في زيارة يتيمة وفي فترة ماضية الى محمية جزيرة حوار والإقامة في فندقها للاستمتاع بمشاهدة البحر والمشي على ساحلها لاحظت أننا لانستطيع مشاهدة أفق البحر والسبب هو بناء طريق ضيق من الصخور على شكل نصف دائرة ممتد أمام الفندق الوحيد. فتساءلت في قرارة نفسي عن المسببات التي جعلت المصممين يقومون ببناء حاجز صخري داخل عمق الماء مما أدى الى تدمير جزء من الثروة البيئية في محمية حوار و تساءلت هل تم في تلك الفترة التي أقيم فيها هذا الفندق دراسة الأثر البيئي من الجهات المسئولة؟
كاتب المقال سافر وشاهد سواحل في مختلف دول العالم ولم يلاحظ قط ان الجهات التنفيذية تعطي الضوء الأخضر لبناء سور صخري داخل البحر – وداخل محمية ! - لزيادة دخل الفندق لإنشاء خليج صغير للسماح لزوارها باستخدام الألعاب البحرية أو قيادة الدراجة الهوائية عليها أو كميناء صغير.
بتاريخ 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001 قامت الحكومة البحرينية بتقديم طلب الى اليونيسكو لضم محمية جزر حوار الى القائمة الأولية كخطوة نحو الانضمام الى قائمة التراث العالمي (World Heritage Site). ترجمة الوصف المرفق بالطلب كالتالي « تعتبر جزر حوار هي آخر ما تبقى من الحياة البرية الحقيقية في مملكة البحرين و هي تمتلك مقومات جمال الطبيعية الفريدة، وقيمة وطنية لا غنى عنها، وعلى الرغم من صغر حجم هذه الجزر، فإنها تحمل الكثير من عناصر الجذب لجميع عشاق الطبيعة والحياة البرية للمغامرين. هناك بعض المشاهد الرائعة من هذه الجزر السياحية ذات الطبيعة الخلابة فهناك الطيور المهاجرة، والشعاب المرجانية المتعددة الألوان، وتجول قطعان الأبقار البحرية المهددة بالانقراض، تسبح بحرية في المياه الضحلة الهادئة الخضراء المزدهرة بين أعماق الحشائش البحرية».
لم استطع خلال زيارتي الاستمتاع بجمال الطبيعة المذكور في الأعلى لغياب تقديم نوعية « ecotourism» أو «Green tourism» الى السياح الراغبين. فأحد أنواع السياحة العالمية يعرف بالسياحة البيئية و هذا النوع من السياحة ينطوي على السفر الى المناطق الهادئة و الغير ملوثة للاستمتاع بالطبيعة مع تأثير ضئيل على البيئة و حسب علمي فإن إحدى الشركات البيئية المحلية تقدم هذا النوع من الخدمة الى سياح البحرين لزيارة جزر حوار ولكني غير ملم بمدى شعبية هذا النوع من السياحة لغياب الأرقام و لكنها في بعض الدول تعتبر إحدى المصادر المهمة لزيادة الدخل القومي بل ان الإحصاءات العالمية تؤكد نموها بنسبة 10-15 في المئة.
السياحة ستكون رافدا مهما لزيادة الدخل القومي للمملكة و خططها التنموية المستدامة و تقليل الاعتماد على الذهب الأسود مثلما هو مذكور في الرؤية الاقتصادية 2030 فلِمَ لايتم الترويج لهذه النوعية من السياحة مع الحفاظ على خصوصية هذه الجزر و تنوعها الأحيائي من خلال عدم إقامة بنية تحتية أو فنادق أو خدمات إسكانية تؤدي الى الإخلال بالتوازن البيئي.
في بداية المقال ذكرت نموذجا على نقل تجربة الدفان الحاصل في جزر البحرين الى جزر حوار و نتمنى ان لاتنتقل العدوى اليها بل يتم استثمار المصادر الطبيعية ليستمتع بها المواطن و المقيم على هذه الأرض.
إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"العدد 2689 - الجمعة 15 يناير 2010م الموافق 29 محرم 1431هـ
حوار على راسها ريشة !
الفان يطال كل شئ يا استاذ..طالما يوجد سراق للاراضي ومتنفذين جشعين همهم جمع المال حتى لو على حساب جمال الطبيعة والحفاظ على البيئة..كل سواحل البحرين تتعرض للدفان والنهب ..حتى المقابر هل تصدقون ؟!هاهاها مقابر عالي تسرق على مرأى ومسمع من وزارة الثقافة..وتكلمنا يا استاذ عن جزر حوار اكيد بيجيها الدور اصبر شوي