العدد 519 - الجمعة 06 فبراير 2004م الموافق 14 ذي الحجة 1424هـ

(والشعراء يتبعهم الغاوون)

الرفاع الغربي - لحدان صباح الكبيسي 

06 فبراير 2004

مقدمة لابد منها حتى ندخل في سورة كريمة من القرآن العظيم من خلال سورة الشعراء إذ سنجد فيها من الآيات التي تلمس واقعنا كشعراء ومسلمين، فإننا نجد ذلك الثرثار المتغطرس المسمى بفرعون حينما يأتيه موسى (ع) ومن معه، ما فتئ يضلل من حوله من الجهلة ويقول دائما - عند وجود أية حجة لا يستطيع ان يرد عليها أو انها قد اصابته في مقتل - كلمته المشهورة ان هؤلاء (لشرذمة قليلون) فعجبا لك يا أيها الثرثار... ما دامت هذه الشرذمة قليلة فلماذا تقول (انهم لنا لغائظون) وتقول لمن حولك (وانا لجميع حاذرون)؟ لماذا يغيظونك وتريد ان تحذر منهم؟ ألست تقول إنك ربهم الأعلى؟ ألست تقول انك على الحق وهم على الباطل؟ ام هذه ثرثرة نعرفها من أحمق! لقد قيلت هذه الكلمة ومازالت تقال لمن أراد ان يصحح أي خطأ سواء في العقيدة ام السياسة ام الادب، ونحن الآن محلنا هو الادب والشعر في ساحتنا فكلما تكلمنا اتجه ذلك الثرثار الى تلك الكلمة وقال (شرذمة قليلون) ولو نظر امامه وعن يمينه وشماله ومن فوقه لرأى اننا نمثل الكثرة من الذين يريدون الإصلاح للساحة في هذه المملكة، ولكنه لا ينظر ابعد من ارنبة انفه، وذلك بسبب وجوده في برجه الكرتوني الذي لاشك انه بدأ في الاحتراق اذا لم يحترق حقيقة.

نعم... نحن وجدنا الآن لننقذ هذه الساحة من اللاعبين واللاعبات في شعور الشعراء والشاعرات... وبعد مسيرة طويلة للمناصحة والتنبيه، ولكن لا حياة لمن تنادي... اما الآن فلقولهم المأثور:

وإذا أراد الله نشر فضيلة

طويت أتاح لها لسان حسودِ

نعم قد نوصم بالحسد والحقد والفشل ويصفون انفسهم - كذبا وزورا - بالاخلاص والنجاح والتشجيع والتعاون، ولكن هذه كذبة لا تخفى عن المنصفين من الشعراء الذين يريدون الرقي بأنفسهم عن المبتدئين، اذا لماذا تكثر هذه الدعوى ولماذا لا يغيرون من انفسهم؟ والجواب انهم يتبعون سياسة اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى تصدق تماما كسياسة الشاعر الكبير (بوش) الذي طالما تبجح وقال من لم يكن معي فهو مع الارهاب «عفوا» مع الشرذمة القليلة التي يلمزها كثير من الثرثارين في هذا الوقت بالذات.

وعودة الى العنوان الذي بدأنا به هذه اللكمات وهي الآية الكريمة «والشعراء يتبعهم الغاوون» (الشعراء:224) فهذه آية طالما القيت على مسامعنا كشعراء وكأنها هي الوحيدة التي نزلت فينا، بينما هناك آيات تلتها فنحن نطالب الا تكون وحدها في الذكر الا وهي «ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» (الشعراء: 225-227) .

لماذا لا نكمل حتى نصل الى الهدف من الآية وهو حث الشعراء على الايمانيات والعمل الصالح وذكر الله والانتصار للمسلمين في محنهم؟ لماذا تمنع الشاعر من كتابة الشعر وهناك استثناء لشعراء آخرين قد تكون فيهم الخيرة من الأمة؟ فمن هذا المكان ادعو الاخوة الى النقل الصحيح والكامل لاسيما اذا كان من القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل، وانتهز الفرصة أيضا لأنصح المعدين وخصوصا النائمين منهم أن ينقلوا أبيات غيرهم بالطريقة الصحيحة لا كالتي رأيناها في مقدمة إحدى الصفحات من تطفيف في الوزن والمعنى ويزعمون انهم معدون ناجحون ويفهمون للشعر والشعراء... عجبا لهذا الصنف (النائم) عن كل ما يخص الشعر والشعراء ويزعمون ا نهم ناجحون... فبالله عليكم بماذا هم ناجحون؟

ولي وقفة أخرى إن شاء الله مع احدى المطبلات لهذا الصنف والتي ستكون على شاكلة المطبلين لفرعون الثرثار الا وهو هامان، ومن بعدها وقفة لشخصية ثالثة الا وهي شخصية قارون (النائم) والى اللكمات الخفيفة هذه المرة على قلوب يملؤها الفرح والثقيلة على قلوب يملؤها الترح.

لكمة أولى

هناك من يتصدر للنقد في ساحتنا بقلم جيد ولكنه يواجه من احد المعدين كل انواع الحصار الفكري لا لشيء سوى انه من اعمدة مجالسنا الشعرية، بينما يتاح المجال لمن يتخبط ويداهن ويتزلف بالنشر وبحرية. فهل من نظرة الى أحد الصيادين في الساحة... فإن هناك ثمة فرق بين صياد الذئاب وصياد الذباب.

لكمة ثانية

كثيرا ما نظرنا في المجلات التجارية التي تروج للشعراء التجاريين أهل التجميع الى تصريحات مضحكة، فهناك من يقول انه بعد الامسية تعرض لعملية اغتيال والآخر يقول إنه اختطف لإحياء أمسية أخرى وثالث يقول إنه عرض عليه الزواج عبر الرسائل النصية. فنسأل أليست هذه من الدعاية التجارية لسلعة كاسدة من اعوام كثيرة.

لكمة ثالثة

إن هذه الصفحة الموسومة بـ (تراث) مثال للصفحات التي تنقي الساحات من الشوائب التي تلوث افكار المستشعرين وتحفزهم الى الأفضل والى الوصول الى القمة المطلوبة في الساحات الخليجية، لا كالصفحات التي لا تخدم الا مصلحة معدها وذلك باستخدامه اياها لقصائد خاصة أو لنشر قصيدة لمن يجالسه... فبالله عليكم هل سيصلون الشعراء بذلك الى القمة أو النقمة؟

يقول لحدان بن صباح الكبيسي (رحمه الله):

لا تزدرون الطيبين بلبسهم

كم ماضيٍ جوهر وفي غمده صدا

لو كان في حسن الملابس مفخر

إن كان خير الطايرات الهدهدا

لي ريت للهدهد تراه امتوج

ومشكلٍ ريشه ويافع في الردى

العدد 519 - الجمعة 06 فبراير 2004م الموافق 14 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً