تعرف عدد كبير من أنديتنا المحلية على كيفية استثمار أنديتهم، بعد أن حضر عدد من ممثلي الأندية مؤتمر الاستثمار الرياضي الأول الذي استضافته المملكة والذي نظمته مجموعة أركان للأعمال بالتعاون مع المؤسسة العامة للشباب والرياضة بتقديم أوراق أعمال من قبل عدد كبير من رؤساء ومدراء الاستثمار بأندية أوروبية كبيرة، ودار في المؤتمر الكثير من النقاشات والموضوعات المتعلقة بالاستثمار وهو الهدف المنشود من المؤتمر بتحويل الأندية من قطاع عام إلى قطاع خاص.
ودارت عدة نقاشات في هذا المؤتمر وأعتقد أن النقطة الأهم والتي لا بد أن تتبلور في جميع أنديتنا المحلية ربط الرياضة بالاقتصاد لاستثمار الأندية من عدة جوانب أهمها استثمار مرافق الأندية من قبل الشركات والمؤسسات الكبرى واستثمار روابط المشجعين وحقوق البث التلفزيوني وهي النقاط الأهم التي دارت في المؤتمر وأعتقد أن كثيرا من الأندية استفاد منها استفادة كاملة وعرف النقاط وكيفية استثمار هذه الأمور لتحويل النادي من قطاع عام إلى قطاع خاص وسيكون المدخول والمردود المادي للنادي أكثر بكثير من دخله الحالي.
وإذا خرجنا خارج نطاق أنديتنا المحلية وشاهدنا كيفية الاستثمار الرياضي وربط الرياضة بالاقتصاد في الدول الأخرى وأبرزها الدول الخليجية سنرى أن جميع هذه الأمور متواجدة وتسير على خطى الدول الأوروبية باستثمار أنديتها مثلما يحدث في جميع الأندية العالمية وأبرزها برشلونة وميلان اللذان كان ممثلاهما متواجدين في اليومين الماضيين في مؤتمر الاستثمار الرياضي وطرحا عدة أمور على الحضور بهذا الخصوص، وليس فقط هذان الناديان إنما أندية أخرى ربطت الرياضة بالاقتصاد وأصبح مردودها المالي يتضاعف شيئا فشيئا وأصبحت تتابع أمور البورصة العالمية أولا بأول بفضل الاستثمارالرياضي في أنديتهم.
نقطة البداية ستكون صعبة نوعا ما على أنديتنا المحلية ولكن نهايتها لن تكون سهلة في حال دخولها هذا المشروع الناجح وأعتقد أن هذا المؤتمر فتح الباب الذي لابد من دخوله لإنجاح المشروع وإبعاد – أي الأندية – اعتمادها على الميزانية المرصودة من الحكومة والتي لا تلبي احتياجات النادي وخصوصا أن البعض لديه الرغبة الكبيرة بتطبيق نظام الاحتراف الذي يعتبر عملية معقدة وتحتاج إلى جهد ومثابرة ومتابعة حثيثة من النادي ولابد في هذه الخطوة من اتخاذ قرار الاستثمار الذي سيدخل مردودا غريبا وعجيبا على الأندية وستتمكن من تحقيق طموحها.
إن مؤتمر الاستثمار الرياضي الأول الذي جاء برعاية المؤسسة العامة وافتتحه الشيخ فواز بن محمد مؤتمر ناجح بكل المقاييس ونتمنى أن تتكرر مثل هذه المؤتمرات التي تنعم على الأندية بالخير وتغيير وضعها الحالي والدخول في عالم الاحتراف والاستثمار، ومن وجهة نظري المتواضعة أعتقد أن ربط الرياضة بالاقتصاد أصبح أمرا لابد من تحقيقه وتطبيقه وأبسط مثال على ذلك لنشاهد الدول الأوروبية وكيفية صرف أموال هائلة لجلب اللاعبين المحترفين وكيف تمكنت من الحصول على هذه الأموال الكبيرة، أليس بفضل استثمارها النادي، وسيرها بطريقة سليمة نحو ربط الرياضة بالاقتصاد؟ وأعتقد أنه في حال تطبيق هذه الخطوة سيتغير وضعنا الرياضي إلى الأفضل بكل تأكيد.
إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"العدد 2687 - الأربعاء 13 يناير 2010م الموافق 27 محرم 1431هـ