العدد 2686 - الثلثاء 12 يناير 2010م الموافق 26 محرم 1431هـ

ندوة عن النخلة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من الأخبار «الخفيفة» التي نشرت قبل يومين، استضافة البحرين اجتماع اللجنة التوجيهية والفنية لمشروع التنمية المستدامة لنظم إنتاج النخيل في دول مجلس التعاون العربية.

عنوان الخبر الفرعي يتحدّث عن توجّهٍ لإنشاء مجمع وراثي لأكثر من 100 صنف للنخيل محليا، أما العنوان الرئيسي فينقل عن «الزراعة» قولها إن «300 نوع من الآفات تهدّد النخيل في البحرين». وهي عناوين يمكن أن تدخل في باب «صدّق أو لا تصدّق»، فأنت حرٌ في التصديق أو عدم التصديق!

يمكن لبعض دول الخليج المجاورة أن تتحدّث عن زيادة إنتاجها من التمور بسبب محافظتها على ثروتها الزراعية ضمن سياسة وطنية واضحة المعالم والأهداف. ويمكن لبعضها أن يتحدّث عمّا تواجهه من مشكلاتٍ في مرحلة ما بعد الحصاد، وحاجتها إلى تقنيات خاصة بالتخزين. بل ان وفرة الإنتاج دفع بعضها للتفكير ببناء صناعة تمور تطرح عالميا. أما نحن في البحرين فاسمحوا لنا أن لا نصدق ان النخلة البحرينية تواجه 300 نوع من الآفات والديدان الضارّة، ببساطةٍ... لأنه لم تعد هناك نخيل.

في السبعينيات صدرت قوانين جيّدة لحماية البيئة والحفاظ على الرقعة الخضراء. وربّما لأن الصورة كانت واضحة لدى المسئولين آنذاك فقد تمّ تسمية هذه الرقعة بالشريط الأخضر، موزّعا هنا وهناك.

هذه الرقعة الصغيرة لم نحافظ عليها، وتم انتهاكها من أصحاب النفوذ والامتيازات ورؤوس الأموال، حتى أصبحنا أمام شريطٍ مهلهلٍ يرثى لحاله. وبالنسبة لشخصٍ عاش طفولته بين البساتين والحقول التي تطوق قريته من الشرق والغرب والجنوب، وعرف كيف يجزّ البرسيم ويقطف البمبر واللوز واليامبو، فإنه يقرأ هذه الأخبار فيشعر بالقرف والاشمئزاز.

النخلة رمز البحرين الأكبر، وكان الرحّالة القدامى يلاحظون كثرة النخيل وهم في وسط البحر قبل أن تلقي مراكبهم الشراعية مراسيها. هذه النخلة التي ظلت أمّا حنونا للبحريني قرونا بعد قرون، تمنحه غذاءه وأثاثه وحطب مطبخه وأخشاب جدران عريشه وسقف منزله... بعد الاستقلال تعرّضت لعملية اغتيال منظّم بسبب غياب الوعي، والجشع والتضحية بالبيئة على مذبح المصالح القصيرة النظر.

اليوم، نستضيف اجتماعا إقليميا، لنتحدّث للجيران الخليجيين عمّا تواجهه نخيلنا من 300 آفة، فلماذا لم تصارحوهم عمّا فعله الجشع الرأسمالي بالنخلة؟ لماذا لم تحدّثوهم عما جرى من تعطيش للنخيل في الكثير من مزارعنا لتموت وتقام على أجسادها مبانٍ استثمارية من الاسمنت؟ ولماذا لم تنقلوا لهم جريمة القتل العمد برشّ النخيل بالمواد الكيماوية لسرعة الإجهاز عليها من أجل تجريف رفاتها، وتقطيع الأرض وتوزيعها إلى قسائم سكنية تباع على الفقراء ومتوسطي الحال؟ أليست هذه هي تجربتنا التي يندى لها الجبين مع البشر قبل أن تكون مع الآفات والديدان؟

وما هي قصة الدراسة التي تعدّونها لإجراء مسح شامل لأنواع الآفات؟ هل أنتم جادون؟ وماذا بعد؟ وما فائدة ما يبشرنا به مدير إدارة الثروة النباتية بوجود توجه رسمي لإنشاء مجمع وراثي لأصناف النخيل في البحرين... ما دمتم مستمرين في استيراد نخيل من الولايات المتحدة الأميركية تكلّف الواحدة منها 1000 دينار... تزرعونها مكان النخلة البحرينية بعد اقتلاعها من الشوارع والمنتزهات العامة؟ هل هذه سياسةٌ وطنيةٌ فعلا يمكن الدفاع عنها يا وزارة الزراعة والبلديات؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2686 - الثلثاء 12 يناير 2010م الموافق 26 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 1:29 م

