يواجه أهالي البصرة جنوب العراق مخاطر حقيقية باتساع دائرة الاغتيالات السياسية التي تنفذها مجموعات مجهولة ضد أفراد اتهموا بولائهم للنظام السابق وآخرين أحجموا عن الاستجابة لمطالب هذه الجماعات. ويعتقد أهالي البصرة أن الذي يقف وراء هذه العمليات أشخاص متطرفون يستخدمون شعارات دينية لتصفية الحساب مع بعض الأشخاص لأسباب الثأر أو للحصول على مكاسب مادية.
وتحاول بعض المصادر اتهام المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وجماعة مقتدى الصدر وحزب الدعوة الإسلامية بتشكيل هذه الجماعات تحت مسميات من قبيل جماعة «ثأر الله» وجماعة «حزب الله» وجماعة «منظمة قواعد الإسلام» وجماعة «كتائب الإسلام»، إلخ. بيد أن قيادات هذه الأحزاب نفت في الكثير من المناسبات مسئوليتها عن هذه الجماعات، مشيرة إلى أنها لا تعرف شيئا عن هذه الجماعات.
وقد فجرت عملية اغتيال الموظف المسيحي بشير توما الياس عشية عيد الميلاد وسط سوق البصرة قلق المسيحيين العراقيين في هذه المدينة، الأمر الذي دفع بالمئات من العوائل المسيحية المقيمة في البصرة إلى مغادرتها إلى بغداد أو إلى شمال العراق.
وتقول بعض مصادر المنظمات الإنسانية في العراق إن عمليات اغتيال الأشخاص الذين سبق لهم أن عملوا في مؤسسات الدولة العراقية في الحساسة أصبحوا في قائمة هذه المنظمات للانتقام منهم من دون تمييز بين من كان يتحمل جرما واضحا وبين الأبرياء، وفي كل الأحوال فإن هذه العمليات بحسب متحدثين باسم المنظمات الإنسانية، يجب أن تتوقف وأن يأخذ القضاء العراقي دوره في محاسبة من تنبغي محاسبته، فإذا استمرت عمليات الاغتيالات هذه، فإن رد الفعل سيتصاعد وبذلك يصعب تأمين الاستقرار والحياة الاعتيادية لعموم العراقيين في هذه المدينة الحدودية التي تطل على الخليج
العدد 486 - الأحد 04 يناير 2004م الموافق 11 ذي القعدة 1424هـ