وصل عدد المحامين «العرب» المتطوعين للدفاع عن طاغية العراق مع نهاية العام الماضي إلى 602,5 محامي. نعم، ستمئة ومحاميان ونصف محامٍ فقط، على اعتبار أن المتطوّع الاخير تخرّج محاميا، ولكنه لم يفلح في المهنة فافتتح متجرا يمارس فيه البيع والشراء، «بيزنس» ليس إلاّ، فالمحاماة والترافع عن قضايا الشرف لا تؤكل خبزا كما يبدو في هذه الأيام! والله أعلم ببقية الشلة التي شمّرت عن ساعد الجد لتخليص صدام - كالشعرة من العجين - من كل التهم الموجهة إليه زورا وبهتانا!
طبعا الرقم مرشّحٌ للتصاعد الفلكي يوما بعد يوم، وخصوصا أن الإعلام «الامبريالي» اقتصر على الأرقام الواردة من بلدين عربيين هما الأردن والبحرين، ولم يتحدّث عن دول الاطراف العربية الفقيرة التي تموت عشقا في عيون صدام حسين، وما يمكن أن يخرج منها من متطوعين بالآلاف!
وبما أن «للناس فيما يعشقون مذاهب» كما يقول أحد الشعراء، فان لهؤلاء المحامين «الفدائيين» مذاهب في الدفاع أيضا! فـ «أصحاب اليمين» رقّت قلوبهم للرئيس الأسير وهيئته الرثّة، و«أصحاب الشمال» صدّقوا ما روّجه الإعلام العربي طوال عقدين عن صدام «البطل»، وأما «السابقون السابقون»، فأولئك الذين يريدون استغلالها فرصة للظهور على الفضائيات، وهل هناك من شهرة أكبر ممن يبرز مقارِعا أكبر قوة مادية على وجه الأرض؟
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 483 - الخميس 01 يناير 2004م الموافق 08 ذي القعدة 1424هـ