      البكاء على الأطلال لا يجدي - ام محمود

      إن تذكر البحر الجميل والنخيل الباسقات والبساتين وتغريد العصافير كلها أصبحت من الماضي ولحقبة اندثرت من تاريخ البحرين لن تعود ولو تصفحت كتاب اللغة العربية لمرحلة أول إعدادي وقرأت قصيدة الشاعر الراحل أحمد بن محمد آل خليفة لتنهدت طويلاً وشعرت بالضيق لانصراف الزمن الجميل ومن أبياته أيضا أنا البحرين سل عني الليالي تجبك بما تسر به المعالي
      بي البترول في الهضاب جار وفي بحري الثمين من الآلي
      ونخلي في الشواطئ كالعذارى يغني للسعادة و الجمال
      ومن سحر الطبيعة في سهولي تناثرت الزهور على الرمال

    • زائر 22 | 12:20 م

      الكاتب الرائع سيد قاسم لك من قبر سعيد العويناتي رسالة

      مقاطع من قصيدة انتهاء عصر النخيل 1975
      ايها النخل الخرافي استفق...وتذكر زمن الماء..واسماء رجال الحقل..والابحار
      والايدي..واحلام الصبايا القرويات
      اتت يا نخل بلادي
      هاهو العصر جفاك
      وغزتك الردة السوداء
      والقحط واوباء الشقاء
      وتعريت لان الغرباء
      اصبحوا سادة هذا العصر
      فاشتاقوا لذبحك
      ولذا اشعلوا النار ,واعماهم رنين الذهب العاقر
      في دنيا الظلام.
      ايها النخل الخرافي استفق
      قدغدونا غرباء
      وغدا البحر شقاء.
      غدا الساعة تاتي
      عل الفجر ات

    • زائر 21 | 12:02 م

      يؤؤؤؤؤؤ

      وما فائدة ما يبشرنا به مدير إدارة الثروة النباتية بوجود توجه رسمي لإنشاء مجمع وراثي لأصناف النخيل في البحرين
      المشكلة سيد الي قال هالكلام من ضمن قائمة المرتزقة الاجانب المجنسين في الزراعة والاصل باكستاني ههههههههههههههههههههههههههههه

    • زائر 20 | 9:25 ص

      النخيل تتكلم

      النخيل ....الموت وقوفا

    • زائر 19 | 7:14 ص

      ماذا سترد وزارة الزراعة؟

      بودي أقرأ رد الوزارة على هذا المقال وما فيه من انتقادات. ما ادري وش راح يقولون! قير صحيح. انتهاك الحزام الاخضر قير صحيح. تعطيش النخيل قير صحيح. استخدام الكيماوي مثل علي الكياموي قير صحيح! نستورد النخيل من امريكا بس من بألف دينار بس 950 دينار فقط!

    • زائر 18 | 7:09 ص

      حلووووووووة

      واجد حلوة... إنشاء مجمع وراثي لأصناف النخيل. لا تغلبكم وزارة الصحة في الشلخ، هي بعد تواعد بمجمعات لمرضة السرطان والسكلر والثلاسيميا وصار لها عشر سنوات كله اخرطي. بس خلها على الله

    • زائر 17 | 7:07 ص

      زين سويت

      زين سويت فيهم يا سيد ترى هذلين ما يستحون. وإلا بالله عليك 300 آفة تواجه النخلة؟ وينسون الآفات البشرية؟

    • زائر 16 | 3:55 ص

      الشعب موجود، الأرض موجودة، والبحر موجود

      الحكومة تريد أن تحكم ماذا؟ شعب: هناك المجنسين، أرض: هناك الأصلية التي سيهجرها سكانها وهناك المدفونة، ثروات: البحرين أرض الاقتصاد التي ستلحق بجارتها دبي التي سيتملكها الدائنون اليهود - لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، البحر، مهما تم الدفن لن ينتهي البحر ويكفي أن يرى البحر من خلال زجاج النوافذ في القصور العاجية للمتنفذين والشعب الجديد يمتلك ما يمتلك في الجزر الجديدة وهي تطل على البحر، ولكن لي سؤال هل ستبقى الجز الجديدة بدون جشعين يدفنون سواحلها؟ ستهون كرامة ساكنيها وستدفن سواحلهم.

