العدد 520 - السبت 07 فبراير 2004م الموافق 15 ذي الحجة 1424هـ

تاريخ البحرين مازال مجهولا!

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الاحتفال بالذكرى الـ 36 لتأسيس «قوة دفاع البحرين» صاحبه سرد لتاريخ البحرين منذ أيام «دلمون» حتى وقتنا الحاضر، ولكن السرد كان مختصرا. وحتى لو توافر الوقت فإن الاختصار مازال هو السمة المصاحبة لكتابة تاريخ البحرين، وذلك لاسباب كثيرة. فلربما ان «دلمون» التي قامت على أرض البحرين (2500 - 3000 سنة قبل الميلاد) مفهومة أكثر من بحرين ما بعد ذلك.

البحرين عاشت تحت الاغريق في الفترة التي اطلق عليها «تايلوس» والمسيحية دخلت البحرين منذ ايامها الأولى، واسما قريتي «الدير» و«سماهيج» يحملان في جذورهما معاني مسيحية. والبحرين بعد ذلك اصبحت تحت الحكم الايراني (الساساني) قبل الاسلام، وانتهى العهد الساساني مع دخول البحرين في الاسلام في العام 627م.

غير ان البحرين لم تكن البحرين التي نعرفها الآن، وانما كانت الاقليم الممتد من جنوب عمان حتى الكويت بما في ذلك جزر عدة في الخليج. البحرين الحالية كانت تسمى «أوال»، وعندما تشير الروايات إلى ان ثاني جمعة في الاسلام أقيمت في البحرين ليس المقصود بها بحرين اليوم وانما كانت بحرين الأمس، إذ اقيمت الجمعة في مدينة «هجر»، عاصمة البحرين سابقا. مدينة «هجر» دمرها القرامطة العام 899م وشيدوا مكانها «الاحساء» واستمر القرامطة في حكم البحرين القديمة لمدة 180 سنة حتى 1080م.

قبل القرامطة خضعت البحرين قرابة 20 سنة لحكم الزنوج الذين ثاروا على الدولة العباسية وقلبوا الحكم في اقليم البحرين (كل البحرين القديمة) في العام 863م. وآثار الزنوج باقية مع اسم القرية (الزنج) التي كانت مقرا لحكمهم آنذاك، ومازالت تحمل اسمهم لحد الآن.

ما بين عامي 1058 و1238م حكم البحرين (بجغرافيتها القديمة) العيونيون، وهم من الأحساء وكانوا يرتبطون رمزيا بالدولة العباسية شأنهم في ذلك شأن الاقاليم التي كانت في اطراف الدولة آنذاك، إذ تنفصل الاطراف وتبقى تابعة لبغداد اسميا. العيونيون كانوا من اتباع أهل البيت (ع)، وبعدهم عندما تسلم الحكم «آل عصفور» ما بين العام 1238 وتقريبا العام 1453م وحكموا البحرين بمناطقها المختلفة بما في ذلك أوال (التي يطلق عليها البحرين حاليا). وفي العام 1453م انقلب ابناء عم آل عصفور عليهم (وهم آل جبر) وتسلموا الحكم واستمروا فيه حتى مجيء البرتغاليين العام 1521م وقتل زعيم الجبور آنذاك (مقرن الجبري).

البرتغاليون فصلوا أوال (البحرين حاليا) عن بقية المناطق نهائيا لانهم كانوا لا يودون السيطرة على غيرها نظرا إلى انها كانت الاغنى في تلك الفترة بسبب تجارة اللؤلؤ، واستمروا حتى العام 1602م عندما حدثت انتفاضة محلية تزامنت مع ازدياد التنافس في الخليج آنذاك، ما أدى إلى نسحابهم من البحرين. وفي ذلك العام عادت الحامية الايرانية (الصفوية) إلى البحرين بعد انقطاع قرابة الألف سنة (انتهى الحكم الساساني للبحرين في 627م).

غير ان فترة حكم الايرانيين الصفويين للبحرين كانت متقطعة اذ انقلب أحد ابناء آل جبر عليهم وانفرد بالحكم لمدة 15 عاما (قرابة العام 1612م)، وانهار الحكم الصفوي في البحرين العام 1700م لضعف الدولة الايرانية آنذاك، ولازدياد الغزوات على سواحل الخليج وهجرة القبائل من الجزيرة العربية بعد فترة عسيرة مرت بهم. وفي العام 1722 حكم البحرين الشيخ جبارة الهولي لمدة 15 عاما. وبعدها عادت الحامية الايرانية (في عهد نادر شاه) إلى البحرين العام 1737م واستمرت حتى العام 1783م.

تفاصيل كثيرة وحلقات عدة مازالت غير مطروحة بصورة كاملة وتمتد منذ صدر الاسلام حتى عهد آل خليفة الذي بدأ العام 1783م، وحريّ بنا ان نفتح التاريخ لفهمه ونتصالح معه لكي نفهم حاضرنا ونبني مستقبلنا على بصيرة من امرنا

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 520 - السبت 07 فبراير 2004م الموافق 15 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً