نشرت «الوسط» خبرا يوم أمس (السبت) عن وجود الجرّافات في منطقة التلال الأثرية في عالي، التي تعتبر أكبر مقبرة تاريخية في العالم، مع وضع علامات مسح لأراضٍ سرعان ما ستتحوّل إلى فلل سكنية، في غيبةٍ من القانون والمسئولية الوطنية والضمير.
البحرين حافظت على هذه المقبرة التاريخية طوال أربعة آلاف سنة، بينما شهد عهد الاستقلال، وخصوصا العقد الأخير، التفريط فيها والتساهل في حمايتها، وتجريف غالبية قبورها، فلم يبق من 180 ألف قبر غير النزر اليسير، وتأتي هذه الجرافات لتزيل ما تبقى، في ظلّ غياب أي إحساسٍ بالمسئولية تجاه ميراث الوطن، أو الإرث الحضاري الإنساني.
قبل شهرين استنفرت وزارة الثقافة والإعلام طاقمها، واختارت يوم جمعةٍ لإعلان الحرب على المجلس البلدي الشمالي، بتهمة انتهاك بعض القنوات الحديثة نسبيّا، وهدّدت الوزيرة برفع الأمر إلى النيابة العامة. ونشرت غالبية الصحف الخبر في اليوم التالي كمانشيتات، وتحوّل إلى سجال ومهاترات لدى بعض الكتاب التابعين لعدة أيام. اليوم، يمرّ هذا الخبر من دون تعليقٍ من الوزيرة، ومن دون استنفارٍ من طاقمها أو تهديدٍ برفع القضية إلى النيابة العامة، مع أن الجرم أكبر بكثير.
في بداية تكليف الوزيرة الجديدة تفاءل البعض بإمكانية أن تدفع باتجاه حماية الآثار والتراث التاريخي للبلد، وكانت سخية في توزيع الوعود. آخر هذه الوعود ما قرأناه قبل أيام عن التفكير بإنشاء متحف خاص بمسجد الخميس التاريخي، أقدم معلم إسلامي على هذه الجزر... فضلا عن تكليف خبير أجنبي بدراسة وضع المسجد، آملين ألاّ يكون كسابقيه الذي جيء بهم في الستينات من العراق، فأدخلوا في مبنى قديم أسياخ الحديد لحمايته من الانهيار! واحتاج الأمر إلى تكليف بعثةٍ أخرى أكثر حكمة وخبرة للتخلص من الأسياخ التي هدّدت المنارتين بالانهيار!
فيما يخصّ عالي، أطلقت الوزيرة وعودا للأهالي أثناء زيارتها للمنطقة، بالمحافظة على تلالها الأثرية، واقترحت مشروعا لحفظ المنطقة التراثية، وخصوصا لجهة حماية وتطوير منطقة صناعة الفخار كواحدةٍ من أقدم الحرف. وبحسب النائب عبدالله العالي، فإن الوزيرة وعدتهم أيضا بعمل «متحف»! وإذا كان متحف الخميس سيفتتح العام 2011، فإن الله وحده العالم بموعد افتتاح متحف عالي!
عموما البحرين لا تحتمل هذا الكم «الهائل» من المتاحف والأحلام. أحلامنا بسيطة وأصغر من ذلك الترف بكثير. فقط عليكم ان تتحملوا مسئوليتكم كجهةٍ رسميةٍ لإيقاف المتعدّين على الآثار التي دمّروها، وأزلوا غالبيتها، وها هم يعملون على تصفية ما تبقى منها. إنه الواجب الأول في عنق وزيرة الثقافة وطاقمها.
إن ما يجري في قضية الأرض وانتهاكاتها، لن تجدوا له مثيلا في دول الشرق الأوسط على الإطلاق. فليس هناك بلدٌ يقوم بتدمير ميراثه الثقافي ومعالمه الحضارية وأوابده التاريخية من أجل عيون مجموعة من المتنفّذين والمتجاوزين للقانون.
لقد بدأت استباحة الأرض والبحر والدفان، يوم استبحنا الآثار وتعدّينا على قبور الأجداد ولم نرعَ حرمات الموتى. انها الاستباحة الكبرى للأرض التي عبّر عنها الشيخ صلاح الجودر بأنها نهبٌ للمال العام. الأرض هي العرض، ولذلك يلتف النواب في إجماعٍ نادرٍ على حمايتها، ولم يشذّ منهم غير النائب عزيز أبل، في موقفٍ مستهجَنٍ سيحاسبه عليه التاريخ حسابا عسيرا
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2690 - الأحد 17 يناير 2010م الموافق 02 صفر 1431هـ
غريب موقف ابل
انا مو مستغرب من المتنفذين وسراق المال العام، إنما مستغرب جدا من عزيز ابل الذي وقف موقفاً أقل ما يقال عنه انه متواطئ متخاذل وضد الشعب ومصالحه.
