العدد 2689 - الجمعة 15 يناير 2010م الموافق 29 محرم 1431هـ

الجودر: تحويل الممتلكات العامة إلى أملاك خاصة نهب للمال العام

محذرا من تفشي ظاهرة السرقة في الوزارات والتعدي على الأراضي

حذر خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة أمس من تفشي ظاهرة السرقة في المجتمع البحريني، وأشار إلى أن السرقة تقع في عدة أشكال، موضحا أن «السارق الذي يسرق من وزارته أو مؤسسته، والسارق الذي يتعدى على أرض جاره فيضمها لبيته دون وجه حق، والسارق الذي يتعدى على بيوت الله فيسرق جهازا أو حذاء أو كتابا، والسارق الذي يسرق السيارات والمركبات والمحلات التجارية ومواد البناء، والسارق الذي يتعدى على الممتلكات العامة، فيسرق الأراضي والبحار والشواطئ، ويحولها من ممتلكات عامة إلى ممتلكات خاصة، إنها ليست مهارة أو شطارة بل سرقات ونهب للمال العام».

وقال: «لقد حث المولى تبارك وتعالى عباده على السعي في الأرض، وأمرهم بطلب الرزق الحلال الطيب والشكر له، فقال: (فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون) العنكبوت:17، وحرم على المسلم الكسب الحرام فقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)النساء:29 ، وسئل رسول الله (ص): أي الكسب أفضل؟، قال: (عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور)».

وأضاف «وجه الإسلام إلى حفظ أموال الغير، وصون ممتلكاتهم، فأموال الناس، كل الناس، مهما اختلف دينهم أو مذهبهم أو فكرهم، حرام التعدي عليها، سرقة ونهبا وسطوا وإتلافا وتخريبا وتدميرا، فالسرقة خلق ذميم، ومسلك مشين، وجريمة لا يتصف بها إلا المتبطلون، فالسارق الذي أعطاه المولى السمع والبصر والفؤاد واليدين والرجلين من أجل طاعته وعبادته والعمل بها في الأرض المستخلفة، نراه يعطلها ويسخرها لنهب أموال الناس وترويعهم والتعدي على حرماتهم، لهذا جعل المولى السرقة من كبائر الذنوب، وجريمة أخلاقية مستقبحة، فالسارق لا يتصف بدين صحيح أو عقيدة نقية أو خلق حميد، فقد نزعت منه الرحمة والإنسانية والضمير، فهو عدو لنفسه وأسرته ومجتمعه، مهما بحث عن مسوغات، أو وضع لسلوكه المشين من مبررات، فقد جاء عن رسول الله(ص): (لعن الله السارق يسرق البيضة) متفق عليه».

وتابع «فالسارق حين يسرق يخسر الدنيا والآخرة، فمال السرقة سحت وظلم وعدوان، ونار يأكلها ويطعم أبناءه وأسرته، فالسارق حينما يسرق لا يسرق لقلة الرزق، ولا لعدم وجود الوظائف، ولا لمزيد فضل وخير، ولكنه يسرق لسلوك سيئ، وخلق خبيث، تربى عليه ونشأ في حمأته، فجريمة السارق لا تقف عند حد سرقة مال الغير، بل تتعدى لتروع الآمنين في مساكنهم، وتخرب ممتلكاتهم، وتسفك دماءهم، وتصطدم برجال حفظ الأمن والاستقرار، بلاء كبير يقوم به السارق في محيطه ومجتمعه».

واستشهد الجودر بقصة امرأة من بني مخزوم كانت تستعير المتاعَ ثم تسرقه، فأمر النبي (ص) بقطع يدها، فهم قريشا أمرها فخاطبوا أسامة بن زيد حب النبي وابن حبه ليشفع فيها، فذهب للنبي ليشفع فيها، فقال (ص): (أتشفع في حد من حدود الله؟!)، ثم قام وخطب الناس فقال: (إنما أهلك من كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا الحد عليه، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد قد سرقت لقطعت يدها) البخاري ومسلم. وأوضح الجودر «هكذا جاءت شريعة الإسلام لترسي دعائم الأمن والاستقرار، (لو أن فاطمة بنت محمد قد سرقت لقطعت يدها)، سيدة نساء العالمين، زوجة الخليفة الإمام، وأم الشهيدين، حاشا أن تكون كذلك فهي تربية أبيها معلم البشرية الخير، ومع ذلك يقول: (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)».

وبيّن أن السرقة في حق الأفراد والأموال الخاصة جريمة فهي كذلك في سرقة الأموال العامة». لافتا إلى أن ظاهرة السرقة تعاني منها الكثير من الدول، لذلك يتم تخصيص الأموال والجهود لمكافحتها. وأضاف «قامت وزارة الداخلية مشكورة بفتح خط مباشر للتبليغ عن المنحرفين سلوكيا والذين يمارسون السرقة بالتعامل بالرشا، لذلك فإن هذا الجهد يجب أن يكون في صورة شراكة مجتمعية شاملة، تشارك فيها دور التربية والإعلام ومنابر الوعظ والإرشاد، وجمعيات النفع العام، ومن الخطأ أن يتنصل الجميع عن هذه المسئولية وتلقى على الجهات الأمنية وحدها».

