اتصلت بأحد الأصدقاء من أعضاء جمعية العمل الوطني الديمقراطي ذات مساء أسأله عما إذا كانت هناك ندوة مغرية في الجمعية فقال نعم إذ يتحدث إبراهيم شريف المسئول التنظيمي بالجمعية المتخصص في كشف التجاوزات عن أمور جديدة بشأن الوضع في الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية بينما يتناول رئيس جمعية الشفافية جاسم العجمي الحديث عن صندوق التقاعد فقلت (عيَل كِملت)، وإذ انني قمت بعملية في القلب منذ فترة قصيرة لذلك فضلت أن أبحث عن محاضرة بعيدة عن نهب المال الذي تم كشفه من خلال لجنة تحقيق المجلس النيابي واتضح أن البلاد لو تم التحقيق مع بقية مؤسساتها سيموت الجميع قهرا إذ على حد تعبير أحد شياب الحد (لو تشيل كاشيه - في أية مؤسسة من مؤسسات الدولة - بتلقه الأرض تصرخ لحقوني). وحتى لا أصاب بالسكتة القلبية فضلت أن أحرم نفسي متعة ندوة جمعية العمل الساخنة وحضرت محاضرة طارق عبدالغفار عن عملية تحكم الأعصاب في جسم الإنسان.

ترى إلى أي مدى بلغت التجاوزات من دون رقيب، مع اننا نسمع عن مجلس النقد والرقابة الصارمة والدقة في المتابعة وفي أول تحقيق جاد اتضح أن المسألة خربانة من (تحت) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هاتان المؤسستان لو ضاعتا فماذا سيحدث لآلاف الموظفين والموظفات؟ كيف يمكن لدولة خليجية أن تتم فيها هذه التجاوزات ولديها محاسبون ومدققون؟

ماذا لو تم التحقيق مع بقية المؤسسات؟ ولهذا فضلت لو أنهم حضروا معي المحاضرة عن كيفية التحكم في الأعصاب في مجلس أحمد جناحي لكان أفضل، إن هذه الفضائح قد (يروح فيها) المواطن الذي لا يستطيع أن يتحكم في أعصابه، ولهذا فإن الجمعيات والمراكز الثقافية عليها أن تقيم أمسيات مثل أمسية مجلس جناحي ليتعلم المواطن البحريني كيف يضبط أعصابه ولا ينفجر، وخوفي أن ينزل غضب الله علينا من خلال زلزال أو ريح عاتية أو فيضانات بحرية لا تستطيع جزرنا الصمود أمامها. لهذا علينا أن نقرأ أدعية محددة مثل (ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا) بشكل يومي، وخوفي أن التجاوزات صارت أكبر من أن ينفع معها الدعاء مثلما نزلت الآية الكريمة على الرسول (ص) حين أراد أن يستغفر لأولئك المسلمين الذين غضب الله عليهم بسبب تخلفهم عن المشاركة في الحرب حتى قطع سبحانه وتعالى كل الأمل في الاستغفار لهم بنزول الآية الكريمة «سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين» (المنافقون:6)