أتفق مع النقاد السينمائيين محمد رضا وأمير العمري وصلاح السرميني في مبادرتهم الرائدة التي أطلقوها، أخيرا، عبر بيان إلكتروني أعلنوا فيه عن تشكيل هيئة من «الغيورين على الكتابة والصحافة السينمائية»، تتصدى لظاهرة السرقات الأدبية والصحافية كواحدة من الظواهر التي تتنافى مع أخلاقيات الكتابة والنقد السينمائيين.
بالطبع لا تأتي ريادة البيان والدعوة التي يحملها لكونهما تكشفان ما هو خفي على العاملين في جميع الحقول الكتابية والصحافية، فالسرقات الأدبية ليست ظاهرة جديدة في عالم الكتابة، إذ يعود عمرها لقرون، ولربما يكون ذلك ليس عمر نشأتها بل عمر التوجه لمحاربتها وتسميتها أو اعتبارها كظاهرة.
النتاج الإنساني مذ وجد، وجدت معه السرقات والاعتداءات و«الانتحالات»، كما أن من يسميهم البيان بالدخلاء لا يشكلون فرقة جديدة أو مستحدثة، فهؤلاء وجدوا ونشأوا مع نشأة وجود أرشيف يضم كتابات كل المبدعين أو المساهمين في الحضارة البشرية بكل أوجهها.
كذلك فإن التوجه لمحاربة السرقات الكتابية ليس أمرا جديدا، ربما يكون جديدا في عالم الصحافة العربية، أقول ربما، لكنه بدأ في المجال الأكاديمي، على الأخص في المؤسسات التعليمية التي تحترم نفسها، منذ أمد طويل.
نعم أتفق مع البيان في أن هذه الظاهرة تفشت في الآونة الأخيرة، لكن «الآونة الأخيرة» لا تعني قطعا عاما أو عامين مضيا، بل ربما عقد من الزمان، ومرد ذلك كما أظن هو التداول الواسع لمختلف المقالات والإبداعات في كل المجالات التي أتاحها التطور التقني والتكنولوجي في عالم الإنترنت.
بالطبع لا أنتقد مثل هذا التوجه، على العكس هي خطوة مهمة من شأنها تخليص الساحة الكتابية والصحافية من كثير من «الدخلاء» كما يسميهم البيان، لكن السؤال الذي أود طرحه لمطلقي البيان هو «وماذا بعد؟».
ماذا بعد أن يتم الكشف عن حالات السرقة، وفضحها ونشرها في كل المحافل الأدبية والكتابية، والاتصال بالصحف التي يعمل فيها «المحتالون» أو «الدخلاء» على الكتابة أو ما شاء أي أحد أن يطلق عليهم.
ماذا بعد ذلك، هل يمكن أن تقتصر هامة مثل هذه الهيئة، التي تضم كبار النقاد والمهتمين بالساحة السينمائية العربية، على الدخول في معارك وربما مناوشات وأخشى أن تصل لمهاترات، مع أقلام أو منابر قد لا تكون غايتها احترام الأخلاقيات الصحافية أو الاكتراث لها. أظن أن بعض إدارات الصحف حيث تنشر «السرقات» لا تكترث كثيرا، على الأخص مع الحجم «غير الهام» الذي تعطيه هذه الصحف للكتابات الثقافية، واعتبارها الصفحات الثقافية كماليات يمكن الاستغناء عنها حين تقتضي الضرورة وحين لا تقتضي، ولذا يمكن في أي حال وفي كل حال التساهل مع أي مادة تنشر فيها، ومع أي صحافي أو كاتب أو دخيل أو مدع يساهم فيها.
إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"العدد 2687 - الأربعاء 13 يناير 2010م الموافق 27 محرم 1431هـ
تخصص سينما
ما ادري اسمحي لي اخت منصورة خاطري اشوف ليش مقال في اشياء ثانية.