العدد 2686 - الثلثاء 12 يناير 2010م الموافق 26 محرم 1431هـ

... ولكن لا حياة لمن تنادي

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

أمست عملية استيراد اللاعبين واستبدالهم باللاعبين المواطنين ترتد على أعقاب من خطط لهذه العملية، مع النتائج السلبية التي بدأت تطفح على السطح يوما بعد يوم، وما إيقاف العداء رشيد رمزي الحاصل على الميدالية الذهبية لسباق 1500م في اولمبياد بكين نتيجة إيجابية فحص العينة «ب» لمدة عامين من قبل الاتحاد البحريني لألعاب القوى، إلا دليل آخر على فشل عملية التجنيس، وأنها عملية إذا لم تقنن فإنها ترتد سلبا على صاحبها، وهذا ما يحدث في البحرين التي لا تطبق الاشتراطات التي تضعها الاتحادات الدولية فيما يتعلق بعملية التجنيس الرياضي والتي من شأنها أن تضبط عمليات التجنيس العشوائية التي تحصل لدينا، وبالتالي تأتي الأخطاء من حيث لا تدري، وليترقب الجميع المفاجأة المقبلة من هؤلاء.

أقامت الذهبية التي أحرزها العداء المسئولين لدينا في البحرين ولم تقعدهم إلا بعد أن «فضفضوا وشمروا عن سواعدهم» فرحا بأولى غنائم وهدايا الاستيراد الخارجي، فلم تبق صفحات الصحف ولا العناوين الرئيسية في القناة الرياضية إلا وتحدثت، حتى مل المستمع والقارئ مما يذكر، لكن ما إن سحبت الميدالية بعد اكتشاف تناول العداء للمنشطات المحظورة، حتى تقلصت المساحات المخصصة لهذا الخبر، إلا ما ندر، والسبب معروف، هو الخوف من الفضيحة وانكشاف المستور ممن يقف وراء هذه العملية الفاشلة غير المدروسة.

هذه الميدالية تعيدنا إلى دورة الألعاب الأولمبية في بكين، لنرى إن كان الهدف من عملية الاستيراد قد نجحت، إذا ما أسقطنا تلك الميدالية الملغاة، وهنا سنرى أن الفشل الذريع كان نصيبنا من هذا الاستيراد، وأقصد هنا من كانت الأمنيات والآمال تعلق عليهم تحقيق ولو على أقل التقادير ميدالية برونزية، فكان حظنا أنهم جاؤوا في المراكز الأخيرة، فالعداء السالف الذكر خرج من دون أي مركز لتناوله المنشطات، ومريم جمال التي كانت تنافس على الذهب، فإذا بها تتنازل عن جميع ألوان الميداليات، وطارق مبارك الذي شارك مع رشيد في نهائي سباق 1500 متر، توارى عن الأنظار وجاء ثامنا، فيما يوسف كمال جاء خامسا في سباقه النهائي.

في نهاية ذلك لم نستفد من هؤلاء إلاّ صفرا من الميداليات، إذ لم يكن جميع عدائينا «المستوردين» من أجل هذا الهدف على قدر المسئولية، وظهر أنّ هؤلاء كانوا يُدافعون عن أسمائهم قبل اسم البلد الذي يلعبون من أجله.

هل لنا أنْ نستفيد من هذه النتائج، وبالتالي القيام بتصحيحها، بالتأكيد لا، إذ إننا قومٌ لا نعرف الاستفادة من التجارب السابقة التي تعلمنا أنّ «المستوردين» مثلا لن يكونوا قادرين على التضحية من أجل البلد الذي يلعبون باسمه بقدر ما يلعبون لأسمائهم، وأنّ سياسة الاستيراد الفاشلة التي نلاحظها لن تخدم بلدا يسعى لدخول العالمية ومنافسة الدول الأخرى، إذا لم يكن الكل فعلى الأقل البعض، وأن المواطن هو الوحيد القادر على التضحية بكلّ غال ونفيس من أجل بلده الذي تربى فيه، وخصوصا أن كل الأمور كانت متوافرة حقيقة لأنْ يحقق هؤلاء ميداليات ملونة، ولاسيما أن البحرين قامت باستيرادهم من أجل تحقيق غايتها بالفوز الأولمبي.

من يلاحظ خبر الأسبوع الماضي عن اللاعب الهندي المحترف في منتخب البحرين الهندي للكريكيت، يتأكد أن مسئولينا غير قادرين على الاستفادة من النتائج السابقة، بل وجادون في مواصلة الخوض في غمار التجربة الفاشلة، ليشاركوا باسم البحرين في بطولات للكريكيت بفريق جميعه من اللاعبين الهنود والباكستانيين، وهذه هي المصيبة، ما يعني أننا سنعيش في رياضة خالية من الفكر الاحترافي القادر على استيعاب الخطأ ودراسته للابتعاد عنه في المرات المقبلة، وهذا ما لن يحدث في ظل المعاناة التي تعيشها رياضتنا.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2686 - الثلثاء 12 يناير 2010م الموافق 26 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • فيلسوف | 1:38 ص

      اي والله

      اي والله صدقت لا حياة لمن تنادي
      مت راح تشفى رياضتنه من مرض التجنيس؟
      اتساءل في نفسي هل وصل التمييز حتى في رياضتنا ؟ اي انها هي المنبع الاصلي للتمييز !!

    • زائر 1 | 1:06 ص

      كفاااااااااية

      اسمح لي أخي الكريم بالقول بأنك تنفخ في قربة مبطوطة لأثناس آذانهم مسدودة. رجاءاً لاتكتب في هذا الموضوع مرة أخرى ترى لاعت كبدنا وعورنا راسنا ترى هذولا مايفيد وياهم المثل اللي يقول كثر الضرب يفك اللحام

    • الغدير | 10:24 م

      في حياة لمن لا تنادي

      الهدف معروف وانكشف المستور منذ عام 2006

اقرأ ايضاً