تسلم مرزوق رسائل نصية على الهاتف النقال بمناسبة رأس السنة الميلادية، بعضها جميل المعنى، وبعضها «أخرق» المعنى... فتحدث مع صاحبه عن هذه الرسائل...
مرزوق: مبروك عليك السنة الجديدة...
صديق مرزوق: هذه عادة غربية وهي ليست إسلامية وليست من عاداتنا وتقاليدنا وهناك إشكال شرعي لدى البعض في تبادل التهاني بهذه المناسبة...
مرزوق: ولكن المناسبة هي ميلاد أحد الأنبياء العظام ومن أولي العزم... عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا السلام... فما الإشكال؟
صديق مرزوق: ولكن التهاني بعضها ضيق خلقي ولذلك، فأنا أؤيد أي شخص يقول إن هناك إشكالا شرعيا حتى أفتك من الرسائل البايخة...
مرزوق: مثل ماذا؟
صديق مرزوق: تسلمت رسالة تقول لي «إن العام 2004 سيكون ناعما كالحرير، وأبيض كالحليب، ولذيذا كالعسل، ومال وفير، وأحلام كبيرة تتحقق...».
مرزوق: هذا كلام زين، فلماذا تزعل؟
صديق مرزوق: إن هذه رسالة خرقاء، وإنني أبتهل إلى الله بما جاء في دعاء الصباح «وأدب اللهم نزق الخرق مني بأزمة القنوع...».
مرزوق: ولماذا تعتبرها «نزق الخرق» وتدعو الله أن يغنيك عن ذلك بالقناعة؟
صديق مرزوق: أي حرير وأي حليب وأي عسل وأي مال وأي أحلام تختلف عما سبق في أعوامنا الماضية؟... فليس لنا إلا ما لنا وليس علينا إلا ما علينا، ولا نستطيع أن نحلم بما يحلم به غيرنا من حرير ونعيم... اللهم إلا إذا كنا نتحدث عن الآخرة، والله يستر من عواقب الأمور...
مرزوق: هوِّن عليك، ولا تأخذ الرسالة النصية بجد، فالكل يتمنى الخير ويسعى إليه... فمن تساوى يوماه فهو مغبون، ومن كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون...
صديق مرزوق: شفت أنت وصلت إلى اللعن، وهو حالنا الملعون الذي يلعنه الدهر بسبب انعدام الأمن في منطقتنا، وليس هذا فقط بسبب الصهاينة في فلسطين، وإنما بسبب الحكام الذين يتجبرون وإذا بهم يختفون كالفئران أو يركعون كالأغنام، بينما يستأسدون على أبناء بلدهم وكأنهم...
مرزوق: بس خلاص... لا تكدّر عليّ يومي، وخلك في همومك لوحدك... فلديّ أحلام ستتحقق بإذن الله..
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 483 - الخميس 01 يناير 2004م الموافق 08 ذي القعدة 1424هـ