العدد 2689 - الجمعة 15 يناير 2010م الموافق 29 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 6:33 ص

      الشيخ صلاح الجودر

      استمر لعلك توقظ الضمائر ولكن عندي كلمة تحوم في جبدي ودي اقولها وبقولها وسامحوني مادري ليش انتوا في صوب والناس في صوب تتكلمون وكأنة الي يسمعون خطبتكم راقدين او انه كلامكم يسمعونه من اذون ويطلعونه من الاذون الثانية

    • زائر 11 | 6:04 ص

      هل نكتفي بالكلام

      اين الفعل الدي لانراه علي ارض الواقع ام ينتهي بعض النواب من المناوشات الطائفيه ليتفرغوا لامور المواطن و الوطن الدي يكاد يغرق بكل من عليه بسبب الحق و الطائفيه اتقوا الله

    • زائر 10 | 4:14 ص

      ايضا طمس الهوية البحرييني سرقه

      السرقات مباشر او غير مباشر نفس ماهو حاصل في التجنيس هوية الشعب البحرين وثقافتها وحضاراته تسرق الرجاء من الشيخ الجودر ايضا التكلم على منابركم عن هذه الافات التي لا تقل شأن عن ماذكرتموه في هذه الخطبه جزاك الله خير

    • زائر 9 | 3:23 ص

      حاميها حراميها / فمن هو الذي يسرق البر والبحر والمال العام ؟!!

      إذا لم يكن حاميها حراميها / فمن إذن من يسرق المال العام ويسرق البر والبحر وأموال الشعب بأشكال متنوعة وملونة وبطرق ملفوفة / وأنا أضيف على ما أضافه الأخ الزائر رقم 1 / التجنيس السياسي والطائفي هو جريمة لا يمكن أن تغتفر / ومهما برر وأنكر القائمين عليها فهي موجودة على أرض الوقع بصورة ملموسة وواضحة وضوح الشمس / فما الذي جعل عدد سكان البحرين يرتفع إلى مليون ونصف تقريبا في ظرف سنوات / وهل هذا مبالغة كما يقول البعض / عجبي على من يريد تغطية الشمس بمشخال أو غربال/ وفي النهاية يكون غربالنا وغربال الأجيال .

    • زائر 8 | 2:49 ص

      لا فائدة

      مع ان كل الجهات تسنكر امر السرقات العلنية للسواحل والبحار لصالح ؟؟؟؟؟ المجهول
      الا ان السارق قليل حياء ولا تأخذه في السرقة لومة لائم ويواصل السرقة دون احساس بما يعانيه المواطن من ذلك
      اللهم نسألك ان تفرج عنا هذه الغمة
      وان تبتلي الظالمين ببلاء يشغلهم عنا وعن خيرات البلد المستضعف انك سميع الدعاء قريب مجيب..!
      برحمتك ياارحم الراحمين
      اللهم صلي وسلم على محمد وآل محمد

    • زائر 7 | 2:24 ص

      ومن اصدق من الله والنبي.

      ذكر يا شيخ ان الذكرا تنفع المؤمنيين ’ بس الحرامي ماله دين ولا مذهب.

    • زائر 6 | 2:13 ص

      كل شي املاك خاصة

      شنو صاير في بلد كل شي املاك خاصة اه يا بلدي لا وكل شي انا باع الى الاجانب والمواطن الاصلي لا يملك شي حتى ارض مايقدار يشتري يعني شنو صاير الحرامية زادوه في الديرة ..

    • snoopdogg | 2:02 ص

      سالفة المطعم

      اخرنه في العشاء وخذينه الفلفل ماله ههههه

    • زائر 5 | 1:39 ص

      صباح الخير

      البحرين تحولت بكاملها إلى أملاك خاصة شواطئها سواحلها مزارعها مصانعها قبورها بشرها هل بقى شيء ؟!!

    • زائر 4 | 12:53 ص

      بحرانية حدي

      أوووووووو الديرة كلها سرقة في سرقة والا جان المواطن عايش في عز الطمع والجسع ما خلى للإسلام مكان أعوذ بالله من غضب الله .

    • زائر 3 | 12:48 ص

      التجنيس أيضا" سرقة من خيرات المواطن الأصلي

      الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة: «السارق الذي يتعدى على الممتلكات العامة، فيسرق الأراضي والبحار والشواطئ، ويحولها من ممتلكات عامة إلى ممتلكات خاصة، إنها ليست مهارة أو شطارة بل سرقات ونهب للمال العام».. وأنا أضيف أيضا" بأن تجنيس الأجانب هو توريث خيرات البلد والمواطنين الأصليين للأجنبي وهي من غير رضا المواطن الأصلي وإنتقاص لحقوقه فهي تعد سرقة وأكبر سرقة لأن ضررها يمتد لأجيال وأجيال..

اقرأ ايضاً