قال خطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان إن طلب العلم ليس أمنيات وأحلاما، ولابد من التنازل عن الرغبات والمحبوبات لنيل الدرجات العليا في العلم.
وبيّن القطان في خطبته يوم أمس (الجمعة)، أن «الأهداف والآمال لا تتحقق إلا بالبذل والجهد، وكثير منا يتمنون أن يكونوا علماء وعارفين، لكن العلم صعب ويحتاج إلى البذل والتعب». وأشار القطان في خطبته التي ركّز فيها على الامتحانات الدراسية، إلى أنه «في هذه الأيام يعيش أبناؤنا من الطلبة والطالبات في زحمة الامتحانات والاختبارات، ويعيشون أياما لو سئلوا عنها، لودوا أنها لم تكن من أعمالهم، فهم يستطيلون ساعاتهم، وكأن الساعة عندهم يوم، واليوم كالشهر». وأفاد «الاختبارات على رغم عنائها وجهدها، فإنها مدرسة، يؤخذ منها العبر، فالإنسان كثيرا ما يُطلب منه عمل شيء ما، لكنه تارة يعتبره صعبا، وأخرى مستحيلا، ولو طلب منه قراءة كتاب لما قرأ منه أكثر من 10 صفحات، لكن في مقابل ذلك، نجد أنه في أيام الامتحانات، يسهر الطلبة إلى الفجر، ويقرأون عشرات الصفحات من الكتب». وتابع «في أيام الامتحانات تستثار طاقات الطلبة كاملة، وتخرج الهمم التي عطلها ركام الكسل، على رغم وجود القدرات التي لا يمكن الاستهانة بها عند كل فرد».
وأوضح القطان أن «بعض الدراسات تظهر أن الإنسان لا يستغل أكثر من 30 في المئة من طاقاته، وأن ثلثي عمره يذهبان في النوم». وفي حديثه عن الاختبارات ونسيان العلم، قال القطان «إن كثيرا من الطلبة لا يكادون يخرجون من قاعة الامتحان، حتى ينسون كل المعلومات التي كانوا يحفظونها، وهذا سببه أن المعلومات جاءت جميعها جملة واحدة». ودعا القطان أولياء الأمور إلى الاهتمام بأبنائهم بشكل مستمر، وعدم اقتصار الاهتمام على فترة الامتحان، وأن يهيئوا أبناءهم لامتحان الآخرة، وليس الامتحانات الدراسية فقط. وذكر القطان أنه «في فترة الامتحانات يلجأ الطلبة إلى الله، ومن الدلائل حرصهم على الصلاة في المساجد، وأداء النوافل، لكن المشكلة أن بعض هؤلاء الطلبة لا يعرفون المساجد قبل الامتحانات وبعدها».
العدد 2689 - الجمعة 15 يناير 2010م الموافق 29 محرم 1431هـ