    • زائر 15 | 3:18 ص

      لا نخلة ولا سواحل ولا عيون ولا زراعة

      هالكماليات ما عاد لها لزوم في البحرين أهم شي عندنا تجار ومليونيرية وملياديرية وبس وباقي الناس للجحيم
      كل الأمور ما نحتاجها بوجود أصحاب الفلوس الزايدة
      مخلينا مو قاصرنا شي والنفسيات الحمد لله عال العال
      بعد شنبي ماكو فقر ولا فقير.
      احنا بس اللي ما يعجبنا العجب في ديرة العجايب
      ديرة عذاري اللي تخطرني وتسقي جاري
      ديرة الكرم والغنم

    • زائر 14 | 3:08 ص

      ماذا بعد؟؟؟ الجواب عندي....

      سيد انت قلت في مقالك" وما هي قصة الدراسة التي تعدّونها لإجراء مسح شامل لأنواع الآفات؟ هل أنتم جادون؟ وماذا بعد؟ """
      انا اقول لك، هم ليسوا جادين،،، وعن ماذا بعد،،، يعني شنهو بيصير،، كل واحد بياخذ اوراقه وبروح بيتهم ،،، وانتهى كل شيء،،،
      واللبيب بالاشارة يفهم،،،

    • زائر 13 | 1:47 ص

      ابكيت عينى دما سيدنا

      نعم مسح شامل لانواع الآفات جز ونحر البحرانى الاصيل ليتبع نخلته بمقبرة ابوعنبرة, واما عن المجمع الوراثي فهو للمستوطننين ليتوارثوا الارض ومن وما عليها هذا حال من احتل ودمر العشب الاخضر والبحر الازرق والانسان المكحلف حلاتي انا - والله ياسيد اثارة هكذا شأن يجعل رؤسنا مطئطئة ومندسة فى رمال البحر المغصوب

    • فيلسوف | 1:29 ص

      راح زمن اول

      راح زمن اول ( البحرين غنيه بمليون نخلة )
      الان التاريخ يقول البحرين اصبحت غنية بمليون مجنس وهذا راح يدخل التاريخ وراح يتعلمونه اجيالنه القادمة

    • زائر 12 | 1:26 ص

      مو مهم النخله او غيرها

      تعتقد الانسان اللي مو معترف بالمواطن الاصلي ابن البلد واللي قاعد يجيب ناس من كل نايبه ويجنسهم ويفضلهم على ابناء البلد تعتقد هذا الشخص تهمه نخله او بحر هذولا خلاص قرروا ان يجعلوا البحرين بلا زراعة وبلا بحر كي يرضوا جشعهم وحبهم للاستيلاء على كل شي وفي الاخير راح يتركون البلد بعد ان لايبقى بها شي يباع
      وحسبي الله على الظالم

    • كشاجم | 1:25 ص

      كفيت ووفيت ولكن

      أنت تؤذن في خرابة يا سيد قاسم أو لنقول تنفخ في قربة مقضوضة للذين يحبون الرقص والموسيقى.
      خلاص وقع الفاس في الراس ولا داعي للنوح على اللبن المسكوب لأنه لا رجعة بعد خراب البصرة. صار مكان النخيل بنايات ومكان البحر عمارات ومكان السمك مجمدات ومكان البحرينيين أجانب.
      دورنا الآن أن نحاول البقاء إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
      تحياتي

    • زائر 11 | 12:50 ص

      لا نخلة لا بحر لا بحريني

      خخخخخخ احنا البحرينيين يبغةن يخلصونة بعد مو النخلة خخخخخخخخخ

    • زائر 10 | 12:49 ص

      ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      البحر خلص وراح بعد مو النخلة والشجرة

    • زائر 9 | 12:46 ص

      اقرأوا الفاتحة على روح النخلة البحرينية

      من وحنا صغار يرددون على أسماعنا في المدارس بلد المليون نخلة فإلى الآن الناس تردد هذه العبارة كأنهم ببغاوات على الرغم من رؤيتهم لانقراض النخيل.
      راح البحر وراح البر باقي الجو ماندري شنو بسون فيه.
      لقد دمروا ذكريات طفولتنا الحلوة والرطب ماقام أحد يشوفه وإذغ وجد يكون سعره غالي وغيره وغيره
      آآآآآآآآآآه ياوطني الغالي

    • زائر 8 | 12:20 ص

      التجارة في النخيل

      جميل ! يقلعون النخل و يعقدون المؤتمرات لعلاجه من الآفات !! كان الاجدى مناقشة آفة الجشع ,, فبعد أن تُقتلع النخيل تُباع على (( الحكومه)) لوضعها كزينة ,, والبسعر بحدود 100 دينار اً ولكن من يزرع النخيل لا يفقه في الزراعة شيئاً ,, فعند زرع الفسيله تروى لعدة أيام ثم على فترات ولكن من يزرعها يرويها (حسب التساهيل) ولذلك فمعظم النخيل المزروع يموت ,, ولو تمت الإستعانه بكبار الزراريع لحققنا هدفين :الفائده للمواطن والنخله ,, ولكن الجشعين يريدوننها (إتدش تاكل تطلع تاكل) وتجارتهم مستمره !

