كشف السفير العراقي في مملكة البحرين غسان محسن حسين عن أن السفارة أصدرت حتى الآن أكثر من 10 آلاف تأشيرة زيارة (فيزا) لزوار العتبات المقدسة في ذكرى الأربعين بالعراق التي تبدأ مراسمها خلال الأسبوع المقبل.
وقال السفير العراقي في تصريح لـ «الوسط»:» مازالت السفارة تتسلم الطلبات يوميّا وبشكل متصاعد، وسيستمر ذلك حتى نهاية الأسبوع المقبل، وتبذل السفارة جهودا حثيثة بمنح التأشيرات من دون تأخير».
وأضاف أن «أعداد المراجعين كبيرة جدّا، وهناك ممثلون يأتون نيابة عن قوائم الزوار الملتحقين بالحملات فضلا عن الأفراد، ويتم منحهم استمارة التأشيرة، وخصوصا أن بعض الحملات لديها زوار من جنسيات خليجية أخرى من بينها المملكة العربية السعودية ودولة الكويت».
وكشف حسين أن «كادر السفارة يعمل كخلية نحل بواقع 16 ساعة في اليوم من أجل إنجاز المعاملات المتعلقة بالزوار البحرينيين (...) وعلى رغم محدودية عدد العاملين فإن السفارة حريصة على أن تقدم أفضل الخدمات إلى الأشقاء من المواطنين البحرينيين بسرعة قياسية».
وأشار السفير العراقي إلى أن «هذا العدد المرتفع هذا العام من الزوار إشارة ايجابية إلى رغبة الزائرين في الذهاب إلى العتبات المقدسة، نظرا إلى ما يشهده العراق من تحسن واستقرار وأمني، وسيعود ذلك إن شاء الله بالخير على أهله وعلى كل من يزور العراق».
وعن التنسيق مع السلطات العراقية، قال السفير: «لدينا تنسيق كامل مع مختلف الجهات الرسمية ذات العلاقة في العراق، وهذه الجهات لديها اتصالات مباشرة مع السفارة في المنامة، ونحاول تذليل أية صعوبة قد تنشأ للزوار، وهناك اتصال مع مطار بغداد الدولي»، كما أن السفارة لديها عناية ببعض الزوار الخاصين من أعضاء مجلس النواب، إذ تحرص السفارة على إشعار السلطات في بغداد بتاريخ وموعد وصولهم لتيسر استقبالهم».
وردّا على سؤال بشأن الاتفاق الجوي بين البحرين وبغداد؛ أوضح السفير حسين أنه كان من المفترض أن يصل الوفد العراقي المعني في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني، ولكن بسبب بعض الانشغالات الرسمية فإن الوفد أجّل الزيارة قليلا، لكن من المتوقع أن يصل الوفد إلى مملكة البحرين في مطلع مارس/آذار المقبل لتوقيع اتفاقية النقل الجوي بين البلدين، وستكون هذه الاتفاقية خطوة ملموسة في تسهيل حركة الزيارة والملاحة الجوية بين المنامة وبغداد».
من جانبه، أوضح الوزير المفوض في السفارة العراقية أحمد شفيق الآغا أنه يتوقع أن يصل عدد المتقدمين إلى طلب التأشيرات لزيارة الأربعين إلى نحو 20 ألف زائر، لأننا يوميّا ننجز نحو 1000 معاملة، ومازال هناك بعض الوقت على موعد الزيارة».
ونوه الآغا إلى أن «السفارة لديها تعليمات من قبل السلطات العراقية لتقديم أكبر قدر ممكن من التسهيلات بالنسبة إلى الزوار البحرينيين وذلك بالتنسيق الكامل والمباشر مع مسئولي وزارة الداخلية العراقية، ونريد تسهيل أمور البحرينيين، وأحيانا نحن نتحمل المسئولية الشخصية عن بعض الزوار، ووزارة الداخلية (العراقية) متجاوبة معنا بشكل كبير، كما أن لدينا تنسيقا مع مطار بغداد الدولي لتسهيل أمور البحرينيين».
وأضاف الآغا «بحكم المعطيات الحالية أتوقع أن يصل العدد الإجمالي للراغبين في السفر إلى 20 ألف زائر، ولكن المشكلة أن هناك عددا كبيرا من الزوار لا يحصلون على حجز الطيران، لأن الخطوط الجوية ممتلئة بالأعداد الكبيرة للراغبين في السفر من البحرين والمنطقة، كما أن الطريق البري قد يكون صعبا بالنسبة إلى العوائل وخصوصا تلك التي لديها كبار في السن وأطفال».
وأشار الآغا إلى أن الضغط الكبير الحالي الذي تشهده السفارة يعود بالدرجة الأولى إلى بعض الطلبات المستعجلة، كما أن أعدادا كبيرة قررت السفر أخيرا بسبب الحماس الذي شاهدته للسفر، وهذا الأمر يسبب لنا نوعا من الإرباك، لأننا لا نريد أن ننحرج أمام الزوار ولكن هناك سلسلة من الإجراءات التي يجب علينا القيام بها أيضا».
وكشف الآغا أنه تمت مضاعفة عدد العاملين في قسم القنصلية خلال هذه الفترة، كما أن القسم بدأ العمل بدوامين، والموظفين يداومون من الصباح الباكر حتى الثانية عشرة ليلا من أجل تغطية هذا العدد الكبير من الطلبات».
وردّا على سؤال بشأن الإيراد المالي الناتج من الرسوم المستحصلة من التأشيرات قال الآغا: «إن أي إيرادٍ مالي للسفارة يتم تحويله إلى وزارة المالية العراقية، لكننا أولا وقبل كل شي ننظر إلى هذه المسألة على أنها تشكل إيرادا ودعما معنويّا للعراق أكثر».
وبين الآغا أن «هذه الأعداد الهائلة من الراغبين في السفر من الزوار البحرينيين إثباتٌ كبير على استقرار الحالة الأمنية في العراق بصورة غير مسبوقة، وخصوصا أن القوات العراقية هي المسئولة عن حماية المدن والمراقد المقدسة التي يزورها البحرينيون»، مردفا «هذه الأفواج البحرينية الكبيرة من الزوار تحمل في طياتها مدلولات اجتماعية واقتصادية مهمة جدا بالنسبة إلى العراق».
وعما إذا كانت هناك مناطق في العراق لا ينصح الزوار البحرينيين بزيارتها قال الآغا: «في الحقيقة إن الاستقرار الأمني يشمل مختلف ربوع العراق، ولكن لاتزال بعض الأماكن القليلة التي كانت ساخنة ولاتزال، ولذلك لا ننصح الزوار بالتوجه إليها، ولكن وجهة الزوار البحرينيين إلى المراقد الدينية آمنة».
وأضاف الآغا قائلا: «لا نتصور أية مشكلة، وخصوصا أنه لم تسجل عندنا في السابق مشكلة أمنية من الزائر البحريني، لأن الزائر البحريني وجهته معروفة، وعلاوة على ذلك فإننا نصدر تأشيرات لأصحاب الأعمال والقطاع المصرفي بشكل منتظم إلى بغداد والمحافظات الأخرى وإقليم كردستان».
وأضاف «نأمل أن يزال كابوس الرعب من الواقع العراقي، ويبدأ الناس يتعاملون مع العراق من واقعه الجديد».
العدد 2344 - الأربعاء 04 فبراير 2009م الموافق 08 صفر 1430هـ