلت هنا أو كتابة مستفزة هناك. لا يسمح المجال العام بالتواصل السرّي المغلق. كل تواصل، حتى لو ابتدأ سريّا ومغلقا، قابل للشيوع والانتشار. هذا هو منطق المجال العام والتواصلات الحديثة. وعلى الكراهية أن تخضع لهذا المنطق أو تحتال عليه بالتعبير عن نفسها بصورة مقنّعة وبنوع من اللف والدوران بحيث تفلت من المساءلة القانونية، وتؤمن نفسها ضد الهجمة الإجماعية من قبل قوى المجال العام.

أعرف أن هذا كلام مجمل ومكتظ وبحاجة إلى تفصيل، لكني أعد بتفصيل ذلك في المقالات المقبلة إن شاء الله.

إقرأ أيضا لـ "نادر كاظم"

العدد 2692 - الإثنين 18 يناير 2010م الموافق 03 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 11:27 ص

      ضحايــــــا ... الكراهيــــــة

      ها قد وضح الطريق ، وتأكد لدينا أن برج سيطرة الكراهية أوهن من بيت العنكبوت " وليس اعتلاؤه بالأمر الصعب " فيقظة الضعفاء منحتهم مدارات خططية للجرأة ، أرضت رغباتهم وتطلعاتهم الدفاعية ، وولّدت إحباطاً و اضطراباً لدى الآخرون- المتشدّقون - والتقليل من شأنهم ، هذا وقد استطاعت أن تحد من التفلّت والانفلات ، وما غاية استظراف الفجوة بين الطرفين إلا لهدف تفويت مصالح وتأسيس وساوس وخلق الفوضى في الكيان النفسي والعقلي . كل الشكر للكاتب وللوسط ... نهوض

    • زائر 5 | 2:42 ص

      نقاط كثرة

      صرنا على موعد مع الكراهية كل ثلثاء ...
      اوردت الكثير من النقاط التي تحتاج اسهاب اكثر .. .. فلقد احتلفت مقاييس القوة والضعف وحتى الكراهية فلم تعد الطوائف او المذاهب المختلفة تتبادل الاتهامات و تسوق لكراهيتها سرية وعلانية فحتى على مستوى الطائفة او العرق او المذهب هنالك كراهيات ربما لم تصل للجرأة المطلوبة للاعلان عنها ...

    • زائر 4 | 1:17 ص

      صورة العريفي

      شتم العريفي هو بسبب انهزام حزب العريفي أمام تنامي نفوذ السيستاني في العراق، فالفاشل يكره الناجح. قمت بعرض صورة احد راديكاليي السعودية على شخص غير عربي وليس له دين، فقال ان الشخص في الصورة يبدو سيئا من وجهه. كذلك العريفي، انظر كيف ان كره ظهر على عينيه. الانسان الذي يكرهك لايستطيع حتى التظاهر بالحياد، فلابد لك ان تحس بظهور الكره على جزء من وجهه. بالنسبة للبحرين، فهي وكر الكراهية.

    • زائر 3 | 12:06 ص

      كلام واقعي

      هذا كلام واقعي كل الناس يستطيعون المجاهرة بكراهيتهم هذه الأيام. ولكن هل هذه نعمة او نقمة يا دكتور نادر. تخيلوا محمد العريفي لما شتم الشيعة هل يفكر ان الشيعة ما يقدروا يشتموه وطائفته؟

    • زائر 2 | 11:24 م

      الوقت قد تغير

      فلا و جود للضعفاء مع و جود هدا الكم من وسائل النضال الا ان تكون النفس راضيه بالضعف و الاستكانه كما بعض التيارت في لبنان التي تقول ان قوه لبنان في ضعفه فكل شيء ياخد غلابا فاما القضاء علي اسباب الكراهيه من الطرف المستكبر او ان تكون مجاهره نضاليه بالكراهيه من الطرف المستضعف

    • زائر 1 | 9:48 م

      الانترنت كوسيلة لتنفيس الكراهية

      هذي نعمة، و المتابع للتعليقات في الوسط و غيرها من المواقع يشوف حجم الكراهيات بين الشعوب و الطوائف. ان شاء الله بس ما يجي يوم يعرفون من اللي يقول هالكلام.

اقرأ ايضاً