العدد 484 - الجمعة 02 يناير 2004م الموافق 09 ذي القعدة 1424هـ

النعيمي: «رحلة المقيظ رحلة المودة بين أبناء البحرين»

في أمسيته بالملتقى الأهلي

متزامنا مع عرض مجموعة من الصور القديمة أشاد حمد النعيمي بجيل الخمسينات، واصفا اياه بأنه الجيل الذي كان أكبر من ويلات الحرب العالمية الثانية ومن سنة «الطبعة»، الجيل الذي استطاع ألا يكون يوما ما فريسة للطائفية.

وكان المحاضر يتحدث في أمسية ثقافية له بالملتقى الثقافي الأهلي، بين فيها منظوره للمواطنة والعيش بروح الفريق الواحد، ذاكرا رحلة اقتناعه هذه والتي جمعته بمجموعة من أهالي القرى والمدن الساحلية أثناء قيامهم برحلة المقيظ، أي التنقل من قرية لأخرى أيام الحر الشديد والتخييم على السواحل.

وقال النعيمي «ان بداية تعرفي بأهل القرى تم من خلال عمل والدي إذ كان مسئولا عن متابعة شئون الزراعة والمزارعين الأمر الذي جعله يتنقل من منطقة الى أخرى من مناطق البحرين، وأذكر أول يوم رافقته فيه في هذه الرحلة إذ اني لم أنم ليلتها، وأتذكر أنه أهداني ساعة لتنبهني الى موعد خروجنا، و كيف أن أهل السهلة استقبلونا يومها بحفاوة كبيرة، وكيف أني لعبت مع أطفالهم، وأحسست بأواصر المحبة والصداقة وتبادلنا الهدايا الصغيرة في جو يوحي بالتآلف».

أما في مرحلة الدراسة في مدارس البحرين - يقول النعيمي: «كنا نكون لجانا من الطلبة تتولى أمورهم وتبحث عن المحتاجين منهم الى المساعدة ومد يد العون، بل اننا كنا نستعير سيارة أحد الاخوان ونذهب جماعات لزيارة زميلنا المريض، من دون أن نلقي أدنى اهتمام بمعرفة الى أي مذهب ينتمي، فقد كانت الصداقات فيما بيننا في الفصل المدرسي أكبر من أن تؤثر فيها أمثال هذه الأمور».

ويضيف صاحب كتاب «الكلمة الدواء»: «بعد ذلك بسنوات وأثناء انضمامنا الى اللجان التطوعية جمعتني صداقات كثيرة مع شباب القرى، أذكر منهم بهية الجشي، والمحامي عباس هلال الذي أهداني ورقة كتب فيها عبارات جميلة، فرددت عليه بورقة تحمل طابع الكلمات نفسها».

أما عن أهم المراحل التي استطاع من خلالها الارتباط والفهم أكثر لرحلة المقيظ بين مناطق البحرين، يقول المحاضر «هي الرحلة المهمة التي انطلقت من مجلة «هنا البحرين»، إذ أوكلت الي مهمة الكتابة عن قرى البحرين ومناطقها عن طريق زيارتها واللقاء بأهلها وسؤالهم عما يشغلهم من أفكار وحاجات، وقد أتاحت لي هذه الزيارات التعرف على أهل القرى عن قرب، فكتبت عن عسكر وجو وسترة وغيرها من القرى، وكتبت عما يشغل أهلها، كما أنني استفدت من هذه التجربة بتصحيح الكثير من المعلومات الخاطئة عن سؤال أهل القرية أو المنطقة نفسها، من مثل أن مملكة البحرين ليس بها غير 33 بئرا، والحال أن الذاكرة القروية لاتزال تحتفظ بأسماء عيون كثيرة من مثل عين أم الأسل وعين عبدالله وعين مويلحة وأم جدر وحضيرة وعيون أخرى كثيرة.

ثم تحدث بتفصيل عن قرية عسكر، ذاكرا أن سبب تسميتها بحسب ما يروي أهلها راجع الى وجود قلعة بها اندثرت بالقرب من مسجد صعصعة، وأنها أي عسكر كانت تجمعها مع بقية قرى ومناطق البحرين أسوة بالقرى والمناطق البحرينية الأخرى وشائج مودة، فلم يكن بالمستغرب أن يصيف أهلها جرّاء القيظ على سواحل قرى أخرى.

وأنهى النعيمي محاضرته بقوله «ان التاريخ والحوادث التي جرت في البحرين حققا الكثير من الألفة بين أبنائها، وأن الجميع على أرض هذا الوطن يحترمون بعضهم ومذاهبهم ومعتقداتهم، وخير دليل على ذلك رحلات المقيظ التي كانت تجمع أبناء البحرين على السواحل في جو من التراحم والتواد»

العدد 484 - الجمعة 02 يناير 2004م الموافق 09 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً