العدد 514 - الأحد 01 فبراير 2004م الموافق 09 ذي الحجة 1424هـ

يا فرحة ما تمت

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

لقد فرحنا نحن شعوب الأمة العربية المستضعفة وظننا أن الشعب الجورجي الذي تخلص من رئيسه إدوارد شفاردنادزه من خلال عصيان مدني وفي ظني أن المواطنين العرب جميعهم تمنوا أن تأتيهم شجاعة الشعب الجورجي ما جعل شفاردنادزه يتنحى عن الحكم مرغما تحت الضغط الشعبي، فصار ذلك أنموذجا صادقا للشجاعة والقوة والإرادة الشعبية التي استطاعت تغيير النظام المستبد دون إراقة قطرة دم.

ولكن على رأي المقولة المصرية (يا فرحة ما تمت) فإن ذلك الشعب الذي كبر في عيوننا وتمنينا أن نكون مثله في أرجاء الوطن العربي سقط من أعيننا بعد أن أوصل مخلوقا هايفا اسمه (سكاشفيلي) لرئاسته، وهذا المخلوق فعل ما يقوله المثل الخليجي (أول ما شطح نطح)، فقد أعلن خلال حملته الانتخابية أنه غربي الهوى ويتمنى أن يزور «إسرائيل» ويقيم معها علاقات وطيدة ويقيم علاقات مع دول الخليج للاستفادة اقتصاديا من هذه الدول، وما أن سمعت أن هذا المخلوق الذي كل رأسماله هو بدلات أنيقة وطول كالزرافة وثخن كالفيل وشعر ناعم يشبه شعر الفتيات حتى تذكرت المثل المعروف (رحم الله الحجاج عن ابنه). لكن الذي لفت انتباهي ذلك الربط بين أمنيته لزيارة «إسرائيل» وتوثيق العلاقة مع دول الخليج، ترى هل هناك ارتباط بين هواه الغربي وأمنيته لزيارة «إسرائيل»، ولا أعتقد أن هذا المخلوق الأنيق المحامي تحدث دون دراية أو وعي، إذ لابد أنه درس الوضع وعرف أنه كلما ارتبط بالغرب و«إسرائيل» فُتحت له أبواب الترحيب به في بعض الدول العربية لأن بعض القيادات لها علاقات بعضها سرية وأخرى علنية مع «إسرائيل» وهي لا ترد طلبا للولايات المتحدة وأوروبا بضرورة الترحيب بالمخلوق الجورجي الجديد الذي حالفه الحظ وترأس الشعب الجورجي الذي صام ليفطر على بصلة.

والمرجو من القيادة الخليجية أن تقف بصلابة وتلجم هذا الأفاق الأنيق وتقول له ما يثلج صدر المواطن الخليجي بأن دول مجلس التعاون ترفض أن تقيم العلاقة مع بلد يترأسه مخلوق كل أمنيته زيارة «إسرائيل» وإقامة علاقات معها

العدد 514 - الأحد 01 فبراير 2004م الموافق 09 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً