في بعض الأحيان نتكلّم مع بعض الناس، ونجد الحزن مرسوما على وجوههم، ونجد الابتسامة تنطق عن الألم الكامن داخل ذواتهم، ونلاحظهم غير مرتاحين بالابتسام، بل يميلون أكثر الى الهدوء والانطواء وعدم التحدّث.
في مسيرة الحياة، هناك من لا يستطيع الابتسام، ولا يستطيع التعامل مع الحزن، وحتى لا تجده يستمتع بطعم الحياة، بسبب بعض المشكلات المتراكمة، أوالاكتئاب الشديد من جرّاء مواقف تعرّض لها الفرد في حياته.
وقد تجد هناك العكس تماما، فتلاحظ تلك الشخصية المحبوبة التي تبتسم دوما، على رغم كمّ المشكلات وكمّ الأحزان التي تعتصر هذا القلب الصغير، بل وتجدها تشارك في الحياة الاجتماعية، ولا تشعرك بثقل الهموم الموجودة في الداخل، ولا حالة الغليان البركانية في الصدر وبين الأضلاع.
قال لنا رسولنا المصطفى (ص): «الابتسام في وجه أخيك صدقة»، فهل يجب أن ننصح من لا يبتسم أن يترك الهموم جانبا، وأن يبتسم في وجه الآخرين؟
الجواب بالطبع نعم، اترك الهموم جانبا، واترك الاكتئاب للحظة، وحاول أن تستمتع بالوقت الذي تمضيه مع أحبّائك، فالشكوى لغير الله مذلّه، ولا أحد يحب أن يشاركك الحزن، ولكن اعلم بأن الجميع مستعد إلى مشاركتك الفرح والسعادة.
والمسئولية في بعض الأحيان تقع على عاتق الأهل والأحباب، لإدخال الفرحة للحزينين وللمغتصّين بالابتسامة، إذ يجب أن يحاولوا جهدهم، لإخراج من يحبّونهم من هوّة الحزن، إلى استشعار طعم السعادة على الأقل.
وقد رأينا بأمّ أعيننا مديرة إحدى المدارس الابتدائية، وهي تحاول أن ترسم طعم السعادة على وجه طفل صغير، يعاني الأمرّين من ظلم الحياة البشعة، وقد نطقت ابتسامته عن مدى الهمّ الذي يحمله، فلم تستطع السكوت، ولكنّها تحرّكت بأرقى المشاعر المحفوظة داخل معدنها الأصيل، وما هي إلاّ ساعات جرّت فيها جيشها من المدرّسات والمرشدات الاجتماعيات، واجتمعت بهن، حتى ترسم الابتسامة في وجه ذلك الصبي.
لقد عرفت المديرة ما يحتاجه ذلك الصغير دون أن يتكلّم، ورعته رعاية كبيرة وحضنته داخل مدرستها، وقامت بالإحسان إليه، وربتت على ساعده الطري، وقد أثمرت الرعاية برجوع ابتسامة الصغير إلى وضعها الطبيعي.
هذه الإنسانة الراقية في مشاعرها الفيّاضة، لابد للمجتمع أن يحيّيها على ما تقوم به من جهد طيّب سيُذكر لها، ويجب علينا أن نأخذها عبرة في الإحسان، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان في يوم ما.
فشكرا لكِ يا أختاه على جهدك الطيب، ونتمنى أن يحذو المحبّون حذوك، وأن يلتفتوا إلى من يحبّونهم، ويمدّوا أيديهم إلى من يحتاجها، اذ لن يُنسى هذا جميل قد تصنعوه بأيديكم، واعلمو بأنّ الدنيا تدور، وقد نحتاج إلى من يرعانا، عندما تنطق ابتسامتنا عن الحزن الكئيب المسيطر علينا.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2688 - الخميس 14 يناير 2010م الموافق 28 محرم 1431هـ
مساء الخـيـــر
لماذا لا تُحَرروا قلوبكم من أسوارِ التقييد !
قلوبكُم هِيَ الحياةُ بذاتِها تأمَل منكم أن تجعلوها نابضة* مليئة بالسعادة**
فلماذا تعذبوا هذه القلوب.. كأنّها طيور مقيّدة في أقفاصِها**
تنتظرُ أن تفردَ أجنِحتها وتحلّق بها.. لترى مدى روعة هذه الحياة..
فمن هذهِ اللحظة اجعَلوا قلوبكُم هِيَ التي
تسَيّركُم في حياتِكُم..
فإنها بالتأكيد ستوصِلكم إلى ما تُريدون..
وبالتأكيد إلى سعادةِ الحياة...
مقال رائع
دائما يا مريم تختارين عنوانين مشوقة ورائعة وبسيطة والمقال جدا جمييييل ( ابتسم تبتسم لك الحياة ) :)
بنت الجيب
حفظك الله دائما يا بنت الشروقي يا سيدتي هناك الكثير من الناس تخفي احزانها في قلوبها و تمضي قدما و تحاول اسعاد الاخرين على حساب انفسها و تحاول رسم البسمه على وجوه الاخرين و هي تعتصر من الحزن و الالم و تبلع غصتها حتى لا يشعر بها الاخرين تحياتي لمديرة المدرسه و المربيه الفاضله و لك شخصيا على مقالاتك الاكثر من رائعه ( أحبك يا وطني )
بومريم
الاخ مشرف الموقع المحترم
هل بالإمكان إرسال إيميل الكاتبه للتواصل معها في بعض القضايا
ابتسامة ظفل حزين
شكرآ للأخت مريم,,, و جزا الله خير مديرة المدرسة و كل من يرسم اأبتسامة على وجه انسان,, براءة الاطفال تتناقص فى غابة البشر ويضيع الفعل وسط الكلام.
مقال جميل
المثل السائد اضحك تضحك الدنيا معاك
وان تبكي فبكي لوحدك لا احد يشاطر الأخر احزانه وهمومه فكل فرد همه يكفيه بل ويكشف عن ظاهره..
ولكن لطفل وضع خاص ونا احيي هذه احيي المديره اللتي رعت الطفل واحسنت اليه وانما يدل على معدنها الطيب..
والبحرين معروفه بطيبه شعبها وكل زائر يزور البحرين
يحب هذا الشعب الطيب الخلوق...
ولكن السؤال هل سيعرف شعب البحرين بطيبه مثل ايام زمان فى وقتنا الحالي بعدما اصبحت البحرين مختلطه بكثير من الاجانب اللذين اصبحو بحرينين!