    • زائر 7 | 12:06 ص

      البحرين ستسورد السمك والرطب كما تستورد المجنسين

      لقد دمرت الثروة البحرية بالدفان الجائر للسواحل.. ودمرت الزراعة والنخلة طمعا" لمبالغ في جيوب السارقين.. وبالتالي الآن أصبحت البحرين لم تعد تتسع اليوم لأهلها الطيبين... أهل الأصل، وهؤلاء كغيرهم من الأسماك والأعشاب البحرية والروبيان وحتى الرطب والتمر لا يعنون شيئا للبعض لأن هناك بديلا آخر، إذ يمكن استيراد السمك والرطب والتمر وأشياء أخرى مادام المال وفيرا.

    • زائر 6 | 12:03 ص

      آه....آه

      هههههه شر البلية ما يضحك! والله ضحكتني من الصبح يا أخ قاسم! دائما كلامك في الصميم، فعلاً كلما نمشي في الطرقات والشوارع وأرى النخيل المنصوبة على الجوانب وهي أسيرة يأخذني الضحك وأسأل من يكون معي: هل هذا النخيل سينمو؟ آه على الأيام الخالية ونحن نلهو ونلعب بين النخيل البحريني الأصيل، لكن ما اتفيد قولة (آه)... شكراً لك سيدنا

    • زائر 5 | 11:54 م

      نفسي افهم؟؟

      بس نفسي اعرف السبب اللي يخلي كل شي في هالديرة مقلوب... معقول يا عالم احنا نستورد من أمريكا نخيل!!!!!!
      وين حسن التخطيط و ين حسن التدبير و التنظيم؟؟
      ما في وزارة في هالديرة تصلي على النبي و تأدي شغلها بأمانة على الاقل بربع فهامة ...صج هم يضحك و هم يبكي.

    • زائر 4 | 11:50 م

      والله حالتنا حاله !!

      حالنا في كل شيئ يفشل ... زيادة في الأسعار فشل في الإسكان مصيبة في التعليم كارثة في التجنيس سوء في تخطيط الشوارع ... واليوم الدور على النخلة !!!

    • زائر 3 | 11:41 م

      الستراوي

      سيد شوشه شويه على الربع ,,,, مساكين اكلتهم اكوووول ماخليت لهم شيء ,,, حبيبي لاتعصب ترى يرتفع ضغطك والسكري وماعارف شنو ,,, النخله خلاص البحر خلاص السمج خلاص ,,, باقي شيء واحد للحين مو مخلص يحاولن يخلصونه ,,, الشعب البحريني الاصيل(شيعه وسنه) واحلال محلهم نخيل مستورد من ديار اخرى ,,, ,,, سيد مره ثانيه ريلاكس حبيبي الدنيا ماتسوه بكره انا وانت بالجنه نستانس بالنخيل ونكيف مع حور العين !

    • زائر 2 | 11:14 م

      التمار

      قبل البحث عن اسباب ادت الى تآكل الحزام الاخضر وتقلص اعداد النخيل ..عليهم البحث عن البشر اللذين كانوا يعملون في هذا الاقطاع ولم يورثوا شيء لأسرهم سوى الفقر .. المزارع البحراني يقضي طوال عمره يزرع ويكدح في اراضي الهوامير ويموت وهو لا يملك منزلا يسكن فيه علاوة على ان يمتلك مزرعة!! قضيت ردحا من عمري فوق جذوع النخل أكثر مما مشت رجلاي على الارض. ولكن للاسف تركنا العمل لعدم الفائدة وتغطية المصاريف وعدم وجود الدعم من الوزارات المعنية علاوة على ذلك هذه الوزارات لم تقم حتى بتوظفينا فيها ..

    • زائر 1 | 10:43 م

      الى متى

      النخلة واللوزة والبنبرة والتينة اصبحوا غرباء بين بحر من الهنود والاجانب والمجنسين الذين لا يعرفون شىء عن هدا البلد ولا يدركون قيمة ومكانة النخلة والبلبول والساب والعريش

اقرأ ايضاً