اتصل بي أحد المسئولين في وزارة التربية والتعليم يسألني عن المدرسة التي أبديت شكوكي بضعف بنائها، وأحسستُ أن الوزير ماجد النعيمي هو وراء ذلك الاتصال لأنه شديد الحرص على متابعة ما يكتب من ملاحظات عن وزارته، فهو يدرك أن أهم آليات الوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة في هذه الوزارة الحساسة الاستفادة من ملاحظات السلطة الرابعة التي تحولت إلى (سَلَطَة) بسبب محاصرة قانون المطبوعات الجديد لها. بادرني بالشكر على ملاحظاتي وحرصي على المصلحة العامة ووافق على أن هناك استشاريين يقومون بمثل ما فعله ذلك المهندس المرتد الذي ذكرته والذي طلب 50 ألف درهم مقابل أن يطلق يد المقاول ليفعل كيف يشاء ولكنه بكثير من الثقة قال: أما عندنا في البحرين فمن الصعب أن يحدث ذلك لأكثر من سبب، فالمكتب الفني الكويتي المشرف على تنفيذ هذه المدارس شديد المتابعة والحرص على أن يأتي العمل متكاملا من دون أي خلل، والوزارة بدورها تتابع أولا بأول ما يتم إنشاؤه من المدارس، فلا أحد يفلت من المراقبة على الإطلاق. ثم إن الأسلوب الجديد في البناء باستخدام طابوق من المتانة والقوة في بعض الجدران ما يغني عن الحديد المسلح خصوصا إذا بني على جسر اسمنتي مسلح قوي، وربما لم تتابع جيدا فلابد من إدخال (أصياخ) داخل الطابوق في الفراغات التي بها، ولو عرفت المقاول لعرفت أنه أبعد إنسان يلجأ إلى الحيل حتى من دون رقابة المهندسين الاستشاريين.
ولما ذكر اسم المقاول تُبْتُ إلى الله ودعوته أن يرفع مقته وغضبه عني، فإن المرء يشك في نفسه ولا يشك في نزاهة هذا المقاول، إذ إنه واحد من أنبل وأشرف المواطنين الغيورين على مصلحة وطنهم، ومستعد أن يخسر ويدفع من جيبه ولا يرضى أي سوء لأبنائه من التلاميذ، فهو شخص لا يرد من يصله ويساعد المحتاجين بكل إمكاناته. يبدو انني شخت ومرض السكري زاد من ضعف بصري، ولو علمت أن المقاول هو ذلك الذي ذكروا اسمه لي لكذّبت بصري ولعنت مرض السكّر، فهو إنسان نزيه... نزيه و«محشوم» عن هذه الأفعال، ولم أعرف أن (الكُبُر) شين إلا يوم اتصل بي ذلك الشخص
العدد 484 - الجمعة 02 يناير 2004م الموافق 09 ذي القعدة 1424هـ