كشفت مصادر استخبارية في العراق عن وجود نحو 20 تنظيما يقوم بهجمات ضد قوات التحالف في العراق، ومع ان غالبية هذه التنظيمات موجودة في ما بات يعرف باسم «المثلث السني»، الا ان بعضها بات يعمل لشن هجمات في المناطق الشيعية على نحو متقطع.
ويعتقد على نطاق واسع ان هذه التنظيمات بدأت صغيرة الحجم إلا انها مع مرور الوقت بدأ حجمها يزداد، وعلى رغم ان هذه التنظيمات ليست لها علاقة ببعضها البعض، فضلا عن انها غير مرتبطة بالنظام السابق، الا ان عناصر النظام السابق قد انتشرت بين صفوفها، وصارت توفر لها الأسلحة والعتاد اللازم الضروري لشن الهجمات.
وغالبية هذه التنظيمات اتخذت مسميات اسلامية او مرتبطة بالرموز الاسلامية، مثل «جيش الحق» و«جيش محمد» و«كتائب الفاروق»، و«سرايا الاسلام».
وما يجمع بين هذه التنظيمات وفق التقديرات الاستخبارية هو رغبتها في «دحر الاحتلال الإنجلو اميركي للعراق». وأشارت انه يوجد على الأقل حاليا نحو 15 تنظيما اصوليا متشددا في العراق يحمل لواء المقاومة العسكرية لقوات التحالف.
وذكرت المصادر انه منذ فصل الصيف الماضي تم رصد أعداد متزايدة من الأصوليين المتشددين المتوجهين الى العراق، كما اوضحوا ان مئات المتشددين من عدد من الدول توجهوا الى العراق ودخلوا الأراضي العراقية متسللين عبر الحدود السورية او الإيرانية.
ولكن المصادر نفسها ذكرت ان تدفق أعداد متزايدة من هؤلاء الى الاراضي العراقية لا يعتبر بالضرورة دليلا على وجود تنسيق من جانب تنظيم «القاعدة» والجماعات الاخرى، إذ لا يزال من غير الواضح ما اذا كان المقاتلون تحت قيادة شخص محدد، كما لم يتضح ايضا الدور الذي لعبوه في هجمات مثل تلك التي صارت تهز العاصمة العراقية بين الحين والآخر. كما وصفت المصادر المجندين الاجانب في العراق بأن بعضهم «أفرادا عاديين تلقوا تدريبا محدودا وربما لم يتلقوا أي تدريب».
الا ان المصادر الاستخبارية تؤكد ان عناصر من القاعدة الذين تمت ملاحقتهم في المملكة العربية السعودية واختفوا لا يستبعد توجههم الى العراق .
غير ان غالبية التحقيقات مع العناصر الاجنبية التي تم القبض عليها في العراق تثبت بأنهم مجرد شبان ورجال غاضبون دفعهم في الاساس «الخطاب المعادي لبريطانيا والولايات المتحدة الذي يملأ آذانهم يوميا» للتوجه الى العراق ومحاولة مقاتلة الاميركيين فيه.
وبحسب المصادر اعترف شاب من بين الذين جاءوا من فرنسا أن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لم يكن محبوبا لديهم، إلا انه وزملاء له «يشعرون بالغضب تجاه الاحتلال الاميركي». وكشف هذا الشاب «ان التبرعات التي كانت تطلب عادة لمساعدة المسلمين في فلسطين والشيشان باتت تطلب الآن لمساعدة المسلمين في العراق».
وأعربت المصادر عن شكوكها في ان تكون «القاعدة» نجحت في تأسيس تنظيم قوي في العراق. لكنها علقت ان ما يحدث ربما يكون بداية فقط لظاهرة انتقال القاعدة الى العراق، إذ ثمة مؤشرات على وجود نفوذ متنامٍ لـ «القاعدة» في العراق بدأ يبرز في الاسابيع الاخيرة. ومصدر القلق برأي المصادر ذاتها يتأتى في ظل عدم توافر دليل على وجود هذا التنظيم في العراق قبل الحرب، ما يعني ان تنظيم القاعدة مصمم على خوض معركة حاسمة مع أميركا.
وتقول المصادر إن الإرهابيين يعتقدون انه اذا وجهوا ضربات موجعة للجنود الاميركيين، فإن الادارة الاميركية ستتراجع وتسحب قواتها من العراق. واعتبرت المصادر ان هذا الاعتقاد خاطئ، و«ان الولايات المتحدة ستكمل عملها في العراق». وأضافت المصادر ان «الرئيس بوش يرى ان ترك العراق قبل الأوان، سيشجع الإرهابيين، وسيزيد الخطر على اميركا، ولذا نحن عازمون على البقاء، لنقاتل ولنفوز»
العدد 513 - السبت 31 يناير 2004م الموافق 08 ذي الحجة 1424هـ