عقدت «الوسط» أمس ندوة حضرها المتحدث الرسمي باسم جمعية المنبر التقدمي فاضل الحليبي والنائب السابق عبدالنبي سلمان والنائب السابق المحامي فريد غازي والأمين العام لجمعية العمل الإسلامي الشيخ محمد علي المحفوظ والشيخ صلاح الجودر ورئيس الجمعية البحرينية للشفافية عبدالنبي العكري وممثل جمعية الوفاق سيدهادي الموسوي، واستهدف النقاش تداول الآراء بشأن المبادرة الوطنية التي دعت إليها جمعية المنبر التقدمي لحلحلة الأوضاع من خلال إيجاد آلية، أو آليات وسيطة يمكن لمختلف الفئات استخدامها من أجل منع تدهور الأوضاع.
المتحدثون أمس أشاروا إلى أن البحرين افتقدت وجود تلك الحلقات الوسيطة التي تميز بها مجتمع البحرين في السابق... ففي العقود الماضية كان هناك وجهاء وتجار وعلماء دين ومثقفون وشخصيات تمارس دور التواصل بين النظام السياسي والفئات المجتمعية المختلفة. ولكن في السنوات الأخيرة طرأت متغيرات كثيرة أدت إلى ضمور دور مثل هذه الحلقات الوسيطة، وأدت الاستقطابات السياسية والطائفية إلى اختفاء القنوات التقليدية التي كانت تلعب دورا محوريا في التواصل، وتبرز أهميتها بصورة أكبر أثناء الأزمات.
في حوار الأمس، كان واضحا أن الحديث عن مبادرة جديدة يتعدى الجانب المعتاد الذي يتحدث فقط عن الإفراج عن المعتقلين، فالحاجة أصبحت ماسة لإبعاد الرسميات التي عطلت خطوط الاتصالات بين رموز الحكم وفئات المجتمع، ولاسيما أن المؤسسات التي أنشأت - كالبرلمان - تحولت في كثير من الأحيان إلى جزء من لعبة الاستقطابات التي زادت سوء الفهم بين مختلف الأطراف.
ليس المطلوب جلسات رسمية، وليس المطلوب مفاوضات، وليس المطلوب تبادل أجندات مكتوبة ومحاضر اجتماعات... المطلوب هو استعادة روح المبادرة لدى تلك الفئات الوسيطة التي كانت تلعب دورها من دون ضجيج ومن دون أن تستهدف تسجيل مواقف. فنحن بحاجة إلى أن تصل بعض الأمور لمن يعنيهم الأمر في مركز القرار السياسي، وإلى من يعنيهم الأمر في المجتمع، وليس كل شيء يمكن كتابته أو التصريح به، إذ إن هناك القضايا التي تبدو صغيرة، ولكن تحقيقها يؤدي إلى تعزيز الثقة وإبعاد البلاد عن أزمات أمنية لاحاجة لنا بها.
إن البحرين متأثرة بلا شك بالأزمة المالية العالمية، وهي أيضا متأثرة بمجريات الوضع السياسي الإقليمي، وهي لذلك ليست بحاجة إلى ما يشغلها محليا عن الالتفات إلى القضايا الكبرى المحيطة والتي تحتاج - فيما تحتاج - إلى سلم أهلي وبيئة سياسية غير مشحونة بالعداء والاستقطاب المجتمعي.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2344 - الأربعاء 04 فبراير 2009م الموافق 08 صفر 1430هـ