أعلنت منظمة الحقوق المدنية الدولية (هيومان رايتس ووتش) الاسبوع الجاري انه لا يوجد مبرر للولايات المتحدة وبريطانيا لغزو العراق سواء على أساس تهديدات مزعومة من أسلحة محظورة والارهاب، أو كما ادعي بأنها مهمة انسانية.
وترك الفشل في العثور على أسلحة الدمار الشامل لدى صدام حسين، جورج بوش وطوني بلير يدعيان بصورة رجعية ان الغزو جاء لأسباب انسانية، كما يشير تقرير سنوي شديد اللهجة من المنظمة الدولية.
ولكن بينما لم يحرك الغرب ساكنا عندما ذبح صدام الاكراد وسكان الجنوب في الماضي، لم يكن هناك دليل على استمرار الاغتيالات الجماعية عندما تم شن الحرب في مارس/ آذار 2003.
علاوة على ذلك، استثنت القوات الاميركية والبريطانية عمليا حقوق الانسان كمسألة ذات أهمية ثانوية. كما لم يحل حكم القانون ومازال العراق محاصر بتراث انتهاكات حقوق الانسان للحكومة السابقة بالاضافة الى السلطات الجديدة التي ظهرت تحت الاحتلال».
وقال المدير التنفيذي للمنظمة، كنيث روث «لم تثبت اسباب دخول الحرب بواسطة بوش وبلير - اسلحة الدمار الشامل والارتباطات المزعومة لصدام بالارهاب الدولي - بشكل جلي». وأشار الى التصريحات الأخيرة بواسطة رئيس لجنة التفتيش في العراق السابقة، ديفيد كاي، بأنه من غير المحتمل ان يتم اكتشاف أسلحة دمار شامل، وأضاف انه من غير المحتمل ان يشير تقرير هاتن بشأن وفاة خبير الاسلحة ديفيد كيلي إلى أي شيء مختلف، وتعتبر هيومان رايتس ووتش اكبر منظمة من نوعها في الولايات المتحدة، كهيئة سائدة بدعم عبر مختلف الاتجاهات السياسية، ليس لديها سياسة لمعارضة العمل العسكري. وادانت المنظمة أيضا المقاومة العراقية لتنفيذها تفجيرات عشوائية في مناطق عامة. ومدحت وثيقة المنظمة القوات الاميركية والبريطانية لاجتهادها في التقليل من الخسائر المدنية اثناء الغارات الجوية، وانها اصبحت اكثر عناية في استخدام القنابل العنقودية مما كان عليه الحال في الحروب السابقة.
واستنتجت هيومان رايتس ووتش ان الهجوم الاميركي البريطاني على العراق فشل في التأهل الى عدد من المبررات تستخدم عادة كاختبار للعمل العسكري الانساني. لم تكن هناك اغتيالات جماعية مستمرة في وقتها، ولم تكن الحرب الخيار الوحيد، يمكن استخدام اجراءات قانونية، اقتصادية وسياسية، ليس هناك دليل على ان الغرض الانساني هو السبب الرئيسي لشن الغزو، لم يحظ الهجوم بدعم الأمم المتحدة أو أية هيئة أخرى متعددة الجنسيات، والوضع في الدولة لم يتحسن بعد.
( خدمة الإندبندنت - خاص بـ «الوسط»
العدد 516 - الثلثاء 03 فبراير 2004م الموافق 11 ذي الحجة 1424هـ