الحرية لاتاتي على طبق من ذهب
من يريد ان يحافظ على هويته وتراثه وحضارته لايلزم الذل والسكون والخنوع وترديد كلمة الله ينتقم والله كذا وكذا والتشبث بصلح الامام الحسن عليه السلام كل هذه الامور التي دكرتها وازيد عليها الكرامة والعزة والحرية تحتاج الى تضحيات ومن جميع الفئات العمرية كمافعل الحسين عليه السلام فاما الموت بكرامة والفوز بالنعيم الابدي او العيش بكرامة وما دمنا قد رضينا وتقاعسنا واغلقنا بابا فتحه الله لعباده المجاهدين فلنرضى بما يصيبنا من تجريف لتراثنا بل حتى تجريف لنا ايضا
حشى
االله لا يوفقهم حتى المقابر لفوا عليها ،،،
حسبي الله عليهم
مسجد الخميس
يا سيد مسجد الخميس كان منارة للعلم فيجب أن يرجع كما كان لا ان يجعل متحفا جامدا.عجبي لمساجد عمرت لا يدخلها حتى الجان لانها تتبع فلانا من الناس وتجمد أذا لم تمح مساجد كانت نيرات بأهلها.
الله يرحم والديك يا سيد. يوما ما سنصبح كالهنود الحمر في المتاحف فقط وبلا هوية.
ما عندهم غيرة
ما عندهم غيره ..
لأنهم مو عيال الديره ..
الى متى الفرج؟
خلاص يا سيدنا العزيز ضاقت بنا الأرض بما رحبت، واني كلما مررت بتلك الفلل الممتدة من الهملة مروراً بالجسرة الى سار الى.... دائما ما أتساءل: هل من يسكن في هذه الفلل من الانس أم الجن؟ فإنا لا نرى أثر للحياة لا انسان يمشي لا سيارة تمر! والله يأخدني العجب وأتحسر على شعب انحشر بين أنياب المتنفذين وضاعت حقوقه وأتساءل الى متى ؟ الى متى الحال يتبدل؟
100% انت صح
فعلا استاذي رأيك في غاية الأهمية ولا يجب السكوت عن قتل التراث والحضارة اما كافهم قتل الهوية !
سيدنا
كيف يحسون بالمسوليه تجاه المعلم الاثريه و هم غزاه محتلين غجر رحل يريدون طمس التاريخ للشعب الاصيل دو الحضره
أبل والتاريخ
سيذكرك التاريخ كشخص إنقلب على (( مبادئه))؟ سيذكرك كشخص عن طريق التملق لقاعدة شعبية ما ثم إنقلب عليها؟
شكرا لك صاحب القلم الحر
اي وزيره واي نواب وهل هناك صلاحيات لاحد!! وكانهم ملكو الاراضي والبحار وكل شي اصبح لهم..الانسان يضحي بأغلي ما عنده وهي النفس من اجل الارض وهم يعبثون ويدمرون فى اراضينا اللي كان اجدادنا يقطنوها من زمن طويل قبل ان تحط رحالهم فى هذه الارض الطاهره..
حتى قبور علماء وشيوخ افاضل من اجدادنا وغيرهم مسحوها لكي يمحو التاريخ لا غير
صدقت؟!
الله يهديك يا سيد ... على طول صدقت الوعود؟! لو الوعود تصدق لكانت البحرين من ارقى دول العالم ... خذ وخل يا سيد
مفهوم الحي الأولى من الميت
رحم الله والديك يا سيد وأزيد على كلامك ياسيد لكل أهالي عالي اللي حسبالهم بيحصلون شي من هالأرض ويرفعون شعار الحي أولى من الميت أن هذا الكلام غير صحيح لأن الأحياء في بلدنا ليس الشعب بل المتنفذين وصغار العائلة الحاكمة الذين لم يلحقوا إلا على النزر اليسير مما سقط سهوا من مخضرميها وهم يجوبون الأرجاء للبحث عن الفتات هنا وهناك لاستملاك ما يمكن استملاكه فالكبار شربوا واتخمو من دمائنا وناموا لكن هؤلاء الصغار الذين نمت لهم أجنحة مؤخرا يفعلون ما بوسعهم لأنهم هم الأحياء وهم أولى من الشعب هو الميت
لماذا تختق القرى وتحاصر ؟؟؟؟؟؟؟
بات واضحا محاصرة القرى وخنقها جمبعا دون استثناء بطرق شتى مشروعات او تملك او تمليك متنفذين فمتى ترتفع الاصوات في البرلمان والوطن عامة لهذا التصرف العابث المضيع لتاريخ الوطن والمواطن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