العدد 515 - الإثنين 02 فبراير 2004م الموافق 10 ذي الحجة 1424هـ

القروض الصغيرة لمواجهة وحشية العولمة

محمد الاسباط comments [at] alwasatnews.com

في زمان تمدد العولمة واقتراب سيادتها في سائر أرجاء الكون تجلت وحشية حرية التجارة، عبر حوادث هنا وهناك وهنالك، تلك الوحشية التي تقوم على مبدأ التجارة من أجل الأرباح فقط بغض الطرف عن الأبعاد الاجتماعية لعمليات التجارة والاستثمار، وتزامنت مع هذه الحال تنامي الدعوات الأكثر إنسانية إلى كبح جماح الوحشية التي تبدت مع اقتراب سيادة حرية التجارة التي تعمل من أجل تراكم الأرباح وحدها، ومن بين تلك التجليات مشروعات القروض الصغيرة التي تقدمها المؤسسات غير الحكومية في مختلف بلدان العالم.

وتستهدف هذه القروض الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع كالنساء والسكان الأكثر فقرا، والمناطق الأقل نموا التي عرفت انتشار الأمراض والأوبة والحروب الأهلية، وتعمل القروض الصغيرة على مشروعات خدمية مثل المدارس والمستشفيات والمكتبات، فضلا عن مشروعات استثمارية ربحية تسهل على الفقراء تدبير أمور معاشهم مثل المشروعات الزراعية والمصانع الصغيرة ذات الارتباط بحاجات الناس اليومية.

ونجحت تجارب كثيرة لمشروعات القروض الصغيرة التي تقدمها مؤسسات غير حكومية لا تستهدف تحقيق الربح، وساهمت كثيرا في تحقيق قدرا من الاستقرار المشوب بالأمان والطمأنينة لأناس كثيرين أفقدتهم صروف الحياة الأمل في العيش الكريم لاسيما الآلاف من فقراء الريف في مختلف بقاع الأرض.

وتتجلى الأبعاد الإنسانية لتلك المشروعات اللافتة في بلدان من مختلف قارات العالم عرفت عبر تاريخها الطويل حالات من عدم الاستقرار على مر العصور والأزمنة جرا الأزمات الطبيعية والحروب الأهلية والأوبئة، ذلك لأن نجاح مثل هذه الأفكار التي تستهدف إقرار إنسانية الإنسان تعطي الأمل بأن تحولات الكون التي رافقت أزمنة العولمة سوف لن تهزم القيم الإنسانية لتحل محلها قيم الأرباح ووحشية التجارة الجارحة

العدد 515 - الإثنين 02 فبراير 2004م الموافق 10 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً