العدد 485 - السبت 03 يناير 2004م الموافق 10 ذي القعدة 1424هـ

«الرسالة» محظور فيالكثير من دول العالم الإسلامي

مصطفى العقاد:

تحدث المخرج السينمائي السوري العالمي مصطفى العقاد عن اهمية دور «الاعلام» في نقل صورة مشرقة عن العرب، وايضاح تاريخهم ودورهم في الغرب.

واضاف صاحب فيلم «الرسالة» في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الاردنية عمان ان الاردن مكان مناسب لانشاء مدينة سينمائية تعد معلما سياحيا في الوقت نفسه، وخصوصا ان العقاد ينوي القيام بجولة للاطلاع على المكان الاردني.

وجرى حوار مطول بين العقاد مخرج «عمر المختار» وعدد من المثقفين والاعلاميين، وكان في استقباله امين عمان نضال الحديد مرحبا به في مركز الحسين الثقافي.

وعبر العقاد عن سعادته بالحضور بقوله «فنحن الذين نعيش في الغربة نشعر بالتطرف القومي والديني، واسعد بزيارتي للوطن العربي».

واضاف مخرج «الرسالة» تخصصي ليس «الاعلام» ولكن الناس تعبت من حديث الاعلام، جنسيتي اميركية واعتز بها، ولكن اميركا ليست «بوش»، ودمي هو عروبتي.

وزاد «لو كان 10 في المئة من مخصصات التسليح ذهبت للاعلام لتغيرت صورتنا العربية في اميركا، الشعب الاميركي جاهل ليس لديه قومية او وطنية فهو شعب مهاجر، نحن كعرب عددنا اكبر، ولكننا مفرقون والمهاجر الى اميركا يأتي اليها وليس لديه خلفية عن الديمقراطية، وضربة سبتمبر/أيلول 2001 اعادت النظر في اهمية الاعلام ومنذ فترة وانا اركز على المسألة القومية العربية، فمن خلال فيلم «عمر المختار» اجسد القضية الفلسطينية بطريقة غير مباشرة، و«صلاح الدين» فيلم عن الاخلاقيات الاسلامية والشهامة، فيه عروبة القدس، عندي عن الاندلس، وجدت اليوم ان فيلم «صلاح الدين» هو الحل، ووجدت صعوبات في التمويل، والسيناريو اذا لم يكن معاصرا لا يجد تمويلا، والوضع الآن يشبه الوضع في زمن صلاح الدين «فوضع «اسرائيل» الآن، كما وضع الفرنجة في زمان صلاح الدين». ولعل التمويل في الوطن مشوب بعدد من القضايا التي ربما تحتمل التمويل اكثر مما يجب. ومن الممكن ان يتم تصوير الفيلم في الاردن، وآمل ان يكون له مردود اقتصادي بالتعاون مع جهات اردنية.

نحن نعرف عن صلاح الدين ولكن رسالة فيلمي موجهة للغرب لا اريد ان اخبرهم عنه، على رغم ان المصادر البريطانية انصفت «صلاح الدين» واود الوصول الى الغرب بمنطقهم هم، وافكارهم هم، ونحن الآن لانزال في مرحلة ايجاد التمويل، نص السيناريو جاهز وسيتم مراجعته من قبل مختصين في التاريخ الاسلامي». وأضاف: «آمل ان نقيم في الاردن «مجمع سينما» يشتمل على ديكورات تبقى لاعمال درامية اخرى، وفي الوقت نفسه تظل معلما سياحيا، خصوصا وان الابداع المحلي هو بوابة للعالمية، فضلا عن ان الاحتكاك بين الفنانين العرب والعالميين يفتح الباب امامنا نحو العطاء والعالمية».

