عجبا للكاتب عندما يزل قلمه عن الحقيقة، وينساق وراء أقاويل ليست لها أسانيد صحيحة. وعجبا للعالم عندما يفتي الناس بما لا أنزل الله، ويخوض في غمار الترهات...
فها هو احد حاملي الأقلام ينشر مقالا يرمي من خلاله تبرير موقف منع ارتداء الحجاب في فرنسا بقوله ان سكينة بنت الحسين بن علي (ع) كانت سافرا! فهل يعقل أن تكون هذه المرأة الجليلة التي مرت بأعظم تجربة عرفها التاريخ وهي واقعة الطف، وتنسلت من صلب سيد شباب أهل الجنة كما جاء على لسان النبي (ص) أن تكون بهذه الصفات وان تتنصل من ركيزة مهمة في النضال الإسلامي هي الحجاب.
ويا صاحبي ألم تقرأ كتب النقد التي كتبها أهل الشيعة والسنة على حد السواء في هذه الرواية، ألم تقرأ ردهم على من قال إن سكينة كانت تجلس مع الرجال في مجلس واحد وتدعو لمجلسها الشعراء... ألم تمر عليك الآية الكريمة التي تقول «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا» (الأحزاب: 33) أليست سكينة أحد أفراد هذا البيت النبوي.
وعندما نقول إن القرآن خلا من نص يدلل على شرعية الحجاب، ألم نقرأ قوله تعالى «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما» (الأحزاب: 59)، أليس هذا نصا صريحا؟...
هكذا هي حال من يخرج عن المألوف، فأغلب الظن أن الهدف لا يخرج عن نطاق «خالف تعرف» ولكن عندما يغني العصفور خارج السرب يكون صوته نكرة ولا يخلو من نشاز
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 486 - الأحد 04 يناير 2004م الموافق 11 ذي القعدة 1424هـ