العدد 2692 - الإثنين 18 يناير 2010م الموافق 03 صفر 1431هـ

الاستثمار الرياضي

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

عقد في مملكة البحرين مؤخرا مؤتمر حول الاستثمار الرياضي الذي يعتبر في الوقت الراهن الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الرياضة، كون الرياضة عالميا في الوقت الجاري هي صناعة استثمارية بكل ما للكلمة من معنى تدر الملايين، فالأندية أشبه بالشركات الكبرى تصرف الكثير وتحصل كذلك على الكثير في عملية اقتصادية رابحة في كثير من الأحيان.

بهذا المعنى تقوم الرياضة في الدول الغربية، ومن خلال الاستثمار الرياضي تستمد ديمومتها واستمرارها، في حين يكون دور الدولة مشجعا ومنظما لعملية الاستثمار من خلال قوانين وتشريعات ومتابعات حتى القضائية منها لضمان أن جميع الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.

الرياضة باتت تدر الكثير من الأموال على القائمين عليها، والرياضة هي شريك إعلاني رابح لجميع الشركات، ونجوم الرياضة هم نجوم الإعلانات، في حين أن مداخيل النقل التلفزيوني تقدر بالملايين التي تتحصل منها الأندية على إيراداتها.

ولكي تصل الرياضة إلى درجة الاستثمار فلا بد من أن تحقق المتعة للجماهير التي هي من يدفع في النهاية الفاتورة العريضة، سواء من خلال دفعها لدخول المباريات أو لمشاهدة القنوات الرياضية، أو دفعها لشراء المنتجات الرياضية الخاصة بالأندية، أو شراء مختلف المنتجات التي يعلن عنها دعائيا من قبل مشاهير الرياضة.

إذا المعادلة قائمة على الجمهور، وهي عملية استثمارية بين الشركات الكبرى التي تختلف منتجاتها من دور الأزياء إلى أدوات الحلاقة إلى السيارات وإلى المشروبات المختلفة.

ولكي يدفع الجمهور لا بد أن تكون الرياضة تمثل قيمة مستحقة بالنسبة له، وما لدينا ليس تلك القيمة المستحقة وبالتالي لا يمكن لأي مؤتمر للاستثمار الرياضي أن يحقق مثل هذا الاستثمار.

فأي مستثمر يمكن أن يضع أمواله في مثل دورياتنا المحلية الضعيفة المنافسة، التي تغيب عنها القوانين العادلة وتدار في كثير من الأحيان بقرارات فوقية، وإن كنت هنا أشيد بالتجربة الرائدة لاتحاد كرة السلة البحريني مع شركة زين البحرين للاتصالات في رعايتها لمسابقات الدوري كونه الدوري الأكثر تنافسية ومتعة وبالتالي جماهيرية، ولكن هذه الرعاية لا ترقى بعد إلى مفهوم الاستثمار الرياضي الكامل ولكنها نقطة مضيئة لدينا، على عكس ما نراه في الدوريات الأخرى التي يتنافس عليها ناد واحد أو ناديين على أكثر تقدير وبالتالي لا تعتبوا على الجماهير إن غابت عن المدرجات.

الاستثمار الرياضي قائم في الأساس على البعد الجماهيري باعتباره من سيدفع الفاتورة النهائية، ولكي يكون هذا الجمهور متحفزا للعب دوره كما في الدول المتقدمة فلا بد أن تتوافر له الدوريات التي تتحول بالنسبة له إلى قيمة حقيقية تستحق الدفع والمشاهدة وهو أصعب الأمور ومن دونه لا مكان للاستثمار الرياضي ولو بعد مئة عام وألف مؤتمر!.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2692 - الإثنين 18 يناير 2010م الموافق 03 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً