العدد 2690 - الأحد 17 يناير 2010م الموافق 02 صفر 1431هـ

الصحافة والطرافة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بين الصحافة والطرافة مشوار طويل، يتّسم بالمواقف المتنوّعة لدى كثير من الصحافيين، وخاصة المحترفين منهم، وهناك العديد من المواقف الجميلة والطريفة التي تجعل الصحافي يعشق مهنته، فلا يستطيع التحرّر منها، بل ينخرط فيها أكثر حتى يبيت مدمنا عليها.

ففي مشوار العمل الصحافي تقابل الكثير من الناس، وتستمع للعديد من المشكلات، وتتأثّر بكل القضايا، وتتعرّف على الشخصية المرنة والشخصية الصعبة والشخصية المراوغة، بل ويتعدّى ذلك عندما تجد الشخصية الكذّابة التي تَحبُك لك الحدث!

من الطريف أنّ العديد من القضايا التي تكتب عنها، يكون صداها وتأثيرها قويّا على الرأي العام، ولكنها ما تلبث أن تصطدم بالواقع، وتتحطم بسهولة مع البيروقراطية الموجودة في المجتمع المؤسسي.

قد تُضحكنا بعض القضايا التي تستجيب لها وزارات الدولة، ويضحكنا أكثر عندما نُتّهم بالتسرّع أو التطرّف، وفي أحيان أخرى نُتّهم بإثارة الفتنة والكذب على الرأي العام، وهذا كلّه رصيد في نجاح العمل الصحافي.

في بعض القضايا الاجتماعية نستطيع أن نساعد الآخرين، وفي القضايا السياسية نستطيع مجابهة الأفّاقين، ولكن تبدأ الحكاية، بشكوى من قبل الوزارة الفلانية عليك، لأنّ الكلام الذي تكتبه، لا يوافق التيّار الملبوس داخل الوزارة، فينتهي بك المطاف في جدران النيابة العامة والقضاء!

من المضحك والمبكي بأنّ حرّية الصحافة في تراجع، ومن المضحك والمبكي كذلك بأنّ (قانون 47 لسنة 2002 ) مازال يُناقش لتعديله، ومن المضحك والمبكي أيضا بأنّ جمعية الصحفيين لا تسمن ولا تغني من جوع!

ليس لدى الصحافي أية ترسانة يستند إليها إلاّ ترسانة صحيفته، ومن بعدها المنظّمات الحقوقية الدولية التي ترعى الصحافيين، كمراسلين بلا حدود وصحفيات بلا قيود، ولجنة حماية الصحافيين الأميركية.

وتبقى الجمعية جاثمة بلا حراك ولا قوّة، وبذلك تحاول جماعة التهديد (....) عبر تجهيزاتها الترويعية، ذات الأدوات التعذيبية القديمة على أهبّة الاستعداد، لمقاتلة من يحاول أن يخط القلم ضدّها!

لابد من الصحافة أن تعبر هذا الجسر وألاّ تستسلم للتهديدات والمساجلات، فالعمل الصحافي شائك منذ بدايته، ولا يمكن لحقّ أن يؤخذ دون صولات وجولات المعارك، معارك القلم والشرف.

عندما يتحدّث الصحافي عن التمييز الوظيفي، فإنّه يخلق بينه وبين من ينتقده نارا لا بداية لها ولا نهاية، وعندما يتكلّم عن ملف التجنيس السياسي البشع في بلده، فلا حول له ولا قوّة، وتستمر القضايا وتستمر الملفّات ولا تنتهي.

اليوم هو الحكم في قضيّتي مع ديوان الخدمة المدنية، وأنا على ثقة بنزاهة القضاء البحريني، فالحديث عن ما يجري في قضايا التوظيف ليس ممنوعا، بل إنّ مسئولي الدولة أنفسهم أعلنوا ضرورة احترام حقوق المواطنين ومعاملتهم بسواسية، وان حرية التعبير حق دستوري عندما يخالف الواقع الطموح.

الصحافة والطرافة متلازمان دوما، ويبقى السؤال مفتوحا لمعشر الصحافيين: هل يجب علينا أن نتّبع الشرف في مهنتنا، أم يجب أن نمشي مع التيّار؟! لأنّه من الطرافة أن نتوقّف عن الشرف في مهنة مشرّفة كالصحافة، تدرُّ على الشارع البحريني والحكومة الخير الكثير

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2690 - الأحد 17 يناير 2010م الموافق 02 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 7:11 ص

      طريق النجاح مفروش بالشوك

      استاذة مريم طريق الحق والعدل والكلمة الصادقة ليس بالسهل بل محفوف بالاشواق والمخاطر وربما السجن ولكن نحن نعلم مدى صدق قلمك الذي اصبح كالحبل ملفوف على رغبة كل ظالم لا يخاف الله و في نفس الوقت نصير للضعفاء والمواطنين الذين تتشرفين بهم كما يتشرفون بك
      مبروك لك النجاح والاهم الاستمرار في اصداء كلمة الحق وتوصيلها

    • زائر 7 | 4:08 م

      دمتي و دام قلمك الحر

      الله لا يحرمنـا من قلمـك الذهبـي الصـادق .. الذي يشعرنا اننا موجـودون و لنا مكانه في قلوبهم .. وقبل قلوبهـم عقولهـم .. دام قلمـك الحـر و دام مـداده النابض, مضيئآ في عتمة الحق الموحش .. آسف سيدتي بدأت بالتعليق بدون ان القي بالتحية التي تليق بمقامك الصحفي المبـدع, الجرئ .. بنـت بلـدي صوت الضميـر الحـي. دمتي و دام حبر قلمك طريآ.. اخـوك الحلايلـي ..

    • زائر 6 | 2:07 م

      اختي مريم

      اليك ومعك صاحبة القلم الشريف الذي يرفض الخنوع والركوع امام الذين يحملون قلم الردة اخوك الغيداق

    • زائر 5 | 10:28 ص

      الصحفي يجب أن يكون قادراً على تسلق الأسلاك الشائكة

      ويخوض الحروب(التي يشنها البعض) من أجل إعلاء كلمة الحق وايصال الحقيقة والدفاع عن حقوق الناس وقلمه بمثابه ترسانة وصاروخ يصل بدون أن يخطيء الهدف ولا وجود للصحفيين الاقزام في عصرنا.. لكي تكون صحفي نزيه واضح الكلمات والمواقف يجب أن تكون عملاق وشجاع وحازم والا ستصبح ألعوبه في يد الكبار أرجو من الكاتبة مريم أن تكون صلبة في وجه الرياح العاتية وهذا هو النجاح والفوز حتى مع من يخالفنا الرأي. ام محمود

    • زائر 4 | 6:39 ص

      لقد انتصرت قبل أن تنتصري

      اقول للزميلة العزيزة مريم الشروقي ان الحكم ليس مهماً حقاً.. فقد أنتصرت سلفاً وستبقين منتصرة بعد الحكم - سواء أجاء بالادانة أم بالتبرئة- فأنت قد أديت وظيفتك وفقاً لما أملاه عليك ضميرك ومبادئك وأخلاقك وهزيتي عرش المتجاوزين..
      لذا ، فلو قال الجهاز القضائي بأكمله، أنك مذنبة فستظلين في عين الله والمجتمع والزملاء منتصرة شامخة؛ عالية الرأس..
      تحياتي وبالتوفيق
      لميس ضيف

    • النعيمي2 | 1:49 ص

      !

      فعلا مهنة المتاعب

    • زائر 3 | 1:35 ص

      نتمنى أن تبقي كما عرفناك وأن يكتب قلمك كما عهدناه

      اليوم هو الحكم في قضيّتي مع ديوان الخدمة المدنية، وأنا على ثقة بنزاهة القضاء البحريني، فالحديث عن ما يجري في قضايا التوظيف ليس ممنوعا، بل إنّ مسئولي الدولة أنفسهم أعلنوا ضرورة احترام حقوق المواطنين ومعاملتهم بسواسية، وان حرية التعبير حق دستوري عندما يخالف الواقع الطموح.
      منصورة بإذن الله

    • زائر 2 | 1:34 ص

      لا ترمى بالحجاره الا الشجره المثمره

      و اساده في مثل مستواك لا بد انها تعي مشقه العمل الصحفي الحقيقي البعيد عن النشاء و الاطراء الملتزم بالصدقيه و المسؤليه ونحن بدورنا ندعوا الله لك بالتوفيق و السداد فامثالك ياختي و يامن يشرفي ان تكوني اختي قليلون لكن الله مع الحق و لا يخاف من كان مع الحق ابدا فكما قال سيدي علي الاكبر لابيه ابي عبد الله الحسين ع او لسنا علي الحق ادا لا نبالي ادا وقع الموت علينا ام وقعنا عليه

    • زائر 1 | 11:55 م

      كل الشرفاء معك

      كل الشرفاء معك ومع قلمك الصادق ... نحن نشعر ونعرف ما يمر به شرفاء هذا البلد من مضايقات وصعوبات ونقول لكم "الله يعينكم" وباذن الله الكريم ستبقون مرفوعي الرأس ... حفظك الله الكريم من كل مكروه

اقرأ ايضاً