عن دار «مسعى» في الكويت بالاشتراك مع «الدار العربية للعلوم ناشرون» في بيروت صدر أخيرا للشاعر والكاتب الفلسطيني محمد الأسعد روايته الجديدة «أصوات الصمت» في 96 صفحة من القطع المتوسط، وبلوحة غلاف للفنان التشكيلي الكويتي عبدالوهاب العوضي.
والرواية هي الخامسة في رصيد روايات الأسعد بعد رائعته الأولى «أطفال الندى» تلتها «نص اللاجئ»، و«حدائق العاشق»، و«شجرة المسرات: سيرة ابن فضلان السرية». ثم تأتي «أصوات الصمت» فكرة لا تبتعد كثيرا عن أجواء روايات الأسعد السابقة، بل تستند إلى المشروع الروائي نفسه الذي يقرأ الأوضاع الفلسطينية وأبعادها من خلال شخصياته المغتربة، ومن خلال البناء الروائي لكل شخصية وتقاطعاتها في مجمل العمل.
يستهل الأسعد روايته الجديدة بتصدير من أغنية طروادية: «أيها الغريب...»، قالت آندروماكي وهي تطحن الملح على جانب الطريق، «... إذا أخبرتني من أي وطن أنت، سأقول لك كم أنت حزين». من هذه الأغنية، ومن هذه المفارقة تنطلق كل أحداث الرواية بمأساويتها وسخرياتها وشخوصها الحاملين معهم رائحة المكان الأول إلى شقة في شارع فهد السالم بالكويت القديمة، يختار الناشر على الغلاف الخارجي هذه الفقرة من الرواية: «هذه الشقة لا تكتمل فيها الحياة، أو هكذا هي الآن. هي مكان للذكرى، للكتب الباقية، للصور، لشريط تسجيل. أي هي المسرح الخيالي الذي سيعود فيه كل ما كان إلى الحياة مرة ثانية ويتخذ شكل حكاية أو مسرحية حين يتوافد الأصدقاء قادمين من غيابهم العميق، ويتطلعون حولهم مندهشين من غياب الأسرة والبحر والنوافذ والنوارس البيضاء، ويصغون ثم يصغون شاعرين باليأس قبل أن يخرجوا واحدا بعد الآخر عائدين ربما إلى تلك الأيام، إلى الشوارع أو المطارات أو العواصم أو السفن أو الغابات أو المنحدرات الجبلية».
يذكر أن الأسعد أصدر إلى جانب أعماله الروائية 4 مجموعات شعرية، هي على التوالي: «الغناء في أقبية قديمة»، «حاولت رسمك في جسد البحر»، «لساحلك الآن تأتي الطيور»، «مملكة الأمثال». كما صدر له كتاب «مقالة في اللغة الشعرية» وكتاب «الفن التشكيلي الفلسطيني»، وكتاب «بحثا عن الحداثة». وترجم مسرحية آرثر ميلر «بعد السقوط»، ودراسة في جماليات قصيدة الهايكو بعنوان «واحدة بعد أخرى تتفتح أزهار البرقوق»، و»ست وصايا للألفية القادمة» لإيتالو كافينو
العدد 2344 - الأربعاء 04 فبراير 2009م الموافق 08 صفر 1430هـ