شارع مجلس التعاون الذي يربط المنامة بالرفاع أصبح أخطر شوارع البحرين اليوم، فلا يمر يوم إلا ونسمع عن حوادث قاتلة ورهيبة تحدث فيه من دون أن يبحث المسئولون عن حل لما يجري.
لو كان بين يدي عدد الحوادث التي أدت إلى موت الكثيرين لأمكنني أن أدعم ما أقول بثوابت واضحة، لكن الذي لا أشك فيه أن الكثيرين مثلي ممن تابعوا ما ينشر في الصحافة المحلية عن حوادث الموت على هذا الشارع يتفقون معي أنه يجب استبدال اسمه بشارع الموت حتى يخاف من يدخل فيه ويتحذر عند مروره بهذا الشارع فيحاول ضبط أعصابه والتقليل من سرعته وجمع كل أفكاره ليخرج منه سالما لأن سرعة الشباب جعلت الإنسان العاقل الهادئ في سياقته أيضا محل خوف من منطلق الحكمة القائلة (افترض الجهل من الآخرين) وهذا ما يحدث، فكثير من الناس هم ضحايا أولئك المجانين من الشباب الذي صار يبيع حياته رخيصة من أجل الوصول قبل غيره ببضع دقائق.
والذي يثير الدهشة أكثر أن سيارات الشحن الكبيرة هي الأخرى يسوقها بعض المجانين ممن يستغرب السائق المتزن حين تمر به هذه السيارات بسرعة غير متوقعة ما يعرض من بجانبه للخطر كما حدث عندما وقعت إحدى الشاحنات الكبيرة قبل فترة على سيارة وقضت على شخصين بسبب ذلك التهور وعلى الشارع نفسه.
الشارع طويل نعم، وربما هناك مراقبة بالرادار نعم، لكن هذا لم يضع حتى الآن حدا لهذه الحوادث المميتة، فما العمل؟ أنا لا أعتقد أنه لا يوجد حل لهذه المعضلة، فإن كان ولا بد فإن الحل الوحيد هو أن توكل إلى ثلاثة أو أربعة من شرطة المرور من راكبي الدراجات النارية ليتحركوا على هذا الشارع بشكل دائم ليوقفوا المتجاوزين للسرعة المحددة والمعقولة ويكون الغرض منه ليس جمع المال وفرض العقوبات المالية عليهم بل بجعلهم يدركون أنهم تحت مراقبة دائمة.
المشكلة تكمن في إدارة المرور إذ إنها كما يبدو لا تبحث عن حلول حقيقية لهذه المأساة
العدد 516 - الثلثاء 03 فبراير 2004م الموافق 11 ذي الحجة 1424هـ