قد يجادل بعض المستثمرين أن الاستثمار في العراق محفوف بالمخاطر في الوقت الحالي خصوصا في ظل تصاعد العنف في هذا البلد العربي الغني بالثروات ولكن لن يكون لهم عذر في عدم الاستثمار في السودان الذي يزخر بالإمكانات الهائلة من الأراضي الواسعة والخصبة وتوفر المياه بالإضافة إلى الاستثمار في النقل والمواصلات والتصنيع الغذائي.
وفي الحقيقة فإن العراق يأتي في المرتبة الثانية بعد السودان في الدول المرشحة للاستثمارات الزراعية والصناعية والنقل تليهما سورية ثم المغرب العربي.
والسودان هو أكبر بلد عربي ويملك مقومات زراعية واعدة ويضم كذلك نصف الثروة العربية من الأبقار والأغنام والجمال. أحد السودانيين المخضرمين قال معلقا على الاستثمار في بلاده «ضع ألف دولار في السودان تنتج 10 آلاف دولار في سنة».
وبما أن الزراعة في السودان الذي لديه مخزون هائل من السكر ولديه اكتفاء ذاتي من اللحوم والزيوت لايزال يتبع الوسائل التقليدية التي تسبب انخفاضا في الإنتاج فإن ذلك يمثل فرصة كبيرة للمستثمرين الذين يرغبون في استثمارات طويلة الأجل ولكنها مضمونة.
فحسنا فعلت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بعقد «المؤتمر العربي للاستثمار والتنمية في جنوب السودان» في 20 من الشهر الجاري، وعليه فإنها دعوة مفتوحة لجميع المستثمرين العرب للمشاركة والاستفادة من هذا المؤتمر والعمل على الاكتفاء الذاتي العربي من الغذاء.
فهناك مشروعات في إنتاج وتصنيع قصب السكر والقمح والأعلاف الحيوانية واللحوم الحمراء ومشروعات لإنتاج القطن.
فالتقاعس عن الاستثمار في هذا البلد العربي الإفريقي وعدم استغلال هذه الفرص يعني ضياع ثروة عربية ضخمة تنتظر من يبحث عنها ويستغلها.
بقي أن نقول إن على السودان أن يحاول بكل وسيلة للتعريف بمشروعاته الصناعية أو الزراعية وتسويقها سواء عن طريق إقامة المؤتمرات أو دعوة المستثمرين لزيارة السودان للتعرف على الإمكانات المتوافرة.
كما أن الإعلام قد يكون وسيلة مهمة لتوصيل المعلومات المطلوبة والملحة لتحفيز وتشجيع المستثمرين في جميع أنحاء الوطن العربي. لا أعتقد ان تشكيل لجنة مهمتها التعريف بالمشروعات التي يمكن استغلالها وطرحها للمستثمرين هي مشكلة صعبة بالنسبة إلى السودان.
إن التكامل العربي ضروري وطالما نادى به أصحاب القرارات ولكن لا يتم ذلك إلا بالاعتماد على النفس والاستثمار في السودان هو أول الطريق للاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية والألبان. فهل يجد المؤتمر المقبل آذانا صاغية
العدد 516 - الثلثاء 03 فبراير 2004م الموافق 11 ذي الحجة 1424هـ