واستذكر العقاد فيلم «الرسالة» إذ طلب اليه اخذ رأي رابطة العالم الاسلامي في السعودية، يقول: «واجهتني معضلة ان «الصورة حرام» وكذلك «الموسيقى» كذلك منع عرضه في الوطن العربي في السبعينات وعرضنا الفيلم في لندن لمدة عامين، الى ان فوجئت بهاتف من رئيس الديوان الملكي الاردني زيد الرفاعي، طلب مني عرض الفيلم لجلالة الملك الحسين رحمه الله الذي اعجب بالفيلم وسأل جلالته الشيخ عبدالله غوشة: هل في الفيلم شيء يغضب الاسلام... فأجاب: لا... واذكر انني نلت تكريما وقتها، كما انني نلت تكريما من وزير السياحة والآثار آنذاك ينال حكمت».

وقال العقاد ردا على سؤال لـ «الوسط» ان فيلم «الرسالة» لايزال ممنوعا من العرض في مسقط رأسي سورية، وكذلك في مصر، وأنا رفعت قضية على «الازهر الشريف» منذ 25 عاما ولغاية الآن لم اعرف لماذا منع الفيلم من العرض فيها على رغم ان السعودية سمحت به، ومازال فيلم الرسالة يعرض على كل الفضائيات العربية بما فيها المصرية ولكن لا اعرف السبب في منعه.

واشار العقاد «يفترض ان يكون هناك اكثر من فنان عربي عالمي، عدا عمر الشريف، وربما جنوني جعلني اغادر مسقط رأسي في حلب واذهب الى هوليوود وهناك تعلمت اللغة والعطاء وهذا لا يجعل اي مبدع/فنان عربي يختلف عني في الابداع، والامر ليس صعبا ابدا.

وتابع «عملية الاخرج في الغرب وأميركا فالكاميرا هي التي تلف وتتابع، اي التقنية التي تغيب عن الوطن العربي وهذه هي معضلة المخرج في الوطن العربي، عدا عن محدودية الموازنة، بينما انا في اميركا محاط بتقنيين متميزين لديهم ادواتهم الحديثة ما يترك المجال واسعا امام الممثل ليبدع ويتفرغ بينما في بلادنا يظل الممثل مشوشا ليحرص على «المايك» وعلى الا يخرج من كادر الاضاءة الخ».

المهم ماذا تريد ان تقول في الفيلم وماذا تريد ايصاله للعالم، بعض الامور لن نتطرق لها مثل اصوله مثلا، البطل «صلاح الدين» بطل اعلامي يحكي التاريخ وفي الوقت نفسه يتحدث بلساننا الآن لإيصال رسالتنا الاعلامية الى الغرب.

وعبر العقاد عن شكه في التمويل الاجنبي الفرنسي مثلا كما حدث في فيلم «المصير» ليوسف شاهين فهل لم يجد الفيلم غير حرق الكتب في الاندلس، هناك جوانب مشرقة، وربما هذا ما سيحدث مع المخرجة رندة الشهال، على رغم انني لم اسمع بنيتها لاخراج فيلم.

وفي سؤاله عن شخصية صلاح الدين وريتشارد قلب الاسد اوضح «المشكلة بين السينما والمبدع، واذا لم نتمكن من جذب الجمهور لحضور السينما - ذلك انه سيدفع مقابل حضوره - من هنا مهارة المخرج في جذب الجمهور، بحيث يجعله قادما لحضور محاضرة غير مرغوب فيها، من هنا لجأت في فيلم «عمر المختار» بمشهد مدرس للاطفال فأحبه الجمهور، وصار حين يقاتل البطل يقاتل معه، وحين يبكي... يبكى معه.

وعلى المخرج ان ينزل لمستوى الجمهور، وفي الوقت نفسه يطلع لمستواه، الجمهور... الجمهور هو الهدف... ففي «الرسالة» ركزت على العالم المسيحي في اعلانات الفيلم فشد الجمهور الذي هو نوعان اما مشارك أو متفرج وأنا أبحث دائما عن الجمهور المشارك»

العدد 485 - السبت 03 يناير 2004م الموافق 10 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً