العدد 2687 - الأربعاء 13 يناير 2010م الموافق 27 محرم 1431هـ

بيت «إلكتروني» لكل مواطن

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

ماذا لو أطلعتَ إنسانا يتضور جوعا على عشرات الصور المنوعة لمختلف الأصناف من الأطعمة الشهية فهل يمكن أن تسد بذلك شيئا من جوعه؟! أعتقد ويعتقد العقلاء أن هذا الإنسان سيزداد جوعا وسيفقد من ريقه الذي سيجري على صدره كيلوات بوزن تلك الصور، وستضيف هذه العملية إلى جوعه عطشا لتصبح مصيبته اثنتين هما الجوع والعطش!

هذه العملية المضحكة المبكية في آن واحد، هي التي تحدث لمنتظري الخدمات الإسكانية يوميا، فلا يكاد يمر يومٌ إلا ويسمعون فيه خبرا إسكانيا تضج وتعج به وسائل الإعلام، وكل تلك الأخبار لا تجيد التحدث إلا بلغة الآلاف، ولو أجرينا إحصاء عادلا لكل ما يُعلن للناس من مشروعات إسكانية، لاستطعنا أن نسلِّمَ كل صاحب طلب إسكاني مئة بيت أو يزيد ولكن على الورق فقط وليس على الأرض لأن الأرض ابتُلعت ابتلاعا والمبتلع مجهول!

والغريب أن وزارة الإسكان الموقرة اقتصر عملها هذه الأيام فقط على إعداد «باور بوينت» فهي مشغولة بتجميل العروض الإلكترونية، التي يعرضها مسئولو الوزارة في المؤتمرات الصحافية، وعلى شاشة التلفزيون، وفي البرلمان، وما أسهل أن تضغط على زر «الكيبورد» وتعرض على الناس مشروعات إسكانية تكفي لملء صحراء كالاهاري بالبيوت الوهمية، فوزارة الإسكان استبدلت مهندسيها المعماريين بمبرمجين إلكترونيين، يجيدون بناء البيوت على الصفحات الإلكترونية، ويتقنون طلاءها بألوان زاهية فاقع لونها تسر الناظرين!

وجيد جدا حصول البحرين على المركز الأول عربيا، والثالث عشر عالميا في مجال الحكومة الإلكترونية، فهذا الأمر سيسهل كثيرا من عمل مزيد من «الباو ربوينت» والتوسع في بناء مدن مترامية الأطراف على شاشات «البروجكتر» التي يجوب به المسئولون مختلف المحافل الاستعراضية، ولعل حصول البحرين على هذا المركز المتقدم في تقنية المعلومات مناسبة جيدة لوزارة الإسكان للإعلان عن بيت «إلكتروني» لكل مواطن.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2687 - الأربعاء 13 يناير 2010م الموافق 27 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 12:22 م

      البيوت الذكية

      اليوم البيوت الذكية وغدا الشقق الذكية وبعدها الغرف الذكية وبعذها الخيام الذكية وبعذها وبعذهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا القبور الذكية

    • زائر 9 | 12:19 م

      الله كريم

      الصبر مفتاح الفرج

    • زائر 8 | 11:16 ص

      نعم إنها بيوت زاهية الألوان تسر الناظرين ... ولكن للمجنسين حماة الوطن

      عندماأرادت قوة الدفاع أن تقدم خدماتها الإسكانية لمستخدميها من المجنسين ( حماة الوطن / درع الوطن ) / قامت بتصميم تلك البيوت / وحجزت مساحة كبيرة من الأرض / وفرضت على وزارة الأسكان أن تقوم بتنفيذ هذا المخطط الإسكاني / ولم تمض فترة من الوقت حتى أصبحت تلك البيوت جاهزة وتم طلاءها بألوان زاهية تختطف الأبصار وتسر الناظرين / وماهي إلاّ أيام وتصل لتلك البيوت الكهرباء / وهي تمتد من المجلس الأعلى للمرأة وحتى الجهة المقابلة لمدينة حمد بمسافات كبية / وهو مشروع وادي السيل /نرجو من الكاتب التحقق والبحث من ذلك .

    • زائر 7 | 6:19 ص

      البيوت والعقول الذكية

      تحضرني نكـتة هادفة حول البيوت الذكية
      معظم المواطنين يرفضون السكن في البيوت الذكية , الا احدهم طالب ان يسكن في هذه البيوت بالسرعة الممكنة , وعندما سألوه مستغربين من ذلك , أجابهم بان أولاده مستواهم في المدارس ضعيفا جدا , فعندما يسكنو البيوت الذكية يصبحون أذكياء

    • زائر 6 | 6:11 ص

      قصور الرمال

      مرحبتين .. ( البيت الالكتروني ) أو بالأحرى البيت الذكي الذي ستبنيه الإسكان يطلق عليه رجال القانون ( القفز للمجهول ) فالوزارة ستسكن المواطنين في منازل بنائها ومرافقها وصلاحيتها وخصوصيتها من الناحية الاجتماعية ومدى تقبلها للمواطنين كلها مجتمعة مجهولة في عالم الغيب , لذا نقـترح على الإسكان كل من تعطيه بيت ذكي للمواطن الأصلي والمجنس إدراجهم من الآن في مشروع البيوت الآيل للسقوط , لان البيوت الذكية تناسب جودتها قصور الرمال التي يبنيها الأطفال على الشاطئ والتي لاستغرق وقت طويلا في بنائها .

    • نسرينة | 12:57 ص

      أه

      صباح الخير عليكم ،
      أخي الفاضل سلمت يداك على هذا الطرح المميز وبالفعل أوفقك الرأي تماما ، أه على البحرين وما جرى لها وما سيجري عليها

    • محب البحرين | 12:33 ص

      حسافه يالبحرين

      "إذا عشت في بلد الجمبزه, في زمن الجمبزه, فاعلم بأنها مطنزه"

    • زائر 4 | 12:31 ص

      مقال رائع

      نعم بيوت إلكترونية لكل مواطن وليس بيتا واحدا فقط
      منذ عشر سنوات ونحن نسمع عن بيوت وأرض لكل مواطن ولم ينفذ شيئ
      الجائع يتطور جوعه وعطشه لما تضع الطعام والماء أمامه ولا يستطيع أن يتذوق منه شيئ وهذا حالنا مع الأراضي والبيوت كل يوم نسمع عن أرض وبيت لكل مواطن ولا نعلم هل سننتظر عشر سنوات أخرى ؟

    • زائر 3 | 11:24 م

      مضحك مبكي!

      هههههه دائما مقالاتك يا كاتبنا العزيز مضحكة مبكية! لذلك نحب أن نقرأها لنرثي على حالنا المشؤوم في هالبلد! لأننا سأمنا من هالوضع فدائما ملجئنا اليه سبحانه وتعالى هو مغير ومبدل الأحوال( الهي غير سوء حالنا بحسن حالك)

    • زائر 2 | 11:11 م

      الى متى

      يبدو فعلاً اننا نعيش هذا الواقع المؤلم المتناقض بين الخيال والكلام والتصريحات والواقع المر فالتجنيس (ابو الكبائر) يأكل الاخضر واليابس ويجبر كل المسؤلين على مداراة سوءة التجنيس

    • حسين العليوات | 11:04 م

      لك التحية

      ههههههه يعطيك العافية أخي الفاضل عقيل ميرزا .. تعجبني في كتاباتك بالأساليب الساخرة اتجاه حكومتنا الموقرة ،، لك أكبر تحية

    • زائر 1 | 8:34 م

      قبرا مجانيا لكل مواطن

      إن المواطن في نظرهم هو جلف الصحراء القادم من بادية الشام أو اليمن أو باكستان. هؤلاء البهرينيين سيحصلون على منال جديدة في المجمع الجديد الذي يحي 745 منزلا. بعض المواطنين الأصليين

اقرأ ايضاً