في حفل تنصيب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأميركية الشهر الماضي ألقى هذا الرئيس الطموح خطبة سيبقى صداها بلا شك لفترة طويلة كونها حملت في طياتها معان كثيرة للشعب الأميركي وأيضا لشعوب العالم.
إذ قال أوباما «إننا نحتشد اليوم سوية لأننا اخترنا الأمل وليس الخوف» في الوقت الذي اعترف فيه بجسامة التحديات والأزمات المتعددة إلا أنه أعلن عن انبثاق «عصر جديد من المسئولية» واعدا بمستقبل باهر.
أوباما كان يتحدث من موقعه أمام جمهوره، إلا أن ما مرت به أميركا والعالم، مررنا به جميعا دون استثناء، والأخطاء السياسية التي ارتكبت خلال السنوات الماضية منذ الحادي عشر من سبتمبر لم يكن سببها سوى تطرف من مختلف الجهات التي دفعت بالعالم إلى أن يحترق في أماكن عديدة.
إننا أيضا بحاجة إلى أن نحتشد ونختار الأمل وليس تخويف المجتمع من بعضه بعضا، وليس الكراهية أو التكريه. هناك من يعتقد أن صناعة الكراهية قد تصب في مصلحته وتنفعه دون غيره، ولكن الواقع أن الكراهية نار تأكل الأخضر واليابس، ومهما كانت التحديات فإننا نؤمن جميعا بوحدتنا الوطنية ونؤمن بحكم القانون على الجميع ونؤمن بأن النزاهة والعمل السلمي هو السبيل الذي يحفظ بلادنا ويحفظ أمننا واستقرارنا.
وبالتالي لا داعي لأن ندعم بذور الكراهية هنا وهناك داخل مجتمعنا الذي سئم حال أزمة الثقة بدلا من معالجة الأمور بحكمة والانزلاق في منحدر يهلك فئات المجتمع ويشغله بصغائر الأمور التي لا تحل أساس المشكلة بل تزيدها تعقيدا.
فالضرر لا يعرف فئة دون أخرى ولكنه شامل الجميع، إن لم يكن اليوم فغدا يكون من نصيب أبناء زارعي بذور الكراهية.
أوباما تحدث بصفته إنسانا، سواء استطاع أن ينجز ما وعد به شعبه، أو أن يتبع سياسة أكثر توازنا في منطقتنا، أم أنه لم يستطع، ولكن ما من شك أنه بعث روح الأمل لدى الكثيرين في أنحاء العالم، لأنه بدأ بالاعتراف ببعض الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة السابقة بالاعتماد على القوة القاهرة، وقال إنه سيعتمد «القوة الذكية» التي تغلب السياسة المدعومة بالإمكانيات والقدرات المتاحة.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2343 - الثلثاء 03 فبراير 2009م الموافق 07 صفر 1430هـ